هدية العيد ايرانية - سورية مشتركة ... روزانا رمّال

عيد حقيقي تعيشه دول المنطقة الحليفة لايران فللمرة الاولى تنجح دولة اسلامية مقاومة معادية لاسرائيل بذكاء استراتيجي بان تدق الاسفين الفاصل الحاسم الذي يدفع بالرؤيا الاميريكية الاسرائيلية و تدفعها نحو خطين متباعدين .

عيد الفطر هذه السنة يختلف عن سابقاته بالنسبة لسوريا بشكل اساس فهي تعرف ان حليفتها المنتصرة ايران استطاعت قلب المعادلات و استطاعت تقريب افاق الحلول للازمة التي طالت الرئيس السوري بشار الاسد صلى صلاة العيد في دمشق و هو يعرف ان الفرج قد اقترب ليس لان الاتفاق توقع انما لان جهود جيشه و صبر شعبه كان له دورا اساسيا في وصول ايران الى ما هي عليه اليوم من نجاح في ملفها النووي لان سوريا فيما لو هزمت امام الحرب المبرمجة عليها منذ خمس سنوات لكان المشهد مختلفا تماما و لكانت نظرة الغرب تجاه ايران اضعف و اقل من ان تقوم بهكذا اتفاق و هي تنزف استراتيجيا و لان الغرب لا يقدم هدايا على طبق من فضة و لان الغرب يدرس القوة و يتعاطى مع القوي و ليس مع اي مهزوم في تفاهماته و ايران التي لا يمكن لها ان تفرض شروطها و هي مكسورة تعرف اهمية سوريا و اهمية النصر التي ساهم فيه الشعب السوري الذي وقع الاتفاق ايضا بقلبه و دمه مع الشعب الايراني الصابر سنوات و سنوات .

كسر الجمود السياسي و الديبلوماسي على صعيد الازمة السورية سيكون اول نتائج توقيع الاتفاق و الازمة السورية التي غيرت ملامح المنطقة و اكدت للغرب ان تفاهما متينا قد نشأ بين دول اقليمية وازنة و عالمية تخطو خطى النهايات و تؤكد ان حلقة الحلفاء المتصلة لا يمكن فصلها او فصل مسارها و تؤكد ان كل انتصار لاي دولة من اصل هذه الحلقة هو انتصار للدولة الاخرى امام الغرب من جهة و امام اي مشروع يمكن ان يستهدفها من جهة ثانية و لهذا السبب كان التماسك الايراني الروسي و السوري على خط و التماسك الصيني الروسي بالجهة المقابلة احد ابرز الضغوط التي حكمت على الولايات المتحدة الخضوع الى فكرة ان تحالفا كبيرا في هذا العالم بات يهددها و لا جدوى بعد اليوم من تجاهل ضرورة التعاون معه في الملفات العالقة منذ سنوات بالنسبة للولايات المتحدة و حلفائها و البعض منها مشاكل و ازمات صنعتها لم تعد قادرة على معرفة مفاتيح المخارج لتركها باقل اشكال الخسارة .

يعرف باراك اوباما ان النصر الايراني هو نصر سوري و روسي و حزب اللهي و صيني لكنه مستمر بالاشادة فيه و باهميته كمؤسس للمشهد المقبل على المنطقة استفاد اوباما من خلاله باظهار صورته المتعوانة و المنفتحة حول العالم و لو ان كل ما جرى اتى بالرغم عن ارادة و امنيات كل الادرات الاميريكية السابقة و الحالية بطبيعة الحال .

هدية العيد ايرانية سورية مقاومة مشتركة عمدت بدماء السوريين و اللبنانيين و صبر و ثبات و دعم الايرانيين سلاحا و مالا و عتادا ليتماسك هذا الحلف مظهرين للعالم ان التمسك بالحقوق وحده الطريق لحفظها و رفع شعلة الحق امام العالم بجدارة المكانة و القدرة .

 

2015-07-17 | عدد القراءات 2748