تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان خط التسويات بصفتها الخط الذي سينتج عن مرحلة ما بعد التفاهم النووي الايراني هذا الخط يتصاعد وتبدو مؤشراته اكثر فاكثر ولكن الى جانبه خط التصعيد العسكري في كل من الدول سورية والعراق واليمن فهل هذا التصعيد يتناقض مع خط التسويات ؟
القسم الاول : خط التسويات
تحدث رئيس شبكة توب نيوز أن البديل للاتفاق النووي الايراني هو ما قاله اوباما ليس بالموقع التهويل على الاسرائيليين , قال اوباما ما قاله وليس من قبيل اشعار الإسرائيليين بالعزلة ، فقط قال ان اسرائيل وحدها التي تعارض الاتفاق ، وان الاخرين عاتبون على امريكا ليس لأنها وقعت التفاهم بل هم عاتبون لان ليس لهم يد من هذا التفاهم وان هذا التفاهم لم يرتبط بحصولهم على مكاسب او بفرضهم شركاء في النفوذ الاقليمي مثل السعودي والتركي لكن لا احد من هؤلاء له موقف من ان لديه بديل عن التفاهم ...الاسرائيلي ليس لديه بديل ، لكن كما قال نتنياهو الاسرائيلي يتصرف على اساس ان امريكا والغرب من ورائها كان همهم امنهم بينما اسرائيل قلقة على وجودها لان هذا التفاهم سيمنح ايران مكانة مرموقة في العالم الدولي وسيعطي ايران فرصة ان تدخل الاقتصاد العالمي بشكل مريح وان تعامل بصفتها دولة تحت سقف القانون وملتزمة بالقواعد الشرعية الدولية وان تقف بوجها الحملات الاعلامية والسياسية ،وحالات العزلة والعقوبات، وان تسترد أموالها المجمدة ، وهي بيدها الوصفة الكاملة لإنتاج قنبلة نووية في اللحظة التي تغلق بوجهها الابواب وبالتالي كأنها تمتلك القنبلة ، فمن الطبيعي ان تقلق اسرائيل كما قال اوباما لان ايران دولة قوية ، وتملك بنية تحتية حقيقية ، واقتصاد وجغرافية حقيقية ، وحرس قوي مدجج بالسلاح ، وحزب الله على حدودها كجزء من قوة البنية الايرانية وامتدادها، وبالتالي ايران مصممة على ان قضيتها الرئيسية هو تفكيك اسرائيل وازالتها من الوجود ، فمن حق اسرائيل ان تخاف ، لكن ما قاله اوباما ان من واجب اسرائيل ان تخاف اكثر مالم يوقع التفاهم لان عدم توقيع التفاهم كان سيعني وقف المفاوضات أي أزمة (أمريكية _ايرانية )وأزمة (غربية _ ايرانية) واذا كان الوقف بسبب التعنت الامريكي والغربي فروسيا والصين سيقفون الى جانب ايران و مدعومة معنويا وتسليحيا مما تحتاجه وتشتريه من روسيا كصواريخ اس اس 300 وبالتالي ستكون هنالك حالة من التوتر التدريجي وبالتالي سيتحول الى حرب لان العقوبات لم تغير شيئا عندما تقف المفاوضات تعود امريكا للعقوبات وستتصرف ايران على اساس ان الازمة انفجرت وستخرج فتوى ايرانية تقول ان من حق ايران ان تمتلك القنبلة شرط الا تستخدمها وبالتالي سيكون التحريم محصورا في هذه الحالة باستخدام السلاح النووي وليس من مبدأ امتلاكه بل ستكون الفتوى هي ان العالم الشيطاني المحكوم بالاستكبار لا يفهم الا لغة القوة وان على الدول الفقيرة ان تمتلك السلاح النووي كي تكسر أنف هذا العالم لكن عليها ان تتجنب استخدامه لأنه عملية قتل مجانية للمدنيين والابرياء ، بالتالي خلال اسابيع قليلة من وقف المفاوضات ستكون ايران تجري اول تجربة على رأس صاروخ يحمل رأس نووي وفي هذه الحالة ستكون أمريكا كما يقول اوباما مضطرة للدخول معها في حرب و هذه الحرب لن تتضرر أمريكا فيها ستصاب مصالحها في الخليج وقواعدها العسكرية واساطيلها ، ولكن لم تصل ايران الى الحد الذي تستطيع فيها ان تصيب واشنطن و نيويورك وكاليفورنيا بصواريخها دون ان تتمكن امريكا من اطلاق الصواريخ العابرة القادرة على اسقاط الصواريخ ، فمن سيدفع الثمن هي اسرائيل لان صواريخ حزب الله القوية والكثيفة القدرة ستتساقط فوق تل ابيب وبالتالي كما يقول اوباما انه حمى اسرائيل من حزب الله بأحد أوجه توقيعه بهذا التفاهم، فالجدال على هذا التفاهم ليست ايران في وارد ان تبطئ التزاماتها لأنها وقعت وهي متيقنة من صوابية ما تفعل والغرب لا يملك بدائل للذهاب الى عدم تطبيق او عرقلته ، فالمراهنون على عدم توقيع الاتفاق واهمون .
