بدأ عالم جديد مع التفاهم النووي وهدنة اليمن ستثبت و الحريري يتراجع وكل شيء سيتغير والسعودية تنكفئ وسورية تنتصر

تحدث الاستاذ ناصر قنديل أن يوم الاثنين الثالث عشر من تموز هو اليوم الاخير و المقرر مرة اخرى اي للمرة الثالثة على التوالي لانتهاء مفاوضات الملف النووي الايراني وكما في  المرات التي سبقت يقول  ايضا لن تصل المفاوضات الى طريق مسدود كما كان يقال ، فهي حرب نفسية لترويض الرأي العام من اجل الاستعداد للتوقيع اي ليصبح التوقيع مطلب عند الرأي العام الغربي والعربي وعند الرأي العام الايراني لان كل مفاوضات لديها تنازلات وكل تنازلات على قيادة البلد ان تبرر لجمهورها ولدى الرأي العام للقبول بها ، ايران تقدم خطابا وتقول انها امتلكت كامل   التكنولوجيا اللازمة من اجل العمل النووي السلمي وهي باتت دولة نووية كاملة المواصفات ما يمنعها عن انتاج سلاح نووي ليس بالعجز التقني بل الارادة السياسية،  لكن لو ارادت ان تنتج فهي باتت ان تدرك وتمتلك كل حلقات المرحلة اللازمة لبلوغ الانتاج .

القسم الاول : الملف النووي الايراني  في اطاره الدولي والاقليمي بين حتمية التوقيع والنتائج الاكبر من التوقيع .

تحدث رئيس شبكة توب نيوز ان الضغوطات والحصار بمفهوم الملف النووي الايراني كان اسلوبا سيئا وفاشلا _من وجهة نظر الغرب _ لأنه في ظل هذه العقوبات والحصار وجد الغرب نفسه امام ايران كاملة المواصفات بامتلاك كل قدرات الانتاج النووي وهي جاهزة لامتلاك لإنتاج  رأس نووي وتضعه على صاروخ من صنعها ، المفاوضات كانت تدور على معادلة انشاء بنك عالمي مقره موسكو لليورانيوم المخصب من الدول الكبرى تشتري منه ايران يورانيوم المخصب لمفاعلاتها وتمتنع عن التخصيب وذلك على موافقة ايران ولكن تم الخلاف على ان ايران لا تعترف بإسرائيل ولا بالمحرقة وانها تدعم المقاومة ووقوفها مع فلسطين وسورية ، فالرهان الذي عطل ليس عدم فهم الغرب ان الحصار لا يؤدي الى نتيجة ، الغرب يعرف وذلك بدليل ان ايران لديها مفاعلات ،وتقوم بالتخصيب ولديها طاقة انتاج بكميات وتخزن ولديها صواريخ بعيدة المدى وقابلة لان تحمل رؤوس نووية ،  فالغرب كان يعرف ان العقوبات لن تأتي بنتيجة ، الغرب  كان يراهن على حرب تموز عام 2006 وهزيمة حزب الله وكسر سورية ولكنهم فشلوا بحرب تموز ،  وفي غزة كسر حركة حماس وبعدها تقوم بتسوية عربية اسرائيلية مع محمود عباس وذلك  بحلف عربي اسرائيلي بوجه ايران ولكنهم فشلو بذلك ، وقاموا بالتغيير بإيران بوجود نظام جديد يقوم على دعم الاصلاحيين وتمولهم وتقدم لهم  الامبراطورية الايرانية ولكن بشرط التخلي عن المقاومة ولكنهم فشلوا، وذهبوا بعدها الى الربيع العربي وقلب الانظمة ومحاولة  قلب النظام في سورية واساقطه ، وبالتالي التأجيل ليس رهان على العقوبات بل العقوبات كانت شكل الانتقام والحاق الاذى وتجويع الشعب الايراني وحرمانه من حقوقه الطبيعية للضغط على قيادته السياسية ، وانما الاصل كان الرهان الغرب  على تغيير المعادلة في مكان ثاني ، فالغرب ليس لديه مشكلة بامتلاك ايران او غيرها ملف نووي او صواريخ نووية ولكن بشرط الاعتراف بإسرائيل ، الملف النووي خطر عندما يكون البلد الذي يملك هذه الطاقة النووية هو بلد تحكمه ارادة مستقلة وغير خاضعة او تابعة وملتزمة بثوابت الدفاع عن القضايا و الحقوق وفي طليعتها فلسطين ،

