حزب الله بين الدورين الإقليمي واللبناني - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز ...روزانا رمال

تعلن كل  من واشنطن والرياض حربا غير خافية  على حزب الله ، فيما  تذهب  أميركا لتوقيع التفاهم مع إيران حولها  ملفها النووي ، وتفتح  بموجبه  لها أبوابا سياسية وإقتصادية واعدة وهي  تعلم أن أن غيران  لم تغير ولن تغير مواقفها وثوابتها وتحالفاتها ، وخصوصا بوجه إسرائيل وتمسكها بالمقاومة ، فالرئيس الأميركي قال  علنا أن حزب الله  بات هو المشكلة لأن أميركا  تعتقد انه غذا  تيسر إضعاف او تحجيم حزب الله فإن ذلك  سيعني ضرب القدرة الإيرانية  على تحقيق أهداف تتصل بضرب إسرائيل وإضعافها ، وكذلك دعم سوريا وتمكين  رئيسها من إمتلاك حليف قادر على المساهمة النوعية في  صناعة النصر الذي يريده على المجموعات الإرهابية التي تم تصديرها إلى سوريا لإسقاطه وتغيير موقع  سوريا في الجغرافيا السياسية للمنطقة .

الرياض  من جهتها لا تحجب موقفها المعلن فهي  ترى حزب الله مشكلة في لبنان والعراق  واليمن بوجه نفوذها ، وتراه  في سوريا سبب فشلها ، وترى أن علاقتها بوسريا  ستتغير إذا تم تحجيم حزب الله ، وأن تفاوضها مع غيران ستتغير قواعده في كل اسلحات عندما  يتم توجيه  ضربة  لحزب الله .

الحرب  التي إستهدفت حزب الله في تموز 2006 تبين بصورة  قاطعة أنها كانت حربا  لتحقيق  الهدف ذاته وعندما  لم يكن حزب الله قد  صار سببا للأذى للسياسات الأميركية والسعودية وتعطيلها  كما  تراه واشنطن والرياض اليوم ، لكن الحرب  العسكرية التي  فشلت  قبل عشر سنين ليس بالإمكان تكرارها ولا إن أمكن ذلك  يمكن الرهان على الفوز  بها وقد تضاعفت مقدراته وإنهزم أمامه بعد مزارع شبعا  عدوه الأول في املنطقة الذي  تمثله غسرائيل والتي  تملك  مقدرات عسكرية تعتمد عليها واشنطن والرياض ، وإلتزمت غسرائيل بعدها بقواعد ميزان الردع الجديد الذي فرضته المقاومة .

غرفة العمليات التي  خططت لحرب  تموز 2006 هي غرفة العمليات التي قررت الحرب الجديدة بوسائل  جديدة ، وهي  مفهوم الحرب ر الناعمة التي  تحدث  عنها الميركيون  كثيرا  بعد  فشل حروبهم في العراق  والإغانستان وكانت نسختها التي شاهدناها هي الربيع العربي  وثورات الساحات و القنوات الفضائية .

في لبنان حيث  نظام طائفي  فاسد  يتقاسم كل شيئ  على ظهر مواطنيه ويدفعهم للجوع والفقر ويحرمهم أبسط حقوق المواطنة ، تجهزت الساحات على إيقاع  قضية متفجرة مثلتها  فضيحة النفايات ، وإنطلق حراك  يبدو انه بوقة دفع وتشجيع وإنخراط كامل  من أهم قناتين تلفزيونيتين هما أل بي سي والجديد  يبدو أنه سيتحول إلى مدخل لفوضى عامة وصدامات بين القوى الأمنية والمتظاهرين .

يعلم كل متابع للبنان أن القناتين التلفزيونيتين  لا تخفيان علاقاتهما الملية بالخليج وخصوصا قطر بالنسبة للجديد والسعودية بالنسبة للأل بي سي ، ويعلم ايضا كل  متابع ان أغلبية وجوه الناشطين الذي يتصدرون الغضب الشعبي  ويقررون عنه خطط وشعارات التحرك ومواعيد التصعيد هم من الذين يتباهون بأنهم سبق ووقفوا بوجه حزب الله وسلاحه  في محطات سابقة .

لا يخفي جسم اساسي من الناشطين الإستهداف لحزب الله فيترجمون شعار إسقاط النظام بإسقاط ما يصفونه  بالنظام الأمني ويترجمون القصد  بأنه حزب الله بينما يقول  زملاؤهم الآخرون ان إسقاط مهابة السيد حسن نصرالله بشعار كلكن  يعني  كلكن الموجه للزعماء  هو أهم إنجازات الحراك  سياسسيا حتى الآن .

يستهدف  حزب الله لتفريغ  شارعه الشبابي  وفقا لمقترحات فيلتمان التي سبق  وشرحها للكونغرس مقابل  خطة التمويل بخمسمئة مليون دولار  بينما  يتم  خوض  تجربة الوصول لرئاسة الجمهورية مبكرا بإزاحة ترشيح العماد ميشال عون لأنه من بين الزعماء ليتقدم ترشيح إنقاذي يطرح  قائد الجيش تحت عنوانه  و يحرم حزب الله من قطاف  نصره افقليمي في الداخل اللبناني بالفوز  بالرئاسة لحليفه الأقرب .

طريق حزب الله للرد هو مبادرة الرئيس  نبيه بري  في لبنان من جهة وتسريع الإنجازات العسكرية في سوريا من جهة اخرى .

2015-09-01 | عدد القراءات 1865