تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية , رئيس شبكة توب نيوز في هذه الحلقة عن ثلاثة اقسام :

القسم الاول: يتحدث فيه عن مسار المواجهة الدائرة داخل الولايات المتحدة الامريكية من خلال المناقشة التي فتحت امام الكونغرس حول التفاهم النووي مع ايران وإلى اين تتجه امريكا ؟ هل نحن امام مواجهة مفتوحة حتى الانتخابات الرئاسية بين الديمقراطيين و الجمهوريين ؟ وماهي الابعاد التي تتمثل من خلال هذه المواجهة فهل لها اثار على تطبيق الاتفاق وعلى الالتزامات الامريكية ووقف العقوبات او تأثيرات على حركة كل من الطرفين اي تحالفات من اجل ضمان الفوز بالرئاسة ماذا سيفعل الجمهوريون و الديمقراطيون ؟ ، نحن بحاجة لمتابعة هذا الصراع المفتوح داخل امريكا ماذا تعني اللعبة الانتخابية في صراع التيارات والمواقف والتي تعتبر مواجهة بين استراتيجيتين مختلفتين ، ام هي مجرد لعبة سياسية انتخابية في التعبير عن مصالح متضاربة وبالتالي عضوية ومصيرية ووجودية لكن بلا إيديولوجية.

والقسم الثاني : تركيا والتي تناولها من ثلاثة زوايا الزاوية الاولى التطورات التي تشهدها تركيا ، فالاشتباكات التي بدأت ، وانقسام العلاقة بين حكومة اردوغان من جهة وداعش من جهة اخرى والتي بدأت بالتفجير من قبل داعش داخل الاراضي التركية في التجمع الكردي وثم في اطلاق النار عبر الحدود على دورية تركية ، والموقف التركي المعلن عن تفاهم مع امريكا حول السماح باستخدام قاعدة انجرليك 

القسم الثالث : المؤتمر الاعلامي الدولي  لمكافحة الارهاب التكفيري ، نقاش سياسي واعلامي ، مجموعة من المشاركات الواسعة ، من المشاركين ما يزيد عن مئة دولة ، النقاشات التي تدور حول الاعلام الاكثر فاعلية وما هو دوره في مواجهة الارهاب ؟

القسم الاول : مسار المواجهة الدائرة داخل الولايات المتحدة الامريكية

اشار الاستاذ ناصر قنديل ان جلسة المناقشة التي شهدناها يوم امس داخل الكونغرس الامريكي كانت عنيفة ، "كروكر" رئيس لجنة الشؤون الخارجية اتهم  جون كيري بأنه مخادع ، وان الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه  مع ايران واصفا اياه بأنه سخيف  ولا يليق بأمريكا ان توقع عليه ، وهذا سيفرط بالحقوق الامريكية ، ولكن كيري قدم الاتفاق على أنه الحل الامثل ، وقدم مجموعة من الحجج لم يملك خصومه على مناقشتها ، وبالغة المنطقية خطاب ادارة اوباما غير قابل للكسر لأنه ينطلق من بديهيات واضحة ومحددة ويقول كيري انها استراتيجيتنا وليس امامنا من بديل ، والبديل الذي تطلبون منا السير فيه هو عدم التوقيع ، ولكن خيار الحرب لا قدرة لنا عليها ولا مصلحة لنا بالذهاب اليها ، اما الاحتمال الثاني هو توقيف المفاوضات ونبقى على العقوبات ولكن هذا يدل على ان ايران تستطيع بعدها التخصيب على نسبة 20بالمئة  وما فوق وتخزن ما تخصبه وخلال شهر تكون ايران قد امتلكت مخزونا يكفي لتصنيع قنبلة نووية ، ومن وجهة نظر كيري ان العقوبات على ايران لن تجدي ، فقد طرح كيري سؤال ماذا لو تسربت الكميات المخصبة من اليورانيوم الى جهة ثالثة ؟