التسوية اليمنية التي طلبها محمد بن سلمان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي اشتغل عليها الروس مع اليمن وايران وان المعلومات المؤكدة ان خطوطها العريضة كانت محور اللقاء الثلاثي الذي جمع في الدوحة وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير و بالتالي سيتوقع خلال الاسابيع القادمة القليلة سنكون امام انطلاق الدورة ، واطلاق المبادرة الجديدة كما قال ولد الشيخ احمد بعد الحصول على موافقة الاطراف وسيدعو الى جولة حوار جديدة في جنيف بعد ان يتحقق من تثبيت الهدنة وتثبيت الهدنة يحتاج الى ان تتبلور حالة الجغرافية العسكرية بين عدن وبعض اطرافها في المحافظات الجنوبية وبالمقابل سيطرة الحوثيين على محافظة الشمال وعلى بعض الاطراف من محافظات الجنوب ، وهذا التوازن سيسمح للذهاب للهدنة ومن الهدنة الى الحوار ، فخط التسويات يبدأ من اليمن وخلال تلك الفترة سيحضر في الوضع السوري وهذا التحضير سيكون مزدوج من مبادرات للحل السياسي ، فخطوط التسويات تسير بشكل قوي لكن التسويات تعني تفاهمات والتفاهمات مفاوضات والمفاوضات حصص والحصص موازين قوى رابح نسبي وخاسر نسبة الربح ونسبة الخسارة يقرره التصعيد في الميدان ، لذلك عندما يكون طريق التسويات سالك فأن طريق التصعيد سالك بقوة ، وفي طريق التصعيد سيحاول ان يقتطع النسبة الاكبر من أوراق القوة ، وأوراق القوة اليوم هي الجغرافيا في الجغرافية السورية واليمنية نشهد ضراوة لرسم الخطوط الحمر الذي كل طرف يقول بإمكانك ان تقترب لكن الى هنا فقط ، وان هذا الذي يحدث في الميدان ترجمة لما يحدث في السياسة.
القسم الثاني : تركيا
تحدث الاستاذ ناصر قنديل في الشأن التركي أن التركي يتصرف بين حدين فسقف الكلام التركي مختلف عن سقف الحركة التركية الواقعية فكم من مرة قال الاتراك لن نقف مكتوفي الايدي وانهم لن يترددوا عن الخيار العسكري تجاه سورية وذلك في مرحلة الوقوف مع المعارضة في السنتين الاولين ، فسقف الكلام عندما اختبر ميدانيا عندما تساقطت القذائف السورية داخل الحدود التركية وهي تطارد مجموعات مسلحة مدعومة من تركية ، ومرة اخرى عندما سقطت الطائرة التركية فهل تخطى رد الفعل التركي حدود الحركة الموضعية او الكلام او ان التركي يملك قرار الحرب وينتظر الفرصة والذريعة للذهاب اليها فالعكس تماما هو انكفئ وامتص الضربة واستوعبها مثل ما فعل الاسرائيلي بعد مزارع شبعا ، فحق سورية في العمليات التي دارت بينها وبين الاتراك يشبه حق المقاومة بعد مزارع شبعا .
