التصعيد الحوثي على خط التسويات - روزانا رمّال

على خلفية ما جرى بالتفاهم النووي و التسويات التي فتح بابها من المجال العريض ,اول التسويات هو "اليمن" لان اخر الجروح التي تفتح هي اول الجروح التي تغلق و هي اخر الاماكن التي تفجرت الحرب فيها و السبب مركزية اليمن في الدور السعودي و بالتالي سيذهب السعودي الى تسوية ترد مهابته فيه.

الذهاب للتسوية يفترض ان يرخي ظلال تهدئة  بطبيعة الحال لكن ما يجري اليوم هو العكس فالتصعيد العسكري و الاعلامي السعودي  سيد المشهد مع  انجازات يحققها من يسمونهم المقاومة و جنود منصور هادي .

الوضع الميداني في "اليمن"  يفترض سيطرة الحوثيون و الجيش المساند لهم و المتحالف معهم على كامل شمال اليمن  اما بالجنوب "فعدن و اجزاء من محافظة تعز فقط تقريبا مع حلفاء السعودية اذا كان الشمال ثلثي مساحة اليمن  مع فائض زيادة الثلث الباقي يعني ان اليمن امام مشهد مناطق رئيسية للثقل السكاني  هو بيد الحوثيين مع الجيش , بالحساب  المتوازن الطبيعي فانه اذا بقي بين يدي الحوثيين" صعدة و صنعاء" فقط من اجل التفاوض على برنامجهم السياسي فان هذا  كافي و هو بالاصل ما طرحوه الحوثيين  تماما كما  طلب حزب الله بعد 7 ايار  في لبنان والذي تحدث عن الشراكة و الا تؤخذ قرارات مصيرية دون سقف مطلبنا تماما كما مطلب الحوثييون اليوم و هو حكومة موحدة و دستور جديد و انتخابات نيابية رئاسية على اساس الدستور لذا  فان ضمان صعدة و صنعاء كافي ما عدا ذلك يحق للحوثيين ان يسمحوا للسعوديين و حلفائهم ان يدخلوا ما تبقى كتعويض سياسي للخروج بماء وجه .

ما حدث هو تراجع تكتيكي قتالي للحوثيين تقول ديبكا فايل الصهيونية ان هناك اتفاق سعودي- روسي امريكي- ايراني بصيغة يمن بدون منصور هادي مع فترة انتقالية تسهل ايران خلالها بالتعاون مع الحوثيين تحقيق انتصارات لحساب السعودية .الغرور و الغطرسة التي تصيب السعوديين  تحتاج الى صفعة كي تعود الى الوعي .

لا زال السعوديون يماطلون لوقف اطلاق النار لذلك سيشهد  اليمن تصعيدا هذه المرة من قبل الحوثيين قد تكشف سلاح متطور سمتلكه الحوثيون  هذه المرة و على المقلب الاخر يبدو ان قتلى و و جرحى عسكريين سعوديين  سيسقطون و لا بد من صواريخ سكود اول و ثاني و ثالث على الظهران و غيرها حسب مراقبون عسكريون.

اليمن امام مواجهة و رسم خطوط حمراء يرسمها الحوثيين و الواقع يشيرالى ان الذي ما لديهم هو ما كان لدى حزب الله عشية 2006 و زيادة عليه صواريخ السكود حتى ينضج السعودي لوثيقة مسقط : و هي عبارة عن وقف فوري للنار و الذهاب لجنيف و تشكيل حكومة و قيادة موحدة للجيش و هو ايضا تطبيق لقرار مجلس الامن بجدول زمني يريح الثوار و يلبي مطالبهم و دستور جديد .

2015-08-18 | عدد القراءات 2775