لم يعد الدور الإعلامي السعودي المروج لأكاذيبِ وتخيلات آل سعود بالأمر المخفي والمستبعد ،-في سياق السقوط الأخلاقي والسياسي الذريع للملكة والتي ما زال إعلامها وإعلاميها يتعاطون مع مستجدات الأمور من منطق الإغداق في الترويج لقوة المملكة في السياسة والأمن ،وأن دورها مازال محورياً في مسعى لبيع الوهم في نفوس الجمهور الذي ما تزال تتعامل معه كالكثير من وسائل الإعلام قطيع يسير وراء أخبارها وتحليلاتها لا يتابع إلاها.
جمال خاشقجي أحد أبرز الوجوه في الترويج لمملكة أعياها التورط في الملفات الإقليمية ،وفشلت في تحقيق مراميها من سوريا إلى اليمن مروراً بالعراق والبحرين فإيران ، خاشقجي المعروف بعدائه لسوريا نشر تغريدة على موقع توتيتر مفادها بأن وزير خارجية المملكة عادل الجبير هدد الرئيس السوري بشار الأسد ،بأن البديل عن التنحي السلمي عن السلطة خيار عسكري وحيد ينتهي بالنتيجة ذاتها. وربط روايته بتصريحات الجبير خلال مؤتمر صحفي مع
نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني والتي لم يتطرق الجبير للخيارات العسكرية ،رغم ما تضمنه حديثه من تكرار للموقف السعودية بالعودة لبيان جنيف والتركيز على انتقال السلطة.
لم يجرؤ خاشقجي على نشر معلوماته الدسمة على صحيفة الحياة السعودية الهوى والهوية التي لا تقل كذباً وعداء لسورية وللرئيس الأسد ،عن الكاتب الهمام الذي يعلم حجم الكذب في معلوماته والتي لا يمكن لصحيفة مهما بلغت من الوضاعة أن تقبل بنشر هكذا ترهات رغم أن مقالته تناولت التسريبات عن زيارة رئيس الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك إلى السعودية والتي نقل عن لسان السفير السعودي في مصر أحمد القطان خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف نفي الزيارة بشكل قاطع وهو ما لم تتناوله أي وسيلة إعلامية مصرية ولا سعودية بل أكدت المصادر الزيارة ولم يصدر أي بيان ينفي صحتها طبعاً باستثناء بيان الخاشقجي المنسوب للسفير الذي اتهمه يوماً ما بالإساءة لمواقف المملكة وأنه لا يمثلها بعد تكرار الشكاوى المصرية من تصريحات المذكور.
بيع الوهم السعودي لا يقتصر على خاشقجي الذي يعد واحد من ألاف الأقلام المأجورة والمتخصصة بصناعة الأكاذيب والمنتشرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بل وصل لقيادات دبلوماسية ولرأسها الجبير ذاته الذي اوصف الأوضاع الإنسانية باليمن باتت أفضل على كافة الصعد وبأن الدعم العسكري لليمن خفف من معاناة اليمنيين وكأن قذائف طائرته تمطر اليمنيين بالمن والسلوى وما لذ وطاب من عطايا آل سعود.
لم يعد ينفع المملكة بيع الوهم فحجم قوتها بات مكشوفاً وانهيار استراتيجياتها واضح للعلن وأتباعها يتساقطون على الأرض في سورية والعراق واليمن والقائمة تطول.
2015-08-09 | عدد القراءات 3029