آن الاوان لرحيل دي مستورا ..وارسال مبعوث اممي آخر تحت عنوان مكافحة الارهاب

تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في هذه الحلقة عن ثلاثة اقسام :

القسم الاول : سورية

تحدث رئيس شبكة توب نيوز  ان المبعوثين الامميين الذين تعاقبوا على ملف الحل السياسي في سورية بدأوا مع المهمة التي كلفوا بها جميعا "كوفي عنان" الامين العام السابق للأمم المتحدة ثم "الاخضر الابراهيمي" وبعده "ستيفان دي مستورا" متسائلا لماذا  التبديل في المبعوثين الدوليين ؟ هل المسالة كفاءة شخصية او المسألة هي مرحلة يستهلك فيها الشخص المبعوث بطرح افكار وخلق نزاعات وانطباعات وترسم له صورة لا تعود صالحة للمرحلة الثانية ، متابعا انه في الاصل لو كان هنالك موقف اممي متفق عليه  بمعنى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لها رؤية موحدة تقول كيف سنتعامل مع الازمة في سورية من منطلق القانون الدولي الذي يقول ان مجلس الامن مهمته رعاية الامن والسلم الدوليين ،  وبالمفهوم رعاية الامن والسلم الدوليين الذي يعني العالم هو الارهاب وبالتالي الطبيعي ان يكون مهمة المبعوث الاممي اذا اراد ان يكون له مداخلة في الشأن الداخلي في سورية فهي تحشيد وتجميع القوى من اجل أفضل شروط للحرب على الارهاب او اجراء المصالحة والمساعدة على فتح الحوار الداخلي بين السوريين للوصول الى صيغة سياسية تجنب القوى الداخلية وتحشد القوى الداخلية وتنشا عباءة سياسية في سورية عنوانها وحدة السوريين في مواجهة الارهاب وهذا لا يستدعي مبعوثان او ثلاثة بل كان يكفي مبعوث واحد ومهمته سوف تكون سهلة لأنه في هذه الحالة عندما يكون القرار او التوجه الدولي في المسألة التي تهم العالم بمفهوم الامن والسلم الدوليين هي مواجهة الارهاب في سورية هذا يستدعي الى العودة الى قرارات مجلس الامن من ان تسريب السلاح والمسلحين والاموال عبر الحدود مع سورية كان يجب على المبعوثين ان يذهبوا الى عمان وانقرة وباريس و السعودية والدوحة ومنعهم  من  ارسال المسلحين والسلاح والذخائر والاموال والتوقف  عن تشويه طابع المعركة الرئيسي وفق الاعلام ، وبالتالي هذا يستدعي ان يذهب المبعوث الاممي ملتزما بكيفية التعامل مع مهمة محددة لها وظيفة وهي الامن والسلم الدوليين اي تجميع القوى ضد الارهاب ، وان اصل المسالة ليست فقط في ان مجلس الامن غير موحد الرؤية حول ما يجري في سورية ، وبالإضافة الى هذا يظهر قاسم مشترك , مجلس الامن ليس لديه مبادرة الى ان تنضج الرؤية،  ولكن في الحقيقة هنالك تباين محوره كيفية استخدام مجلس الامن اي بمعنى الفريق الذي شن الحرب على سورية وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية وأراد تصوير الوضع على ان هنالك ثورة شعبية ونظام يقتل شعبه فيحتاج هذا الطرف الى مجلس الامن ، بالتالي نحن امام مشهد قوى ارادت الحرب على سورية ولها مفهوم واضح و ان الامريكي يعرف انه لا يوجد ثورة  في سورية بل هو من صنع كل اللعبة واخترع للناس اسماء وكلف حلفائه وفتح الحدود ، فهذا هو الربيع العربي صناعة  الفوضى  الدائمة التي عممها الامريكي على مساحة المنطقة واستخدم فيها السعودي والتركي والفرنسي والقطري وقامت بمرحلة عنوانها اخونة المنطقة اي تسليمها للإخوان ، ثم الرهان على كسر سورية ولكنهم فشلوا في  كسر سورية وهذا المشروع كان واضحا وفي قلب هذا المشروع كان المطلوب استعمال مجلس الامن ، فالجامعة العربية ذهبت الى مجلس الامن لتكرار السيناريو الليبي واتخذوا قرار في ما يخص سورية وعندما عرض القرار على مجلس الامن كانت المفاجأة بالفيتو الروسي والصيني ، بالتالي نحن امام مجلس الامن كألة من آلات الحرب على سورية ، حاولت القوى الغربية وعلى رأسها امريكا مع حلفائها من القوى المحلية السورية التابعة لها ومن حلفائها