وفي ليلة زرع الطمأنينة الأميركية في نفوس الحلفاء المتعبة وحيث هل هلال مرسال البيت الأبيض قمر البنتاغون الجميل في سماء مملكة آل سعود وما إن وطأت قدما وزير الدفاع الأميركية أشتون كارتر الأرض السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفيين حتى بدأ قطاف ثمار جولة كارتر في أراضي اليمن السعيد ودشنت الرياض مطار عدن الدولي بطائرة مساعدات من العيار الثقيل كباكورة برنامج المساعدات الشامل والسريع للمدينة التي حولتها الطائرات السعودية الى حطام ، ويبدو أن طائرة الملك السعودي لن تحمل لأهالي المدينة الحالمين ببعض المساعدات الإنسانية إلا المزيد من الدمار عبر حمولتها من الأسلحةلأتباع السعودية وواشنطن أدوات التحالف السعودي على الأرض اليمنية والتي بات واضحاً تركيبتهم من متشددين يمنيين وعناصر تنظيم "القاعدة" ممن حملوا راية رئيس فار فاقد الشرعية وشعار مقاومة شعبية لا يملكون أدنى مقوماتها والتي قررت الرياض تطعيمهم بخيرة متشدديها فأطلقت سراح 63 ممن تصفهم بأصحاب "الأفكار المتطرفة" بعد تأهيلهم وتدريبهم ليلتحقوا بمقاتلي القاعدة كترجمة للسعي الأميركو سعودي عل الحل السلمي السياسي للأزمة في اليمن.
مساعدات آل سعود لليمنيين لم تقتصر على الجو فالمملكة المشهود لها بالكف السخي المعطاء للشعوب العربية آثرت وأصرت على مد يد العون لأشقائها عبر البحر فكانت هبتها سفينة مساعدات محملةبآليات ومدرعات عسكرية وأسلحة أمريكية متطورة ونوعية لتؤكد حرصها على تأمين رغد العيش لأبناء اليمن وإن أريقت دماء بضعة عشرات من ألوف اليمنيين فلا مانع فلشرعية هادي الحمراء باب بكل يد يمنية مضرجة يجب أن يدق،ولا بد أن تظهر بصمات آل سعود التحررية على المشهد اليمني بمباركة أميركية هكذا يقول التاريخ قديمه وحديثه فحيث حل المال والفكر السعودي والعقل الأميركي كان الدم والدمار سيد المشهد ومن لا تسعفه الذاكرة فليبحث عنها في صفحات حرب صدام حسين ضد إيران وغزوه الكويت وحرب أفغانستان واحتلال العراق وما سمي بربيع العربان على امتداد الوطن العربي من محيطه إلى خليجه وصولاً لزمن النصرة وداعش وخراسان وما ستحمله قادمات الأيام من تنظيمات وفرق تكفيرية المظهر, أو معتدلة القامة وفق المقاس الأميركي.
يبدو أن داء الزهايمر فعل مفعوله في كارتر وانتقل إليه بالعدوى من صديقه السعودي ففهما صرخات الأمم المتحدة التحذيرية من ما وصفته "عسكرة الصراع في اليمن" بالمقلوب فوصلت إليهم استغاثة "21 مليونيمني طالبين مساعدات عسكريةلا إنسانية عاجلة فدبت النخوة العربية في نفوس النشامة ودقوا على صدورهم فكان ما كان ووصلت المساعدات بحراً وجواً بانتظار ما يتيسر لهم عبر البر كرمى لعيون أهل اليمن.
وصلت رسائل سيد البيت الأبيض الأميركي الحقيقية للشعب اليمني وما حملته حمامة سلامه إلى المنطقة ترجم إعلاناً ملموس النتائج في الرياض وأما ما خرج إلى العلن لا يعدو عن كونه لغوٌلا يحمل لا طعماً ولا لون في السياسة , فما الذي أضافته تصريحات كارتر في الرياض؟ وهل يستحق الإعلان عن زيارة ملك الرمال إلى واشنطن أو تأييده ونجله لاتفاق فينا النووي حضور كارتر بجلالة قدره إلى الرياض ؟وكأن الاتفاق وقرار مجلس الأمن يشترط الموافقة السعودية ليصبح ساري المفعول.
من الرياض تلا كارتر مزاميره فكان الصوت والصدى في اليمن السعيد قتلاً وتدمير وبانتظار ما ستحمله زيارته للعراق الجريح من نغمات تعزفها جوقة البيت الأبيض المنتشرة في بلاد المشرق والمغرب.
2015-07-23 | عدد القراءات 2231