ونحن في ايام  ذكرى حرب تموز ذكرى الحرب التي كانت لتكسر كل مسار المنطقة و الملف النووي الايراني جزء منه لكن عنوانه الابرز محور المقاومة ولهذا السبب كان انتصار ايران في ملفها النووي بمعزل عن الملفات الاقليمية اي دون ان يستطيع الامريكي ان ينتزع منها الاعتراف بإسرائيل او التخلي عن سورية او التنازل عن المقاومة او الابتعاد عن قضية فلسطين فهذا هو الانتصار وليس الانتصار بالملف النووي وحده فقط ...

قيمة الملف النووي الايراني انه ينتزع من الغرب الاعتراف للمرة الاولى لدولة في المنطقة بكامل التكنولوجيا المحلية ان تصبح دولة عظمى نوويا وهي لا تعترف بإسرائيل وتدعم المقاومة وتصر على الوقوف الى جانب سورية ولا ترتضي بهيمنة دول الخليج المستبدة على شعوبها ، وهذا هو عظمة الانجاز وبالتالي العقوبات لم تأتي بالنتيجة وكان اخر رهانهم هو سورية ، وقبل انتهاء سنة 2014ووصول الامريكي الى حالة اليأس من المتغيرات التي يريد احداثها في الملف السوري لن يعترف بإيران بالملف النووي لذلك تم الاتفاق في اذار ، وبالنسبة لأوكرانيا تم الاتفاق بشهر شباط وبعدها سيتم الاتفاق في اليمن وليبيا وبعدها للبنان  وسورية،  لان الامور بلغت مداها في نهاية 2014 الذي هو الموعد المقرر لبدء الانسحاب الامريكي من افغانستان اي الخروج العسكري الامريكي  من اسيا ،  فهو يعلم ان العقوبات لن تأتي بالنتيجة ، فماذا اعطت العقوبات بتقليص النفوذ الايراني ففي عام 1990 عندما كانت ايران خارجة من الحرب مع العراق حينها بدأت العقوبات وكان العراق اقوى من ايران ، فالعقوبات لم تحد من النفوذ او من برنامجها  النووي ، كان الرهان الامريكي على الحد من النفوذ الايراني بالقوة والحروب والضغوط وتفجير المنطقة ولكنه الان يفشل كما كان  الرهان على كسر الملف النووي الايراني بكسر ثوابت ايران وتحالفاتها واسقاطها ، والان التسليم بالملف النووي الايراني ورفع العقوبات كلاهما اعتراف بالنفوذ وبالدور وبالخيار وبمحور المقاومة فهو انتصار يعادل نهاية الحرب العالمية الثانية انتصار ايران هو انتصار لحلف المقاومة كأنه انتصار الاتحاد السوفيتي على النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية .

القسم الثاني : الملف اليمني هدنة اليمن هي مشروع اتفاق اطار بداية نزول السعودي عن الشجرة .

تحدث الاستاذ ناصر قنديل عن هدنة اليمن ليس من زاويتها الذاتية فقط لأنه هنالك اطار عام لهدنة اليمن متابعا نحن  في الوقت نفسه نمر امام  حركة متصاعدة ومستمرة على مستوى المنطقة وواضحة ،  عام 2015  الذي هو عام السياسة وفي شهر شباط ولد اتفاق اطار لأوكرانيا وعرف باتفاق مينسك عاصمة روسيا البيضاء وعند اجتماع قادة (فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا )اي مجموعة قوى  النورمندي هذا الاطار اظهر حل بوقف اطلاق نار ، ومراقبين،   ونزع اسلحة ثقيلة من مناطق المواجهة الى مدى بعيد،  و التمهيد لحل سياسي عبر الاعتراف بحقوق ما سمي بجمهوريات شرق اوكرانيا ، ومن ثم الاستفتاء على دستور جديد وحكومة جديدة فانتخابات رئاسية ،

