تسابق لملاقاة المتغيرات مقدمة نشرة اخبار توب نيوز ... ناصر قنديل 18-7-2015

رغم عطلة العيد التي توقف معها بعض النشاط الحكومي الرسمي في البلاد الإسلامية لا يزال التأثير العاصف للتفاهم الخاص بالملف النووي الإيراني يحكم كل شيئ في المنطقة ويتركز حوله كل إهتمام العالم ، و زخم التسارع في ترتيبات اللاعبين على مسرح المنطقة تؤكد الدينامية التي أطلقها التفاهم النووي الإيراني ، أو عملية "إيرانيوم" ، فمحاولات صياغة تفاهم أمني عسكري بين واشنطن وتل أبيب بلغت مراحل متقدمة تحت عنوان الضمانات الموازية التي تعهدها الرئيس الأميركي لحماية إسرائيل من اي تهديدات محتملة ، في ظل إلتزام إيران مواصلة دعمها لمحور وقوى المقاومة ، وأول الغيث سرب حديث من طائرات الفانتوم من طراز اف 35 ، ستصل منه ثلاث عشرة طائرة منتصف العام 2017 ، و بالمقابل كان رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو يشرح في ندوة بحوث إستراتيجية شارك فيها خبراء وضباط ومسؤولون حاليون وسابقون ، تحت عنوان التحديات المستقبلية لأمن إسرائيل بعد التفاهم النووي للغرب مع إيران ، ما وصفه بالتهديد الوجودي الناتج عن إنفتاح الغرب وفك عقوباته عن إيران وهي تواصل العمل لتدمير إسرائيل بما إعتبره أخطر ظاهرة تهدد وجودي لإسرائيل منذ ولادة كيان الإحتلال ، حيث منسوب التهديد يتزايد ودرجة التمسك الغربي بجعل الأمن الإسرائيلي بوصلة حاسمة في خياراته الشرق اوسطية تتراجع . على إيقاع مخاوف نتنياهو كانت العواصم الأوروبية المشاركة في توقيع التفاهم النووي مع إيران ، تطلق سباقا إقتصاديا وديبلوماسيا وسياسيا نحو طهران التي يصلها وزير خارجية فرنسا لوران ووزير التجارة الألمانية بعد نهاية عطلة عيد الفطر لمحادثات مباشرة حول العلاقات الثنائية والفرص الإقتصادية ، بينما بدأت بريطانيا ترتيبات فتح سفارتها في طهران قبل نهاية العام . في قلب هذا التغيير الجيوسياسي الذي يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط ، واصلت السعودية بقيادة حلفائها الخليجيين سعيها نحو حسم مصير العاصمة اليمنية الثانية عدن ، كجائزة ترضيىة تستبق الهدنة اليمنية التي سيعلنها المبعوث الأممي بعد عطلة عيد الفطر ، وتقول المعلومات الواردة من عدن أن المواجهات العنيفة لا تزال في عدد من أحياء المدينة رغم ضراوة القصف الجوي من جهة ، وكثافة القوات التي قامت بالإنزال على مطار عدن والمرفأ من جهة أخرى ، والمقدرة بمئتي مدرعة وخمسة آلاف جندي سعودي وإماراتي ، وكشفت مصادر يمنية أن الترتيبات التي أبلغها السعوديون للمبعوث الأممي تتضمن إنتقال نائب منصور هادي خالد بحاح إلى عدن ، تمهيدا لقبوله رئيسا مؤقتا وتنحي منصور هادي في صيغة للتسوية ينتظر السعوديون أن يقبلها الحوثيون وتطلق المسار السياسي . لبنانيا ، تبدو المساعي الدائرة على جبهة المسار الحكومي قد أثمرت تفاهما لم يبصر النور بعد ، لكنه بات يحظى بقبول الفريقين المتقابلين ، وهما التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ومعه رئيس الحكومة تمام سلام ، والتسوية التي إشتغل على إنضاجها رئيس مجلس النواب نبيه بري و قيادة حزب الله ، تتضمن مواصلة بحث الالية التي يجب ان تعتمدها الحكومة بغياب رئيس الجمهورية ، في كل جلسة ، وبعد إستنفاد مرحلة من النقاش يتم الإنتقال إلى جدول الأعمال لتثبيت بحث النقاط التي تحظى بالإجماع وبتها بالإجماع إلى أن يتم التوافق على الآلية الجديدة ، وهذه التسوية التي ترضي التيار الوطني الحر وسبق وعمل بموجبها في الجلسة الأخيرة بقبوله بحث وبت بند مستحقات المستشفيات ، تلبي مؤقتا طلبات رئيس الحكومة ببت القضايا الملحة حكوميا وعدم الدخول في الجمود الحكومي ، بينما تتيح للرئيس بري قطاف الدورة الإستثنائية للمجلس النيابي في أول جلسة حكومية .

 

2015-07-18 | عدد القراءات 2337