تستمر وحدات الجيش السوري مدعومة بالدفاع الشعبي ولجان الأهالي وقوات المقاومة بتحقيق التقدم على مختلف المحاور العسكرية بوجه المجموعات المسلحة بينما تتفكك البنى العسكري لتنيظم النصرة الذي يشكل القوة المحورية بين هذه الجماعات ، في مقابل تحجيم إندفاعات تنظيم داعش عند حدود التقدم الذي حققه الشهر الماضي في مدينة تدمر مع الهجوم المعاكس للجيش السوري وتمكنه من السيطرة على المرتفعات المحيطة بالمدينة .
يحدث ذلك بينما تشهد مبادرة الرئيس الروسي لحلف إقليمي يضم سوريا و تركيا والسعودية والأردن في مواجهة الإرهاب أول محاولة لتوظيف إندفاعة التفاهم حول الملف النووي الإيراني في ترتيب الجبهة بمواجهة خطر الإرهاب الذي دق ابواب الجميع بلا إستثناء ولم يعد ترفا يمكن لتركيا والسعودية خصوصا إستخدامه لإخضاع سوريا .
يمسك المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا بحصيلة مفاعيل مبادرة بوتين ليتسعد نحو إقلاع جديد من المحطة التي توقفت عندها محادثاته التشاروية التي راوحت مكانها لملء الوقت الضائع قبل ولادة التفاهم حول الملف النووي الإيراني وهكذا عاد دي ميستورا هذه المرة من طهران متفائلا و وصل إلى دمشق حاملا حصيلة مباحثاته الإقليمية التحضيرية لجولة جديدة من الحوار السوري السوري يفترض أن تتضمنها مقاربته أمام مجلس الأمن الدولي يوم الخميس المقبل ، وتقوم محاولة ديميستورا على التوصل لتفسير موحد لبيان جنيف الأساسي الصادر عن وزيري الخارجية الروسي والأميركي قبل ثلاثة اعوام ، وخصوصا الجواب على سؤال أي من الأولويتين تحكم الأخرى ، إعادة تكوين السلطة أم الحرب على الإرهاب ، بعدما تكفل التفاهم على الملف النووي الإيراني بإزالة التحفظ الأميركي على شراكة إيران مع الدول المعنية بالمساهمة في رعاية الحوار ، وتقوم مبادرة ديميستورا وفقا لمصادر أممية هذه المرة على وضع مصير الرئاسة السورية جانبا ، وتركها لما بعد الإنتخابات النيابية القادمة في الربيع المقبل والتي تشكل الفقرة الأهم في مبادرة ديميستورا لتشكيل حكومة معبرة عن مشيئة السوريين تخرج من صناديق الإقتراع تحت مراقبة أممية بعد الإنطلاق من إعتبار الحرب على الإرهاب سببا كافيا لتوحيد جهود السوريين في إطار حكومة وحدة وطنية تشرف على الإنتخابات وتتولى قيادة هذه الحرب من ضمن صيغ إعتراف دولية وإقليمية بهذه الحكومة وتطبيع العلاقات معها .
على ضفة لا تقل اهمية نجحت واشنطن في إبرام التفاهم المعلق مع حكومة الرئيس التركي رجب اردوغان وحزبه ، بالفصل بين الحرب مع داعش والمواجهة مع الدولة السورية التي كانت تشترطها حكومة حزب العدالة والتنمية لتسهيل إستخدام قاعدة إنجرليك من جانب الطائرات الأميركية ، وبينما تداولت الأوساط الأميركية تخلي أنقرة عن مطالب مثل إقامة مناطق عازلة على الحدود أو مناطق حظر طيران ، أكدت واشنطن تقيد أنقرة بضبط حدودها لجهة تدفق المقاتلين ومرور السلاح والعتاد والمال عبرها ، بينما كان تنظيم داعش عمليا يعلن الحرب بصورة ميدانية على القوات التركية فيردي ضابطا وشرطيا في دورية حدودية ردا على التطورات التي أعقبت تفجير داعش لتجمع كردي داخل تركيا على الحدود السورية التركية .
المسارات السياسية والعسكرية في سوريا تتكامل لتقول أن مشروع الدولة السورية يحقق تقدما واضحا وان الضبابية والعبثية في المشهد السوري لم يعد لهما مكان وأن على الأطراف السورية التي تعيشت طويلا على هذه الصبابية وتلك العبثية ان تحسم أمرها سريعا لتنحجز لنفسها مقعدا في مشهد سوريا المقبل
2015-07-24 | عدد القراءات 2552