قال الصباح:
زار رفقة سفر حقلا عاثت فيه الفوضى ونما فيه العشب وتيبس حتى عانق الشجر و أمضوا وقتا طويلا في هوائه العليل وفيئ أشجاره و تناولوا طعامهم وصيدهم وعادوا وفي الليل تسامروا في تسجيل انطباعاتهم وتمنياتهم فقال احدهم أن الخيار كان سيئا فلا النوم مريح بوجود العشب والشوك فرد الأخر تخيل لو لم يكن العشب الذي قمنا بدوسه وتمهيده ختى صار فراشا ان تتوسد الحصى والتراب وقال الثاني الزهر كان جميلا ورائحته البرية نقية فواحة عطره خصوصا بعض من زهر ليمون بين أغصانه التي قطفناها وزينا بها ما نشرناه على مائدة من الأغصان أعددناها لنتمتع بمنظر ما اجلبناه وحضرناه من طعامنا وماء لنبع الصغير القريب كحفرة على جذع شجرة ولا أشهى فرد آخر تخيل كم تعذبنا لنيل كل نقطة ماء ووالاحلى لو كان زهر الليمون ثمرا فاجاب اخرهم الزهر الذي قطفناه وتمتعنا بعطره هو ثمر الغد الذي حرمنا منه وبديل النبع الفوار المتعب كان العطش او مسير ساعات الى النهر وقال في كل ما نعيش ونعلم ونرى معادلة جمال وتمتع وفائدة وفرح يقابلها تعب و تخل و تمنيات لكن الجمع بينها كلها استحالة وفيما منحنا و غاب عنا نقوم بالاختيار ومتى اخترنا نكون ضمنا قبلنا ما ضاع علينا فلنفرح بيخاراتنا لانها افضل ما تريده قلوبنا وننسى احلام اليقظة التي تزينها لنا عقولنا بكلمة لو ...
فلو هي ما نريد فعله لأن أثمانه غالية علينا أو لأنها أقل تفضيلا لقلوبنا واكثر قبولا لعقولنا فالشجاعة ان نفرح ونقول فرحنا والطمع ان نقول لو ...أو أن نقول لا حول ولا ...أو ان لم يكن ما تريد فارد ما يكون ...
فكل فعل نختاره ليس قدرا نتحاسب مع الله عليه ... لهذا وصف نيتشه الناقم بأجرأ الكاذبين ...
يغفرها فقط أن تكون الكذبة تعزية لحزين لا نريد التباهي امامه بالفرح ...ففي قلب كل فرح حزن دفين وفي قلب كل حزن فرح مقيم فلنكتشف الاجمل ونحياه
2015-07-19 | عدد القراءات 2677