دخل زمن الحديث في المفاوضات الاقليمية و التسويات الخاصة بالنزاعات الكبرى بالشرق الاوسط حيز البحث الجدي فيها خصوصا الازمة السورية التي رافقت الثورات العربية المفترضة و التي بدا ان سوريا المتضرر الاكبر منها حيث حشدت الازمة بين الشرق و الغرب موالين و معارضين و داعمين و مانحين دوليين لتفاصيل الازمة ما يكفي لسنوات مقبلة من رسم معالم سوريا الجديدة.
الحل الديبلوماسي في سوريا الذي ارسلت لاجله الامم المتحدة اكثر من مبعوث اممي اخره ستيفان ديمستورا لم يبدا حتى الساعة بالزخم المطلوب لكنه اليوم بات على مقربة من تلقف متغيرات اقليمية كبيرة تجعل من هذا الحل واقعا بفترة زمنية قريبة كانت محكومة لسير الاحداث الكبرى في العالم العربي هذا بالاضافة الى ان سوريا قسمت العالم السياسي واقعا بين موالي و معارض للرئيس السوري بشار الاسد .
الازمة النووية الايرانية باتت بحكم الملف المنجز و هذا الملف الذي غير وجه الشرق الاوسط لسنوات بسبب فرض عقوبات على اران اولا و على حلفاء ايران ثانيا و الذي قاد اسرائيل الى حروب و عمليات عسكرية و اعتداءات متفرقة من اجل الخوض في معارك تضعف حلفاء ايران النووية مستقبلا هو الملف نفسه الذي سيفتح الباب لاول ملف بعده من اجل الحل فحل الازمة السورية سيكون اول الجنى او القطاف .
فرنسا التي تقراء الملفات و متغيراتها هي دولة من اصل عدة دول حليفة للولايات المتحدة و التي كانت راس حربة الموقف المتطرف تجاه النظام السوري الحالي و فرنسا بلسان خارجيتها واظبت على اعتبار الازمة السورية اول اولوياتها في المنطقة و قد بذلت في الملف جهود ديبلوماسية هامة و دعت الى مؤتمرات و لقاءات و استقبلت معارضين سوريين و اسست لكرحلة مقبلة في سوريا الجديدة المفترضة بحساباتها التي لم تعد حسابات دولة تسلك مسارات استراتيجية بالنسبة اليها بل باتت في عداد الدول التابعة للموقف الاميريكي و اليوم , تطرح فرنسا موقف الولاسات المتحدة بطريقة غير مباشرة يتكشف موقفها الرسمي هي ايضا من خلاله عبر ارسال عضو الجمعية الوطنية الفرنسية رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي الفرنسي " جان فريدريك بواسون" الى دمشق للقاء الاسد معلنا عن ضرورة التعاون مع الحكومة السورية للقضاء على الارهاب والحد من مخاطره. بواسون اكد خلال الزيارة ان استقرار سوريا سينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وأوروبا وان ذلك لن يتحقق إلا من خلال دعم الدولة السورية والحوار مع الأسد لحل الأزمة في سوريا بالتوازي مع محاربة الإرهاب.
كلام النائب الفرنسي المعارض لسياسة هولاند هو كلام رسمي بطبيعة الحال و باي حال و بالمنطق القانوني لا يمكن غض النظر عن فكرة مفادها ان الزيارة بعينها هي زيارة رسمية من شخصية فرنسية مسؤولة حاليا و لا يمكن ان تتم دون اذن الخارجية الفرنسية التي تصنف الدولة السورية نظاما ارهابيا و بالتالي فان هذا الاذن بحد ذاته ليس سوى مؤشرا فرنسيا على جهوزية لقبول الحلول السياسية في سوريا و مد اليد الى هذا النظام بحد ذاته و الزيارة ايضا اشارة الى ان الموقف الغربي بات اقرب و اوضح تجاه هذا الملف خصوصا الاوروبيين الذي يعرفون اليوم اكثر من اي وقت مضى خطورة تمدد داعش اكثر في سوريا او الانتصار فيها لئلا ينتقل من سوريا الى بلادهم و كانت تونس و الكويت و مصر مؤخرا دليلا حيا على اهمية التحرك الموازي طبعا مع التقدم في الملف النووي الايراني الذي يجعا من ايران دولة متعاونة بملف الارهاب بابعد تقدير ..
فرنسا جاهزة من التالي ؟
2015-07-13 | عدد القراءات 3384