العرب بتغطية عربية للحصول على قرار من مجلس الامن للتدخل العسكري في سورية فالوجهة الاساسية لمجلس الامن ليست ارسال مبعوث ولا مكافحة الارهاب ولا حل سياسي بين الاطراف المتنازعة اي بين الحكومة والمعارضة بل كانت الوجهة الاساسية في حركة الامريكي ومعه دول الغرب ودول عربية كالخليج وايضا تركيا والفكرة هي استعمال مجلس الامن كغطاء لحلة عسكرية تسقط سورية ، فكانت المهمة المحددة ان تسيطر المجموعات المناوئة  للدولة من خلال سحب الجيش وتحت عنوان حماية المظاهرات لتحمي المظاهرات المسلحين فهي الاطار المدني للحماية نقل  السلاح والذخيرة وبناء القدرة العسكرية وبالتالي كانت مهمة كوفي عنان محددة وهي ان ينجح بأن ينسحب الجيش من المدن وان ينجح في تشريع سيطرة المتظاهرين على المدن وتحت عباءة التظاهرات سيطرة المسلحين وايصال السلاح والذخيرة تمهيدا للمعركة الفاصلة ، ولكن فشلت مهمة كوفي عنان في تحقيق هدفها لان التوازن الداخلي في  المدن لم يكن مختلا بين السكان لصالح المجموعات المناوئة للدولة وكانت الغلبة الكاسحة في معظم المحافظات السورية لصالح الذين يقفون مع دولتهم وبالتالي انسحب الجيش من المدن لكن لم ينجح المتظاهرون الذين يريدون ان يشكلوا عباءة لحماية المسلحين لم ينجحوا بالسيطرة على المدن وتأمين الذخيرة والسلاح وبالتالي التجهيز للانقضاض على الدولة وبيد المجموعات المسلحة الموجه من الغرب وبيدها  المدن السورية الكبرى  فانتهت مهمة كوفي عنان وبدء يظهر الارهاب علنا وذلك بانهيار الجيش الحر واعلان جبهة النصرة عن وجودها وبدأت التشكيلات الارهابية ، جاءت مهمة الاخضر الابراهيمي المحددة والتي تقول اننا على استعداد من مواجهة  الارهاب بحكومة سورية يترك الرئيس الاسد لها السلطة وتضم مناصفة المعارضة وما يبقى من النظام ، ولكن ثبت للعالم كله ان الرئيس رجل مقدام وشجاع وابن شعبه وملتزم بوطنه ومستعد للشهادة  وان الدولة السورية مخلصة معه وقيادته وشعبه وجيشه  مؤيد له  وحلفائه لا يقبلون بالبحث عن بديل له فاصطدم رأس الامريكي ومن معه بالجدار ، وان الرئيس الاسد كان يحذر منذ البداية ان الارهاب سوف يطال الجميع  وان هذا الارهاب الذي جئتم به الى سورية سوف يرتد عليكم ليفتك بكم فالإرهاب اصبح واقعة , بدء يضرب في فرنسا وغيرها في مصر وتونس ، جاء المبعوث الثالث ستيفان دي مستورا وكانت المهمة القبول بالرئيس الاسد ولكن بدون صلاحيات و بصيغة ان الرئيس الاسد يحكم حكومة مكونة على اساس طائفي كلبنان والعراق  وتكون مرجعتيها التركي والسعودي ، وبالتالي يتم فرط الجيش ، واعادة تركيبه بإدخال مليشيات ،  ولكن هذه المرحلة فشلت وانتهت لان هذه المرحلة تفترض ان تقوم بأن يقبل الرئيس والشعب السوري والقيادة بأن يكون لهم نظام على اساس طائفي او ان يوزعوا على اساس مغانم للدول التي عبثت بدمائهم ومولت الارهاب وجاءت به ، اي ان يقبل السوريون بهزيمة بلدهم وهذا لم ولن يقبله السوريون ، واشار  قنديل ان المواصلة في الحل الدولي للحل السياسي في سورية بات يستدعي مبعوث اممي  اخر ، وآن الاوان لرحيل دي مستورا , و دعى "قنديل"  الامريكيين والفرنسيين والاوروبيين ان يصرفوا النظر عن مواصلة دي مستورا  لمهمته ، والمهمة التي يستطيع المجتمع الدولي مواصلتها في سورية هي مهمة محددة الحرب على الارهاب عنوان لحلف (سوري _ سوري) _و(سوري _اقليمي) اي (تركي سعودي قطري) _و(سوري _دولي) اي (فرنسي امريكي بريطاني روسي ايراني ، وقال قنديل ان مهاتير محمد شخصية وطنية ماليزية تعرف بالعالم الاسلامي وتعرف بخطر الارهاب ولديها بعد استقلالي وهي جزء من المجتمع الدولي ويأتي مهاتير محمد بمهمة محددة وهي الحرب اولا على الارهاب بالتعاون مع السعودية وتركيا باتخاذ الاجراءات والاعتراف بأن جبهة النصرة مجموعة ارهابية يجب محاربتها .

