أن يلتقي في دمشق هذا الحشد من كل انحاء العالم ، شهادة لمكانة سوريا المحورية في تغيير وجهة الحرب مع الإرهاب ، حدث سياسي وإعلامي يتحدث عن نفسه ، عن ثبات سوريا وصمودها ، عما يشهده الوافدون إليها من صورة مغايرة لما سمعوا وتوهموا انهم ملاقون فيها ، وعما سيقولونه ويقولونه اليوم بدهشة وذهول عن نصرها اليقيني الآتي ، وعن كونها الوصفة التي لا غنى عنها في حرب العالم الحتمية على الإرهاب ، وصفة الجيش العقائدي والدولة المدنية وحضارة المواطنة ، حدث هو هذا المؤتمر بما فيه من مواقف وتنوع وما سيليه وما رافقه ويرافقه من حضور إعلامي لشهادات وقراءات في كف الأحداث التي تشكل سوريا فيها ميزان العالم للحرب على الإرهاب ، ففي سوريا فقط إحتشد العالم لنصرة الإرهاب و كان النصر لسوريا ، وفي سوريا وحدها وصفة النصر ليست عسكرية بل هي الإنسان ، الذي يشكل محور الحرب الإعلامية وموضوعها وهدفها ، و هي الوصفة السورية لكيف تخاض حرب إعلامية على الإرهاب .
بالتزامن مع إنعقاد المؤتمر الدولة للإعلام في مواجهة الإرهاب كانت سوريا تتلقى نبأين سارين ، فبقدر ما كانت تركيا اللاعب المحوري في الحرب على سوريا ، وبقدر ما كانت تونس الخارجة من ثورتها ورقة القوة الديبلوماسية في إفتتاح زمن مقاطعة سوريا ، كان الحدثان تحولا أمس ، فقد صرف الأتراك النظر نهائيا كما يقول الأميركيون في توصيف التفاهم الذي تم بموجبه دخول الجيش التركي على خط الحرب مع داعش ، وتبلور بإجراءات عسكرية وأمنية ، حيث لا مناطق عازلة ولا منطقة حظر جوي ، ولا دخول بري في الأراضي السورية ، ولا ربط للمشاركة بالحرب على داعش بالحرب لإسقاط سوريا ورئيسها ، وبالمقابل بدأ الطيران التركي أولى غاراته على داعش بالتزامن مع حملة إعتقالات أصاب أغلبها مناصري حزب العمال الكردستاني الذي يشكل الهدف الثاني للحرب التركية ، لكن المداهمات طالت أوكارا للقاعدة ومخابئ اسلحة ونقاهات يستخدمها تنظيم داعش داخل الأراضي التركية ، ونقل مسؤول أميركي لوكالات الأنباء ما مفاده أن تغييرا كبيرا سيلحظ على الحدود التركية السورية لجهة وقف تدفق المقاتلين ووقف إنتقال النفط وتهريب الآثار كمصادر تمويل لداعش ، كما سيتوقف مرور السلاح والذخائر عبر الحدود .
بدء الخروج التركي من الحرب على سوريا ، تزامن مع نهاية الحرب الديبلوماسية التي كانت تونس طليعتها بإغلاق سفارتها في سوريا مع غعاجة فتح هذه السفارة وتعيين قنصل عام فيها ، بينما لم تظهر أي مؤشرات على بدء تحول في الموقف السعودي ، بعد الكلام التصعيدي ضد الرئيس بشار الأسد على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، وجاء تمسك وزير الخارجية السورية وليد المعلم في كلمته أمام المؤتمر الدولي للإعلام في مواجهة الإرهاب التكفيري ، بمعادلته التي وصف بها دعوة الرئيس الروسي فلايديمر بوتين لحلف إقليمي يضم سوريا والسعودية ، بالدعوة البناءة والصادقة التي تمد سوريا يدها إليها ثقة بصاحبها ومواقفه ، لكنها لا تزا ل أقرب للمعجزة في المدى القريب ، وفهم كلام المعلم ردا ضمنيا على ما جرى تداولة عن تحسن في العلاقات السورية السعودية برعاية روسية .
2015-07-25 | عدد القراءات 3232