وتابع قنديل ان من  الواضح ان الاستنتاج الاول انه لسنا امام استراتيجيتين ،  الديمقراطيون لديهم استراتيجية اسمها التفاهم و الجمهوريون لديهم استراتيجية اسمها العقوبات او الحرب ، بالتالي نحن امام تعطيل ، فهل هو مجرد مناورة انتخابية ، الجمهوريين يعبرون عن شريحة في المجتمع الامريكي باتت تستند بنسبة كبيرة الى مصانع السلاح ، لكن هذه المصانع تعيش على  الحروب والتوتر والتصعيد وبالتالي هذه الشركات المنخرطة في الصناعات الدفاعية يعبر عن تطلعها في زرع واشاعة  التوتر  الحزب الجمهوري ، فالمصانع و الشركات و الخدمات والبورصة والمصارف والنفط  تعتاش على الاستقرار بنسبة كبيرة ، وبالتالي الديمقراطيين  تقليديا هم الذين يعبرون عنها وهذا التنافس تاريخي داخل المجتمعات الامريكية ،  فالصراح صراع عضوي الذي  يربح  يربح  معه  المال والسياسة وشركات وغيرها والذي يخسر يخسر معه المال والتجارة ومصالح وغيرها ، فالصراع وجودي وصراع حلفاء ، فالصراح حقيقي ولكنه ليس صراع استراتيجيات فهو صراع تكتيكات مبنية على مصالح وروئ من يفوز  ،   فخطة الجمهوريين اطالة امد المواجهة حتى يعلن عن ساعة الانتخابات الرئاسية ليسقط المرشح الديمقراطي واذا بقيت جبهة الصراع  الدائرة  هي التفاهم النووي فالمنطقي ان الجمهوريين سيربحون لانهم سيستخدمون في الاعلام واللوبيات و التعبئة كل ما يسمى ثقافة العظمى الامريكية ، فالجمهوريين والديمقراطيين استخدموا الغطرسة والعنجهية ، فالخطاب التقليدي الرائج لدى الرأي العام أن الجمهوريون اقدر على التعبئة ، لذلك دينامية التفاهم ستفرض منطق جديد في السياسة الدولية  الديمقراطي لديه شيء واحد ان يسارع لجلب اوراق قوة ليربح الانتخابات فالورقة الوحيدة الان هو ان يتمكن من انهاء داعش قبل ان يأتي موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية ، فمن خلال التفاهم مع ايران نتعاون مع العالم للقضاء على داعش ، فالقضاء على داعش اصبح مسالة حياة او موت بالنسبة للديمقراطيين ، لذلك التفاهم سيخلق ديناميات اكبر من ارادة صاحب القرار الامريكي،  فالحركة الامريكية نحو ترجمة حلف دولي اقليمي لكسر داعش ستصبح اقوى واسرع فالجمهوريون لا يريدون ان تنتهي داعش قبل الانتخابات فيسقط اوباما والحزب الديمقراطي سيرمي بثقله للتسويات و التفاهمات في الشرق الاوسط ليضمن مكانته الرئاسية المقبلة .  

