تحية للرئيسين القائدين بشار الأسد و إميل لحود - ناصر قنديل

يحل اليوم عيد الجيشين السوري  واللبناني ، ويشكل التاريخ  الموحد لنشأة الجيشين  اللبناني والسوري ، أو النواة الواحدة للجيشين ،  رمزا لولادة مشتركة ومصير مشترك  يرسمهما قدر الجيشين بمواجهة ذات الأعداء ، و الشاهد  اليوم بائن وواضح بوقوف الجيشين في مواجهة خطر العدوان الإسرائيلي وخطر التمدد الإرهابي ، وتتسبب الكيدية السياسية  بمنعنا من أن نضيف إلى كلمة يقف الجيشان في وجه ههذ المخاطر ، كلمة معا فيقفا بوجهها معا  ، يتكاملان بالخبرات والقدرات والمخططات ، وكلها ضرورات للنجاح يفرضها على دول متباعدة القتال ضد ذات العدو فيكيف عندما يجري الحديث عن بلدين جارين ، لا يمكن لجيش أحد البلدين محاصرة الإحتلال او الإرهاب في احدهما دون أن مشاركة جيش البلد الاخر .

الذين يضعون النظريات والعقبات دون هذا التكامل بزعم الحرص  على السيادة اللبنانية ، هم أنفسهم الذين لم يتوقفوا  عن شن حرب  شعواء  على الجيش اللبناني  رمز السيادة ، و تطاولوا  على أجهزته وقيادته وهدووا مرارا بشق صفوفه وتحويله جيوشا للطوائف والمذاهب ، وهم أنفسهم الذين مدوا يدهم للإرهاب وأوجدوا له التبريرات  وقدموا له البيئة الحاضنة ، ووصلوا  حد تبرير جرائمه وإيجاد الأعذار لها ، وفيما لم يتورعوا عن وصف الجيش بالعنصرية لم يتورعوا بالمقابل  عن وصف الإرهابيين بالثوار ، ويجب أن يعلموا انهم مهدوا الطريق بخطابهم لكل الجرائم التي إرتكبت بحق الجيش كمؤسسة او التي  طالت  ضباطه كأفراد بكسر هيبة الجيش  وجعل التطاول عليه أمرا عاديا ، والتطاول بالكلام  على المهابة أول الخطوات نحو إستسهال التطاول  عليها بالرصاص ، كما فعل المجرمون الذي قتلوا الضابط المغوار ربيع كحيل .

يشهد تاريخ لبنان المعاصر أن الجيش السوري لم يبخل بالتضحيات لأجل إستقرار  لبنان ومنعته وقوته ، مثلما سيكتب التاريخ  رغم  الحملات المشبوهة والظالمة ان المقاومة التي شكلت أنبل وأشرف ظاهرة  في التاريخ العربي المعاصر وكانت قوة لبنان ودرعه قد ترعرت في حضن الجيش اليوري ودعمه كما سيكتب التاريخ  ان تضحيات سوريا لأجل لبنان قدمها الجيش السوري أساسا دماء وارواح غالية  وان الجيش اللبناني الذي يشكل اليوم الجامع المشترك  بين اللبنانيين كان اهم ما انجزت سوريا هو اعادة بنائه ومساعدة قيادته الوطنية على  السير في تحويله  قوة يحسب لها الحساب .

لا تنفصل الحملات الهادفة للنيل  من الجيشين السوري  اللبناني  ومكانتهما في البلدين ودورهما في الحرب  على الإرهاب عن  مشروع كبير  يغزو المنطقة ويستهدف جيوشها من لبنان وسوريا غلى العراق  ومصر والجزائر ، والنيل من  الجيوش ليس حكرا على الإرهاب ، و من يروج  له تحت ذرائع ويختلق له الأعذار ويطلق لأجله دعوات التفهم ، فالجيشين العراقي والمصري الحليفان نظريا للجيش الأميركي عرضة بإستمرار لحملات أميركية للتضييق والنيل من المعنويات والتهوين من القدرات  والتشويش  على الإنجازات  ، بينما الجيش السوري  في عين عاصفة الهجوم من دول الغرب ، والجيش اللبناني الذي يحظى بالتهنئة والتقدير كلاميا  يحرم  من أبسط  شروط التجهيز للفوز  بمعاركه ميدانيا .

حماية الجيوش تشكل اليوم المدخل الذي لا بديل  عنه  لحماية الأوطان ، ليس فقط لأن الجيش درع  الوطن بوجه المخاطر ، بل أيضا فوق ذلك وقبل ذلك لآن المؤسسة الجامعة العابرة للطوائقف والمناطق في زمن التفتت والعصبيات هي المؤسسة العسكرية والتمسك بها وبتماسكها هو حفاظ على العمود الفقري  لدولة واحدة ووطن واحد  ، والسعي لإمتلاك  الجيوش القوية هو العلامة على تطلع الشعوب لمكانة يقام لها الحساب بين  الدول ، ويعرف اللبنانيون ويعرف السوريون  أن جيشي بلديهما يشكلان  اليوم من  ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة بوليصة التأمين بوجه المخاطر .

في عيد  الجيشين اللبناني والسوري معيار كل معارضة وطنية في بلدها من سوريا إلى لبنان ومصرو العراق  والجزائر وتونس وليبيا الوقوف  وراء  جيوش بلدانها  ودعوة لإبقاء مناقشة كل ما يتصل بالجيش فوق الكيدية السياسية ، من مسؤولية تحصين وحماية الجيش إلى الحاجة لتكامل الجيشين ، وفي العيد تحية للجيشين  جنودا ورتباء وضباطا وقيادة

تحية للرئيسين القائدين  بشار الأسد وإميل لحود

2015-08-01 | عدد القراءات 2391