وفي اذار ولد اتفاق اطار الخاص بالملف النووي الايراني والذي يتحول الى اتفاق نهائي ولكنه يتضمن الامور الاساسية فالمفاوضات التي نفذت بالاطار كانت قرار للوصول الى تفاهم ، اتفاق الاطار الايراني والاوكراني هو اعطاء فرصة للسعودية  ، ففي اليمن تم الاعلان عن الهدنة  في شهر ايار وبعدها اخترقت الهدنة ودعوا الى مؤتمر جنيف للحوار في 28 ايار وعطلت السعودية المؤتمر ، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في 15 ايار "لا مانع لدينا بأن ينعقد مؤتمر الحوار في جنيف وليس في الرياض ويصبح عنوانه حضور الحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح بدون شروط اي بدون الخروج من المدن وتسليم السلاح ويصبح الراعي الامم المتحدة وليست السعودية "،

ففي ظل الحرب السعودية على اليمن  الحوثيين تمددوا واصبحوا في قلب السعودية وصواريخهم تسقط في الاراضي السعودية وقواعدها الجوية ، وبالتالي الحرب فاشلة والان مجبر السعودي ان ينزل من على الشجرة واللجوء الى الروسي للمساعدة لأنه يعلم عند انهياره سيكون تنظيم داعش بديل عنه كما قال الرئيس بوتين ان بديل آل سعود هو داعش و القاعدة ، فالسعودي مضطرا للتنازل ،

فالهدنة تقول ان الرقابة والتفتيش بحرا وجوا  اصبحت في عهدة الامم المتحدة وليست في يد السعودية ، ومضيفا اننا الان امام مشهد بدء باتفاق اوكرانيا وبعده اتفاق ايران بالملف النووي واكتمالهما ، واتفاق الاطار السعودي الذي مع الوقت ينزل عن الشجرة ليتبلور ،

واتفاق الاطار الليبي الذي هو قيام  جماعة المؤتمر الوطني المسمى المجلس الاعلى للدولة وله صفة استشارية والبرلمان الذي يكون له السلطة  التشريعية وحكومة تضم الطرفين اي نأتي بالإخوان المسلمين على الحكم لإرضاء التركي وهذه هي المعادلة وبعض المجموعات المسلحة المشغلة لدى الاتراك والقطريين تصبح جزء من الحل ،

وايضا اتفاق اطار في سورية دي مستورا يقول انه في اخر هذا الشهر سوف يقوم بمبادرة ، ويأخذ المناخ العام بأن الامور ذاهبة باتجاه الحل والرئيس الاسد هو  العنوان للشرعية القادمة في سورية وبالتالي يوجد انتخابات نيابية في 2016 التي تكون هي المصفاة التي  تنبثق منها الحكومة الجديدة وانتخابات مع الامم المتحدة بالتفاهم مع الحكومة السورية التي ستضع كل الضمانات للمشاركة وفي حصيلة الانتخابات الذي يأتي بثلثين في البرلمان يحق له تقصير ولاية الرئيس ولكن بشرط الحصول على الثلثين ، فمن الصعوبة الحصول على الثلثين او (النصف +1) او حتى الحصول على الثلث لان الثلثين  سوف يحصل عليه مؤيدو الرئيس الاسد وسوف  يرون ان نتيجة الانتخابات  تظهر ان اغلبية الشعب السوري مع خط الرئيس الاسد وستخرج الانتخابات بهذه النتيجة ، وبالتالي سيقول الغرب انه يرضى بما قبل به الشعب السوري ويعترف بالحكومة المنبثقة من الانتخابات كحكومة شرعية وبالتالي تقوم بعودة السفارات ، وفتح الاعتمادات ،وترجع الدورة الاقتصادية ، وتقول ان هذه الحكومة نتعامل معها لمكافحة الارهاب وبعدها تقوم السعودية وتركيا بالتعاون مع الحكومة السورية ، فمن صنع هذا الاخراج هو صمود السوريين وبسالتهم وثباتهم وجيشهم وشعبهم وقائدهم ،

بالتالي سنة  2015 هي سنة تصفية الجيوب العسكرية السياسة وسنة  2016  تبدأ بالحلول السياسية .

القسم الثالث : الملف اللبناني معطوف على ما يجري في سورية .

تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان عنوان هذا القسم  الظاهر لبناني لكن خلفيته وعمقه سعودي سوري ، مشيرا ان المواجهة في لبنان والاشتباك السياسي القائم في لبنان  اساسه هو الموقف الذي يجري في سورية فانقسامات في لبنان سببه ما يجري في سورية ، فالسعودية لديها حسابات تجاه ما يجري في سورية ، الرئيس الروسي بوتين لا ينطق على الهواء وهذا الرئيس بمكانته وحجمه من المستحيل ان يتكلم امام وسائل الاعلام تقصدا ، بحضور وزير خارجية سورية وليد المعلم عن حلف يضم السعودية مع سورية اذا لم تنل يده من السعودية في جلسة مغلقة فأصر على ان يستقدم  وسائل الاعلام ، بوتين يتصرف على قاعدة ان السعودية فشلت في منع التفاهم النووي الايراني الغربي ، وفشلت بإسقاط سورية ، وفشلت في حربها على اليمن والسعودية تعرف ان الكل يخشى من سقوطها امام داعش فتريد ان تقول كي لا اسقط امام داعش ستخسرون جميعا فمدوا لي السلالم للنزول على الشجر،  فالسعودية تحتاج المساعدة في اليمن وسورية وايران في الملف النووي  ، وأكد قنديل أنه عندما استقبل الرئيس بوتين الشيخ روحاني رئيس ايران  هو انه بحث معه في امرين الامر الاول : اهمية فتح الباب للتفاهم مع السعودية. والرئيس بوتين يطلب بتشكيل حلف من سورية والسعودية والاردن وتركيا لمحاربة الارهاب ولديه معطيات تقوم على امكانية هذا الحلف ،

ففي لبنان محمد بن نايف يريد اسقط سعد الحريري وهو يعلم ان استمرار الدفع سيوصل الامور الى المواجهة وان يريد تمام سلام ان يلعب الدور الذي لعبه فؤاد السنيورة بانه (بنصف +1) نأخذ القرارات اللازمة  ويصعد ضد المقاومة ، ويعلمون ان قرار المقاومة للوقوف الى جانب العماد عون كمرشح للرئاسة هو جزء من امن المقاومة بعد تجربة ميشال سليمان والتآمر على المقاومة ، وبالتالي هذا التحرش و الاستفزاز نتيجته واضحة ، وهذه خطة "محمد بن نايف" للإطاحة "بسعد الحريري" والمجيئ برجله "نهاد  المشنوق" على قاعدة ان لا سعد الحريري ولا ميشال عون قادرين على عمل رئيس جمهورية ورئيس حكومة وهذا موجه ضد محمد بن سلمان وكان رد محمد بن سلمان ان سعد الحريري لا يقدر على ان يقوم برئاسة الحكومة من دون ان يكون  ميشال عون رئيس جمهورية فهو اعطى كلام للرئيس بوتين بأنه جاهز على الانفتاح على سورية وحزب الله وايران .

 في هذه الحصيلة نحن امام مشهد جديد على مستوى المعادلة اللبنانية،

موقف سماحة السيد حسن نصر الله محسوم بانه لن يتخلى عن العماد عون ولن نتخلى عن الرئيس بري ، ولا يوجد تناقض بين الاثنين ، وبالتالي الرئيس بري والعماد عون لا يشكلان في تحالفهما احراجا بالنسبة للمقاومة وهذه الثنائية القادرة على حماية مستقبل ثوابت المقاومة.  

العماد عون يقول أنه لا يوجد مجلس وزراء اذ لم يتم التوافق على آلية ادارته بالإجماع ، فكلام سعد الحريري واجوبته تقول انه هنالك قرارا سعوديا  بالانحناء فالتصعيد لن ينفع ،  وهذا فخ نصبه محمد بن نايف ويشارك به نهاد المشنوق لإزالة سعد الحريري و المطلوب من سعد الحريري التسريع بالحوار ومد اليد والعقلانية .

بالتالي اتفاق اطار لبناني يتم التحضير عليه كالاتفاق الليبي والاوكراني واليمني والسوري ، يقول ان  ميشال عون رئيس جمهورية وسعد الحريري رئيس حكومة ونبيه بري رئيس برلمان وحزب الله هو القوة التي تدير لعبة  الدولة بخطوطها العريضة الكبرى على قاعدة الحرب على الارهاب ، بالتالي السعودي يوصل الرسالة التي قالها الرئيس بوتين وطلب من السعودي ان يقدم الاثبات وهو يقدم الاثبات .

تحرير : بشرى الفروي 

2015-07-14 | عدد القراءات 4184