من موسكو وصلت رسالة وزير خارجية آل سعود عادل الجبير للفصائل المسلحة التابعة له على الأرض السورية وخاصة في ريف دمشق لتأتي الترجمة العملية على الأرض قذائف هاون عشوائية تحصد أرواح وأموال وأملاك المدنيين الدمشقيين كرهان سعودي وحيد للضغط على الحكومة السورية في دمشق بعد فشل إحداث تغير وازن على الأرض يقلب المعادلة العسكرية ويمكن أتباع الرياض من التقدم ولي ذراع الحكومة للقبول في الشروط السعودية.
بعد خمسة سنوات من مرور الأزمة وإلقاء السعودية عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ على دمشق بات الشارع الدمشقي والقاعدة الشعبية على قناعة بالدور السعودي التخريبي في سورية الموجه ضدهم في الدرجة الأولى لا الدولة وهو ما رفع مستوى الكراهية للسعودية في صفوف الدمشقيين خلال سنوات الأزمة هذا على المستوى الشعبي أما على المستوى السياسي فإن المملكة تفتقد لاستراتيجيات التعامل مع المستجدات السياسية والتفاهمات ولعل الحديث عن هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في الزبداني بريف دمشق وكفريا والفوعة في ريف إدلب برعاية تركية إيرانية أكثر ما يقلق السعودية رغم بساطة المبادرة إلا أنها تدرك أن الهدنة ترجمة لتفاهمات سياسية إقليمية كإنعكاس للجو السياسي العام الذي يسير باتجاه طرح المبادرات بحده الأدنى فتعتمد الرياض مبدأ التعطيل لتقول أنا هنا أو الذهاب للتسوية برفقة أصوات المدافع وهي استراتيجية علها تؤتي أوكلها في مراحل التصعيد أو بدايات التفاهمات إلا أنها تتحول إلى مقامرة في ظروف نضوج التسويات والتي قد تدفع حلفاء الرياض للجم طموحاتها في اللحظة التي تتحول للغم يفجر التفاهمات.
ترجمة كلام الجبير لم يقتصر برسائل قذائف دمشق بل تطلب تغيرات في تكتيكات التنظيمات الوهابية التابعة للملكة وإعلان أكبرهما "داعش" و"جبهة النصرة" وقف اقتتالهما في ريف حلب الشمالي الخطوة وإن بدت في الشكل مفاجئة إلا أن المضمون يأتي في سياق التطورات التي تفرض على التنظيمان القاعديان التعاون والتنسيق وفق المصلحة الوهابية كمرجعية كبرى تعبر عنها أوامر المملكة خاصة وأن محاولات إنهاء الاقتتال ليست بحديثة بل تعود لما بعد أشهر من تشكيل تنظيم "داعش" والخلاف بين البغدادي والجولاني والدعوات لانضواء داعش في صفوف النصرة ولعل وصف الجولاني للتنظيمين بأنهما أمل الأمة يقدم أكبر دليل على مرجعتيهما الواحدة.
بعد فشل المحاولة التركية بتلميع النصرة وإظهار إمكانيتها للاعتدال للعب دور سياسي والتي بدأت إبان التقارب السعودي التركي القطري ، تعود النصرة إلى قاعدتها الأصلية والمنبت الأم لتقاتل مع شقيقها القاعدي الداعشي ، فيما غير الرئيس التركي أردوغان وجهة شراعه صوب طهران بعد أن هبت رياحها ليغتنمها تفاهمات على الأرض السورية بدلاً من أحلام يقظة لم تمر بالمناطق العازلة.
أوقفت جبهة النصرة قتال داعش فانتصرت لأصولها الواحدة مع داعش و لتفضح الدور التركي
2015-08-12 | عدد القراءات 3186