وقال قنديل ان التركي يتكلم كثيرا عن داعش وهو مطمئن وان طريق العودة له مضمون ، والتركي سيوقف التمويل والدعم والتسليح ولكن لن يفعل أكثر من ذلك بل هو سيبيع هذا الموقف ليحصل على التغطية ...
وأشار قنديل ان الذين سيقاتلون داعش هم النصرة واحرار الشام وكل من تأسس على الفكر الوهابي عندما يخوض الحرب مع داعش ، داعش سيستولي عليه لان داعش هو الخلاصة المصفاة للفكر الوهابي والاشد تمسكا وتعصبا للفكر الوهابي سيذهب الى داعش وبالتالي اي جسم مثقف على الفكر الوهابي يقع في الاشتباك مع داعش لن يكون هذا في مصلحته فسينهار امام داعش ، وبالتالي لن يكون هنالك من يقاتل برا .
التركي يستفيد بغض النظر عن عملياته ضد الاكراد فعدو اردوغان هو حزب العمال الكردستاني كجسم عسكري وبجناحي السوري والمسمى بالاتحاد الديمقراطي الكردستاني او لجان الحماية الكردية التي استولت في الماضي على عين العرب كوباني وتل ابيض ومناطق اخرى حدودية والتي يريد التركي ابعادها عنها ويدخل بديل عنها مجموعات سورية او جنود اتراك مع معارضة سورية ، وان الحرب الحقيقية على حزب العمال ستتم على هذا الفرع في سورية هذا الفرع الذي يخشى اردوغان من أن يشكل شريطا حدوديا ، وبسبب هذا الفرع تمكن الاكراد من تنظيم انفسهم كقوة سياسية ضاربة في تركيا لأنه بسبب الموقف التركي العدائي من أكراد سورية أمام الحرب مع داعش بتواطؤ تركي والتي سلمتهم عين العرب وادخلتهم على كل المناطق الكردية لتكون مليشيات تابعة لها فعرف الاكراد هذه اللعبة فامتد غضبهم على النظام في تركيا لتشكيل حزبهم (حزب الشعوب الديمقراطي) الذي ضمهم وضم اليسار ، وبالتالي هذا الحزب هو خصم اردوغان الاول فالمهمة هي تصفية هذا الحزب وإضعافه والذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة لكي لا يتمكن منها هذا الحزب من نيل 10 من اصوات الناخبين بما يمنعه في هذه الحالة من العودة الى البرلمان ، قضية اردوغان هذه سوف تتزامن وتترافق مع حملة اعلانية مرعبة حول حجم النية للدخول الى سورية ، لان القرار التركي هو عدم الدخول في حرب ، بالمقابل ان في اللحظة التي تخترق فيها تركيا الخطوط الحمر السورية فسيكون الرد السوري قاسيا ، والرد السوري سيكون بإسقاط الطائرات التركية بسلاح دفاع الجو ، فالرسالة السورية والايرانية واضحة للأتراك, والايرانيين متضامنين مع سورية ولن يقبلوا بانتهاك سيادتها ، فالموقف الروسي والايراني والسوري متكامل ، والموقف التركي في رسائله السرية لن يتخطى الحدود التي ترسمها المعادلة الاقليمية والدولية المحيطة في سورية ، وان قضيته الاساسية هي المشاركة مع الحلف الاطلسي في الحملات على داعش لكن الاساس في قضيته هي في حربه على حزب العمال الكردستاني...، الخيار التركي في سورية سيذهب الى حركة شكلية لن يتعدى الخطاب العالي وبعض النيران القليلة ،
فالدخول البري داخل الاراضي السورية لن يحدث ، والاختراق الجوي في المناطق التي تسيطر عليها داعش لن يحدث ايضا ، والاشتباك مع الجيش السوري لن يحدث أيضا .