القسم الثاني : تركيا

تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء الاستاذ ناصر قنديل انه في السابع من حزيران كانت نتائج الانتخابات التركية التي تمت خلال شهر ونصف ، والتي فشل اردوغان بأن يأتي بالثلثين ولم يقدر ان  يأتي (بنصف +1) ، فالأكراد اخترقوا ودخلوا فوق 10 بالمئة واخذوا 80 مقعد في البرلمان واردوغان لم يقدر على تشكيل حكومة أو حلف قادر على ترأسه وبالتالي ليس لديه حليف وعدد المقاعد لا تخوله ان يشكل حكومة فهو يحاول ولكنه يفشل ، فتم الضغط على الاكراد اكراد سورية لجان الحماية الكردية حزب الاتحاد الديمقراطي الذي هو امتداد لحزب العمال وهو قلب التحالف الكردي الانتخابي الذي حقق الانتصار وهذا الفرع السوري اخذ عين العرب كوباني وتل ابيض وبدأ يدخل في الرقة في مواقع تابعة للداعش ، فأعلن اردوغان بإدخال جيشه ونشوء كيان كردي على الحدود كخط احمر ، ولكن  رفض الامريكي ذلك فاستعمل داعش (يد طليقة) استردت تل ابيض وعين العرب وسيطرت على مناطق التي قد دخل اليها الاكراد وذلك بدعم تركي وبعدها توجت داعش  التفجير على الاكراد داخل الحدود التركية الذي اعتبر اختراق من داعش  للخطوط الحمر ، فالأتراك سيخضعون للأجندة الامريكية لأنها سوف تكون ضاغطة لوقف التمويل والتسليح ووقف خطوط الامداد ، فجسم الاخوان المسلمين هو الذي ولدً النصرة في سورية  ، ولغة العنجهية التركية التي ذهبت الى الحد الذي لا رجعت عنه في المعركة مع سورية . نحن امام معطى الاول الذي يقول كسرت الجرة والترجمة  التي قام بها داعش بعد العملية والرد التركي بإطلاق النار على عناصر وضباط شرطة اتراك من داخل الاراضي السورية اي عبر الحدود بالتزامن مع اطلاق الخبر الرسمي الذي يقول انه تم الاتفاق  والتنسيق بوضع قاعدة انجرليك لتصرف الطيران الامريكي لقصف داعش ، تركية ترفض ضرب داعش فالرفض التركي كان مشروعا قائما بأمرين : الاول : ان امريكا يجب ان تعتبر الحرب على داعش هي جزء من حرب السيطرة على سورية وبالتالي اسقاط الرئيس الاسد ، والامر الثاني : تركيا لا تتدخل دون الموافقة على اقامة مناطق عازلة اي مناطق حظر جوي داخل الاراضي السورية يمنع الطيران السوري من التحليق فيها بقوة دعم للجيش التركي يقدمها الحلف الاطلسي وهذا لم يحصل عليه اردغان ، وتركيا  ارتضت ان تسلم بالانخراط بالحرب على داعش ، و حسب البند الذي اعلنه الامريكان ان تركيا التزمت بوقف تدفق السلاح والرجال وبدء بتجفيف الية استعمال من قبل داعش النفوذ المسروق والاثار ، فتركية الان تبدأ بتموضع جديد وحربها الان مفتوحة مع داعش وبالتالي هذا سيؤثر على الامن والسياحة ، فنحن امام مشهد تركي معقد ، تركية العاجزة عن تشكيل حكومة والتي لن تكون فيها اغلبية نيابية بصورة مقبولة ، وتركية الخالية من مركز صناعة القرار ، وحرب اهلية مع الاكراد ، وخطر تقسيم ، فتركية منذ مطلع عام 2000 عندما دخل في عام 2002 اردوغان الى المسرح السياسي وانتقل من رئاسة البلدية في اسطنبول هذه المرحلة تعلن نهايتها ، واشار قنديل الى  مقارنتان : المقارنة الاولى : اوجه الشبه بين الرئيس بوتين واردوغان،  روسيا وتركيا بلدان مهمشان  ،  روسيا كانت محطمة من قبل "يلتسن" ، واردوغان تركيا  في حالة غير جيدة  من الاتحاد الاوروبي ووضع اقتصادي صعب وانهيار الليرة التركية وبالتالي تركية الضعيفة  الهزيلة ، اردوغان جاء بعظمة تاريخ الذي شكل له حافز اسمه السلطنة العثمانية ، وبوتين جاء بعظمة تاريخ اسمه روسيا القيصرية ، اردوغان جاء مستندا على مؤسسة دينية  اسمها  فكر  الاخوان ، وبوتين جاء ومعه الكنيسة الارثوذكسية بكامل ثقلها وتاريخها ، اردوغان جاء ومعه ورقة الاقتصاد الرابحة وبوتين جاء ومعه الورقة الاقتصاد الرابحة ، وهو شخصية كزعامة مؤثرة بالنفوس ، بوتين جاء بتشبيك علاقات خارجية  واردوغان كذلك ، والاثنان يعتمدان على انابيب النفط والغاز بين اوروبا واسيا ، ولكن نموذج اردوغان كان الغرب يرمي بثقله بقوة  لكي ينجح ويكسب سورية ويدخل من خلالها العالم العربي و يدخل اسيا الوسطى الى العالم الاسلامي ، ولكن رغم الدعم المقدم له ينكسر نموذج اردوغان وينتصر نموذج بوتين ، وهذه التجربة تقول لنا ان شيء واحد يختلف فيه الاثنان بوتين اعتمد الاخلاق والوقوف مع الشعوب والحق والقانون ، اما اردوغان يعتمد على حساب المصالح والغاية تبرر الوسيلة ليس لديه مانع بموت السوريين وسرقة معامل حلب وتشويه صورة الاسلام وممارسة الغطرسة  ، البلطجي اردوغان يسقط،  والراقي والقديس بوتين ينتصر ، انتصر  نموذج  الاخلاق التي كانت معياره في السياسة وهزم نموذج التي كانت البلطجة عنوانه في السياسة ،

اما المقارنة  الثانية  : في العالم الاسلامي والعربي والبلدان النامية النقاش يجري على كيف يمكن ان  يكون هنالك نموذج لدولة يمكن  السير ورائها  هل النموذج التركي الاردوغاني التابع لأوامر امريكا  ام النموذج الايراني الذي فرض نفسه ودخل نادي اللاعب الكبار.   

