اتفاق في العلن وصفقة سلاح روسية إيرانية لشراء منظومة صواريخ S300 في أحدث نسخها المعدلة يعلن عنها وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان كتتويج لزيارته إلى موسكو، الصواريخ التي سبق أن أعلنت موسكو أنها تندرج ضمن التعاون العسكري التقني مع روسيا ستضمن أمن المنشآت النووية السلمية، كونها مخصصة للدفاع المضاد للطائرات والدفاع المضاد للصواريخ على حد سواء، وبإمكانها اعتراض كافة أنواع الصواريخ متوسطة المدى الموجودة في العالم.
تأتي صفقة الصواريخ والتي ستستلمها طهران خلال عام 2015 كاستكمال للاتفاق النووي الإيراني والقوى الكبرى، والذي أقر بسلمية الاتفاق وضمن لطهران حق حماية برنامجها النووي من أي اعتداء محتمل , فيما لم يوفر أعداء إيران خلال السنوات الماضية فرصة إلا وهللوا لها، وهددوا مستغلين أي منبر حتى ولو اضطر الأمر لتسخير الأمم المتحدة لقرع طبول الحرب بالعلن بتوجيه الضربات، أما الحقيقة تمكث في مكان آخر كشف عنها وزير دفاع كيان العدو الإسرائيلي بالتزامن مع عقد الصفقة ليؤكد رغبته ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، شن عمليات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في أعوام 2010 و2011 و2012 وهو ما رفضته قيادة جيش الاحتلال كونه لا يملك القدرة العملية على القيام بالخطوة.
جواب جيش الاحتلال يكشف حقيقة عمق المأزق العسكري الإسرائيلي على مدار سنوات التهويل الإعلامي ضد طهران , وما فرضه البرنامج النووي الإيراني والتقدم العسكري والعلمي من توازن رعب أرعب جيش العدو وحَمى إيران من مغامرات غير مدروسة النتائج , وضمنت لها مكاناً في مصاف الدول الكبار وضمن نادي الدول النووية , بما يكرس نظرية محور المقاومة بأن امتلاك القوة وحده الكفيل بضمان حماية الحقوق , وتوفر للمفاوضات فرص النجاح وفرض الشروط المواتية كما حصل في الاتفاق النووي , بعكس ما شهدته جولات التفاوض العبثية الفلسطينية الإسرائيلية , والتي فرّطت بالحقوق الفلسطينية لضعف المفاوض الفلسطيني , وغياب الموقف العربي الداعم لما شهدته سنوات التفاوض من تمادي العدو في تكرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والإمعان في سياسة الاستيطان.
لم يتوقف الاتفاق الروسي الإيراني عند حدود ال S300 المتطور , بل تعداه ليصل إلى صفقة طائرات لم يكشف دهقان عنها , فبينما تشير المصادر على أنها طائرات مدنية سبق أن أعلن عنها مساعد منظمة الطيران المدني الإيرانية للشؤون الدولية , لتعزيز الأسطول الإيراني بحسب تسريبات نشرها موقع ديبكا العبري بأن الصفقة تشمل 100 طائرة من طراز (آي إل 78 إم كي آي) , مخصصة لمهام التزويد الجوي بالوقود بما يمكن للطائرة الواحدة تزويد ست إلى ثماني مقاتلات خلال تحليقها لمسافة سبعة آلاف و300 كيلو متر , أي ما يعادل ستة أضعاف المسافة بين إيران والأراضي المحتلة والبالغة 1200 كيلومتر وفي حال امتلكت إيران هذا النوع من الطائرات فإن مقاتلاتها ستتمكن من الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط وهو ما يعتبره العدو الاسرائيلي انتهاك للاتفاق النووي.
بعيداً عما يدور في عوالم واشنطن وتل أبيب من هواجس تمضي طهران في تنفيذ تفاهماتها دون اكتراث لمشاعر عدو عجز عن وقف طموح تطورها المشروع , ولا تجد حرجاً في التعاون مع موسكو ولكن الرسالة الأبلغ لوزير الدفاع الإيراني حسين دهقان من موسكو , تأكيده على مواصلة دعم بلاده لسوريا والعراق في مواجهتهما للإرهاب , ولسان حاله يقول برنامج نووي وصواريخ وطائرات هل من يجرؤ على الاعتراض..؟؟
2015-08-23 | عدد القراءات 2461