القسم الثالث : لبنان
تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان لبنان يدخل مرحلة حساسة ، فالحل في لبنان سيكون طويل ، ففي لبنان استهلكت الهوامش وفراغ رئاسة الجمهورية مضى عليه سنة وسبعة شهور ، فالملفات في لبنان معقدة جدا . الحرب على الارهاب ، والخلاف على سلاح المقاومة ودوره في الحرب على الارهاب والذي في الاصل اللبنانيين منقسمين حولها فكيف والعالم العربي بثقله لصالح عزل سورية، وان من اخطر القضايا هو شعور العماد عون انه ابعد عن الرئاسة بقوة التدخل السياسي الداخلي والخارجي ، وهذا يؤدي الى الخروج من الصيغة السياسية والخروج من الصيغة السياسية تفجر البلد ، و ان تتحول كتلة التيار الوطني الحر الى كتلة مواجهة مفتوحة ضد شكل النظام والدولة الراهنين على قاعدة اليأس من إمكانية التفاهم فهذا امر خطير ولا يتحمله العماد عون وحده فقط ، فالبلد مهيأ للانفجار وانه يوجد فرصة وحيدة لعدم حصول الانفجار وهذه الفرصة ليست كما يقول جماعة تيار المستقبل تخلي حزب الله عن العماد ميشال عون فهذا سيعني انفجار مسيحي بوجه المسلمين لأنه سيخلق انطباع عام لدى المسيحيين وهو ان في اللحظة الحرجة اجتمع المسلمون على كلمة تلغي للمسيحيين حقوقهم ، وان حزب الله الذي يقف معه العماد عون في السراء والضراء والذي قام بتغطية مقاومته في ذروة الحرب في تموز يوم لم يكن للنصر أي إشارة , يومها كان خطاب العماد عون صريحا وواضحا للأمريكيين وللفرنسيين وللبنان ولتياره عن وقوفه الى جانب حزب الله " أشرف أن أهزم مع ابن بلدي على أن أربح مع العدو" ، وان الذين يمارسون التهميش للمسيحيين يدفعونهم للفدرالية وان حزب الله لم يشارك بدفع المسيحيين للفدرالية على العكس فأن حزب الله معني بأن يقول للجمهور المسيحي الاغلبي والذي يقف على رأسه العماد عون كما كنتم الاوفياء في ساحات القتال نحن الاوفياء معكم وانتم في ساحات التعرض للعزلة ...الذي سيخلص البلد من الانفجار هو حزب الله لان وقوف حزب الله هو الذي سيردع الاخرين ، وسنسمع بعد موقف التيار الوطني الحر والذي سيعلن عن اعطاء مهلة اخيرة وبعده سيفرض الطاولة على رأس الجميع وسنسمع كلام لسيد المقاومة يقول فيه بوضوح إياكم ان تتجاهلوا تعبير العماد عون فلا تلعبوا معنا ولا تختبروا شجاعتنا ووفائنا فنحن الاوفياء ونحن قلنا للعماد عون كما كنت معنا في السراء والضراء سنكون معك في السراء والضراء وكيف وانت على حق وهذا الموقف اعلن للجميع .
الاهم هو الموقف السياسي والذين يراهنون على ان الرئيس بري في هذا الموضوع موقفه رمادي لا يعلموا شيء في السياسة ، "الرئيس بري" "وسليمان فرنجية" و"الطاشناق" و"حزب الله" سيكون موقفهم محسوم، وأن الذي يريد ان يأخذ البلد الى الاشتباك الكبير سيؤدي ذلك الى حدوث فتنة أو يعطي القاعدة فرصة للمواجهة وفتنة بين السنة والشيعة ، فمن يريد ان يتمسك في هذا الزمن الاقليمي والدولي تحت عنوان المواجهة مع الارهاب ويدفع حزب الله فاتورة الدم بالنيابة عن اللبنانيين اولا وعن العرب والمسلمين ثانيا فهذا يبقى على الكلمة السواء ، فهنالك مقترح تقدم فيه اللواء عباس ابراهيم مقبول من التيار الوطني ومن الرئيس بري، وهو تمديد سن التقاعد للضباط لسنة لرتبة العميد وما فوق فهذا الاقتراح ينقذ لبنان ويمنع الانفجار ، ومن يقول ان حزب الله سيتخلى عن الجنرال "ميشال عون" سيأخذ البلد الى أزمة لن تكون أمنية بل ستكون أشد قسوة من الازمة الامنية .
تحرير : بشرى الفروي
2015-08-09 | عدد القراءات 2892