القسم الثاني : تركيا

تحدث رئيس شبكة توب نيوز ان اردوغان خسر الانتخابات وتوسع الاكراد في  الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وطريقه الوحيد هو اطلاق داعش وتقديم الدعم والمؤازرة لها فأعطى لها الضوء الاخضر وبعد ذلك تغيرت اللعبة الدولية واصبح لا مناص لتركيا الا الدخول في هذه اللعبة ضد داعش بضغط من الامريكي بالتالي فجر داعش في قلب تركيا وبدأت داعش  تضرب بتركيا ، وتركيا جزء من  الاستهداف فالرد على داعش يستدعي تصرفا تركيا ، فالأمريكان في وضعية انتخابية سيئة جدا لان التفاهم النووي مع الايراني غير قابل للتسويق امام تعبئة الثقافة التاريخية للأمريكيين التي عنوانها الغطرسة والغرور والتعالي ، فالأمريكي يقول للتركي يكفي ان تغلق الحدود و توقف  بيع النفط المسروق و بيع الاثار المنهوبة اي مصادر تمويل داعش ، ومصادرة الاسلحة في تركيا  وبإضافة الى مداهمة مراكز قياداتهم واعتقال من فيها ، ومراقبة الحدود ،  هذه النقاط يعتبرها الامريكي اهم من الشراكة العسكرية وهذا بالتالي يضعف داعش ويحاصرها، ومن ثم يأتي الحديث عن التسوية في سورية فالواضح ان قوى البر التي يمكن ان  يتم التعامل معها من اجل نصر يحتاجه الديمقراطيون كي يفوزوا بالانتخابات الرئاسة  لا يتم الا بالحديث مع الرئيس الاسد ، فعند الحديث عن المسالة التركية نتحدث عن عملية  سوف تكون لها نتائج لان البعد الاهم هو الضغط الذي يمارسه الامريكيون من اجل ان يتوقف التسليح والتمويل وتهريب المسلحين  وان يتم تنظيف تركيا من التجذر و القواعد والمستودعات والبنية التحتية التي اقامتها داعش والنصرة داخل الاراضي وداخل المجتمع ، خلاصة الموقف التركي لا منطقة عازلة ولا منطقة حظر جوي ، إفادة  امريكية من اجراءات  تركيا لضرب داعش افادة  تركية من الغطاء الامريكي لحدود ما من التعامل العسكري مع الاكراد ، وأشار قنديل ان الحرب على الارهاب لن تكتمل عدتها بدون الجيش السوري ولابد من التحدث السياسي مع الرئيس الاسد ، بالمقابل لا افق لتركيا بأن تحجز لها مقعدا في المعادلة السورية القادمة و لا مكان لتركيا في سورية الغد.

القسم الثالث : لبنان

تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء عن موضوع جريمة اغتيال المقدم ربيع كحيل والذي قتل بدم بارد على طريق الدانوب هذا المقدم له بطولات وهذا الشخص يحمل من روح التضحية والمواطنة الطبيعية  والتواضع . واشار قنديل ان الحملة هي على سلاح حزب الله واتهامه بفلتان السلاح  ، وقال   ان سلاح حزب الله من عام 2000 لم يعد داخل المناطق محتلة لأنه لم يعد هنالك مناطق محتلة  وان تحرك السلاح في 7 ايار تحرك بقرار ، وان هذا الحزب الذي يخضع لأمرته حوالي ربع مليون بندقية والذي لم يسمع من خلاله عن  استخدام لقضايا شخصية وهذا الحزب المسلح لم يشكل حوادث فردية ، فهو سلاح يتسم بالأخلاق   والتواضع  والانضباط  و لا يخرج الا لقضية وبقرار فهو سلاح حزب الله ، اما السلاح الذي يرتكب الجرائم هو سلاح ابن المدير العام والوزير والنائب ومرافقيهم وابن رئيس البلدية . وقال قنديل ان نصف المشكلة هو في  الشعب اللبناني وهذا الشعب لن يحاسب بقلب الطوائف اي كل طائفة تحيد زعامة طائفتها و يحاسب باقي  الطوائف الاخرى ويعتبرها  فاسدة ،  فليست العصبية  هنا ان يحب المرء بني قومه انما العصبية  هي ان يرى المرء اراذل قومه اخيارا  واخيار الاخرين أرذالا ، فمصيبة لبنان هو  المثال الحقيقي للمثل  الذي يقول كما تكونوا يولى عليكم ، فعندما يقرر اللبنانيون  انهم يأسوا وتعبوا من دولة الطوائف والمافيات ويريدون دولة تأخذ من كل منهم حقها وتعطي لكل منهم حقه ، فعندما يؤمنون  بذلك سيقومون بتمرد سياسي على زعامات طوائفهم ،  فهل هم مستعدون للوقوف بوجه طائفتهم ؟ .

تحرير: بشرى الفروي            

2015-08-01 | عدد القراءات 3975