صباح الخير يا حمص العدية

 من جماليات لا يعرفها الا قلة عن حمص أن حياة الثقافة والشعر والفن والموسيقى والمسرح فيها كانت تضعها في زمن سوريا الجميل في المرتبة الأولى بين المدن السورية في كل ميادين الثقافة فشعراء حمص وعازفو الموسيقى و فرقها الفنية لا تتكون من الشباب فقط بل يغزوها الأطباء والمهندسون يمارس كل منهم مع مهنته شغف الحب للفنون والثقافة ويتبارون في الحذاقة والحرفة في اداء الصعب والمتعب من وصلات التطريب والمعزوفات السيمفونية والنقاشات التاريخية والفقهية والأدبية والتمييز بين عصور الفن التشكيلي ورموزه من دافتنشي إلى بيكاسو وفان كوخ ومن كانت له في حمص فرص التواصل مع نخبها والسهر في اصولنات بيوتهم كان يشهد هذه الإحتفالات بما لا تعيشه إلا مدينة كطرابلس في لبنان وصنعاء في اليمن قلتلك الروح المنفتحة على مباهج الحياة الراقية خارج نطاق الغرق في مستنقعات اللحم حب حقيقي للحياة يتوجه الشهداء بثقافة النزوح إلى الروح وعشق التراب و شغف التعلق بالوطن و سيكتشف الباحثون ان الذين حملوا السلاح ضد الوطن في صنعاء وطرابلس وحمص كانوا بقوة الإندفاع الأشد خطورة عن سواهم لأنهم كانوا الذين فشلوا في تعلم وإتقان الترقي في دواوين النقاشات الغنية وسهراتالإحياء والحياة بتنوعها ورغم لوبسهم ثوب الدين فقد كانوا يتحسرون على رفضهم في مجالس الفقه كمثل رفضهم في فرق الموسيقى وعجزهم عن حفظ ابيات الشعر لكن الشكيمة والعزيمة التي يمتشقها أهل الرقي والثقافة في الحروب لا يدانيها الفاشلون والرعاع والحثالة حتى لو إعتادوا مشاهد ادلم المسفوك والروؤس المقطوعة فهم مجرد قطيع يقوى بالصوت الناجم عن إيقاع الحوافر ومتى إنفرد أحدهم في خط نار يهرب لذلك تحررت حمص وصارت بأيد أمينة بنتها ورعتها الموسيقى والثقافة في ميدان الحرب و الشهادة ومن عاد من لعبة السلاح والتخريب الى الوطن قرر أن يدخل مدرسة التعلم في دواوين الشعرو الثقافة واملوسيقى ليسترد شرف الإنتماء لمدينة تحجز لها مكانا في التاريخ يمنحها لقب زنوبيا ...صباح الخير يا حمص العدية

2015-07-30 | عدد القراءات 5978