السعودية تكابر اليوم و تخضع غدا- روزانا رمّال

بالنسبة للسعودية يبدو ان التمسك بالزمن الجميل اولوية اساسية لا يمكن التخلي عنها في هذه الايام لان هذا الزمن بالنسبة اليها هو جرعات الاوكسيجين القادرة على بث الامل بعودة زمن لن يعود .

هذا الزمن الذي تجاول المملكة العربية السعودية التمسك فيه ليس سوى زمن ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي بين الدول الغربية و ايران و هو الزمن الذي كانت ايران فيه مقدية و محاصرة تخضع لعقوبات من هنا و هناك و تواجه مصير حلفائها الغارقين بمشاكل و ازمات كبرى و تسعى لايجاد حلول و ترسل سلاحا و عتادا من اجل الدفاع عن مكانتها و مكانة حلفائها.

هذا الزمن الذي كانت فيه السعودية مملكة مالكة امتدت سلطتها من اول الخليج حتى اخره و وصلت لافريقيا حيث مصر الدولة العربية التي طالما نافستها  على الزعامة الاسلامية السنية في العالم العربي و لم تستطع الصمود امامها جراء كل ما عكسه من قوة ترجمه الدعم الاميريكي لها في نفوذ و سلطة و مكانة امتدت لعقود.

تخسر السعودية اليوم المكانة هذه و يخسر معها حلفائها اي امل باعادة عقارب الساعة الوراء و الواضح انها لم تقرر حتى الساعة الاعتراف بان الاقتناع بان متغير ما قد حصل هو ضرورة قصوى من اجل الاحتفاظ بمكانة  تساعد النظام السعودي على الصمود في وجه اي خطر قد يكون داهما خصوصا الارهاب الذي بدا باستهدافها من دون ان يكون هناك ضمانات عن ان اي من الفوضى  او الارتباك لن تعم الشارع السعودي و تهدد البلاد.

و بالسياق لفت امس حركة الزوار الذين التقى فيهم الملك السعودي  فكان غير مالوفا ان يستقبل في نفس النهار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع و رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل  في مشهد يكشف ان السعودية تحاول تجميع اوراق قوتها بوجه ايران في كل ساحاتها و كانها تريد ان تقول  تريد ان الاتفاق النووي الايراني ليس فترة تسويات كما تفترضها ايران و معها حلفائها و ليس الفترة التي تخضع فيها السعودية للمتغير الجديد من دون محاولات اثبات ان نفوذها ليس ركيكا او هشا و ليس الفترة التي تعلن السعودية استسلامها السياسي امام دور يجعلها تابعا و بالتالي اعلنت السعودية وسط تكثيف حركة اللقائات بان الوقت وقت مواجهة و سعي لاعادة ترتيب الاوراق  

القوات اللبنانية بالنسبة للسعوديين هو الطرف المسيحي الذي كانت ترغب بتمتين العلاقة معها بغض النظر عن تيار المستقبل السني الذي يعتبر اليها تحصيل حاصل في لبنان و يبدو ان تقوية و تديعم موقف القوات هو احد اجزاء المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية  فيكون جعجع بالواجهة  اما  بالنسبة لحماس يبدو ان تحذيرا سعوديا وصل اليها  ان لا  تفتح الخطوط لاي حوار مع الايرانيين و كل هذا يتكامل مع النزول على عدن..

السعودية تكابر اليوم و تخضع غدا

2015-07-20 | عدد القراءات 2714