القسم الثالث : المؤتمر الاعلامي الدولي  لمكافحة الارهاب التكفيري

أشار الاستاذ ناصر قنديل للمؤتمر  وحجم الجهد المبذول ، من الوفود والضيوف والمشاركين لإنجاح هذا المؤتمر وقال قنديل ان الجميع يتحدث انطلاقاً من واقعة والتي يعتبرها مسلمة ، وهي ان الاعلام المقاوم ضعيف وعاجز امام الاعلام المهيمن اي اعلام الغرب الذي  يتبنى حرب التكفير والترويج للارهاب بتقديمهم على انهم معارضة مسلحة وبصفتهم ثوار حرية،  فكل النقاشات يخيم عليها شبه يقين اننا نتحدث كيف نخرج من الفشل ، و اعتبر قنديل انه حكم ظالم لا علاقة له بالحقيقة ، قنديل انتقد الاعلام الخاص والرسمي في سورية لأنه لا ينقل الوقائع في توقيتها وهذا ليس له علاقة في صناعة الوعي ، بل المآخذ ليست ذات صلة بالحرب بين اعلامنا والاعلام الاخر بل هي ذات صلة بالإمكان اعلامنا بإمكاناته المتواضعة ان يكون متابعا وملتصقا وقريبا من الناس وفي هذه الحالة رسالته الصحيحة تصل اكثر ،

وأضاف  قنديل انه ضد عنوان المؤتمر (الارهاب التكفيري) متسائلاً هل الارهاب هو ظاهرة سياسية ام عقائدية ، فإذا كان ظاهرة عقائدية هذا يعني ان سلوكه السياسي  يجب ان يكون مبرر عقائديا ، اي حزب الله عقائديا يقول انه يخوض معركة مواجهة مع اسرائيل  ، وان حزب الله لم يستطع ان يقاتل في سورية الا عندما اثبت عقائديا ان الارهاب امتداد لإسرائيل وان حربه مع الارهاب هو حماية لحربه  مع اسرائيل هذا هو المفهوم العقائدي ، والجيش العربي السوري عقيدته انه يحارب اسرائيل ، ثانيا المشاركة في صناعة الصورة المبهرة هذا خطأ في الحرب على الارهاب بالمفهوم الاعلامي ، واشار قنديل اننا انتصرنا في عام 2006 ليس لآننا استطعنا ان نحرر فلسطين بل لآننا  منعنا اسرائيل من تحقيق اهدافها والتي كانت اهدافها سحق المقاومة ، فما هو هدف الاعلام الذي يريد تسويق هذا النموذج من الاسلام فكل الحرب الاعلامية على سورية من بداية الازمة كان هدفها احتلال عقول السوريين باسم ربيع عربي والتغيير ، وثم باسم الاسلام والمذهبية ليخرج السوريون من مواقعهم ويفرط الجيش والمجتمع والدولة ، ويقول قنديل عندما هزم المشروع لم يهزم بالنار فقط فنحن انتصرنا اعلاميا بتثبيت الهوية والقناعات عند الغالبية من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين ، متابعا ان قناعات الناس قد تغيرت لآننا نملك ما لايملكون هم لدينا سماحة السيد حسن نصر الله والرئيس بشار الاسد.

 نماذجنا المبهرة هي اكبر رصيد في حربنا الاعلامية وشهدائنا وثباتنا وصمودنا وبالحصيلة يوجد بيئة حاضنة تزداد  وتتسع ويقينها يكبر وهذا يدل على ان اعلامنا ناجح لأنه يبطل مفاعيل حرب العدو فالمقاومة انتصرت لأنها هزمت مشروع العدو و سورية تنتصر بأن  تهزم مشروع العدو وسورية انتصرت على امريكا انها اتت بأساطيلها ولم تقدر على خوض الحرب ، وان الاعلام المقاوم ينتصر على الاعلام الغربي وغيره .

تحرير : بشرى الفروي

2015-07-25 | عدد القراءات 3290