من دون ان يسميه ظهر اردوغان و حزبه على لسان الرئيس السوري بشار الاسد لكن هذه المرة من دون ان يبذل عناء الشرح و الاستفاضة عنه فبالنسبة للاسد اردوغان ليس سوى احد الاقنعة التي سقطتت من بين اقنعة كثيرة بات الحديث عنها و عن حججها للهجوم على سوريا بالنسبة له مضيعة للوقت
لم يعد بديهيا بالنسبة للاسد الحديث عن كل ما مضى فهو على ما يبدو يعلن لاعدائه انه بات في موقع اقوى و اقدر من ان ينتحدث عن مسلمات بالنسبة اليه كان قد طرحها بين يدي الراي العام الدولي خصصت لانتقاد و تحذير كل الدول الداعمة للارهاب
الملفت في حديث الاسد عدم اعطائه الاهتمام الكامل اليوم بالعملية الديبلوماسية ليس لانه لا يريد للحلول ان تتقدم انما ايمانا منه بان سوريا و حلفائها خصوصا الروس اعطوا كل ما يمكن اعطائه للعملية السياسية من دفع بدا اخيرا انه لم يكن في وارد الخصوم الا للتشويش على الادارة العسكرية للعمليات ضد الارهاب و هذا ما لم يحصل بفضل وعي الشعب السوري الذين رفضوا و يرفضون اي معارض تابع للخارج يعيش في الخارج و يدعو للانخراط بعملية سياسية مواربة لا تخدم سوريا على الاطلاق .
على اي حال وضع الاسد النقاط على الحروف و اعلن ارتياحه الكامل المبني على انتصارات متعددة حصدها و حلفائه بدات تثمر اليوم ابرزها الانتصارات الميدانية مع المقاومة اللبنانية و التوقيع النووي الايراني مع الغرب الذي جاء بصمود ايران و حلفائها جبهة كاملة متكاملة و صمود شعب سوريا الذي كان متيقظا للارهاب بكل درجات تصعيده حتى بدات الاقنعة تسقط و كان اول الاقنعة الجارة التركية .
يعرف الاسد جيدا ان تحولا كبيرا جدا طراء على الازمة السورية بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب صب في مصلحة سوريا و هو الحرب التي اعلنها اردوغان اخيرا على داعش ..داعش التي دعمها يوما بيوم صارت هما اساسيا على اردوغان تقديمه اعتمادا لدى الاميريكي و الا ..
تصف صحيفة الغارديان البريطانية اعلان تركيا الحرب على داعش في سوريا وسماح أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لضرب التنظيم المتشدد تحولا تاريخيا في منطقة الشرق الأوسط هذا التحول التاريخي هو تحولا تلقائيا موازيا لاتفاقا تاريخيا قررت الولايات المتحدة ان تحصد نتائجه على ما يبدو سريعا ليقدمه امام الراي العام الاميريكي قربانا يحفظ لفريقه مكانه في الانتخابات المقبلة فيتوج رمزا لمكافحة الارهاب و حسن ادارة الملف امام خصومه الجمهوريين السابقين و امام توقعات القادة الاميريكيين و العسكريين عن صعوبة التماس نتائج قبل 30 عام.
كلام الاسد اليوم رسالة واضحة معنوية و نفسية لخصومه فالرئيس السوري الذي يتحدث اليوم يختلف عن ذلك الرجل الذي كان يتحدث منذ خمسة اعوام و كان العالم كله ينتظر رحيله لانه اليوم يرفع امام ذلك العالم الذي تغيرت وجهته اليوم شهادة صمود ممزوجة بتراجع استراتيجياته امامه و امام حلفائه و بمراجعة ذاتية ليست مبنية على اخلاقيات ابت الا و ان تظهر بعد نهر الدماء الذي سال انما نتيجة ثبات السوريين و تقديمهم لرؤيا واضحة عن وطنهم لم يتنازلوا عنها على الرغم من الجراح الكثيرة و نتيجة قتال حقيقي و مكلف ..
الاميريكي مستعجل جدا للحلول و الاسد مرتاح يتروى في البحث السياسي و هذا كاف ..
2015-07-26 | عدد القراءات 2261