تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان الحدث اللبناني لم يعد مجرد حدث لبناني فقد ، اصبحت المتغيرات والتطورات المترتبة عليه تتخطى الكثير مما يمكن ان ينحصر في لبنان فهنالك قسمين في الملف اللبناني القسم الاول اقليمي ، وهو محاولة استكشاف معادلة جديدة ، وان شيء ما بدأ يحدث بين تركيا واسرائيل بصورة منفصلة عن الحلف الامريكي الذي يضم كل من السعودية ومصر وأطراف تعمل تحت المظلة الامريكية المقصود المسعى التركي الاسرائيلي الخاص بغزة والتي تضع تركيا وقطر ثقلهما من أجل دفع حركة حماس للوصول الى هدنة مع اسرائيل في إطار لسلام شامل ولكن لا يجرأ قادة حماس على تسميته بالسلام ، وتحت عنوان هذه الهدنة ستمنح غزة مجموعة من الميزات والتي تجعلها بنظر اسرائيل انها الدولة الفلسطينية النهائية ، هذا الحراك الاسرائيلي التركي الذي تقبله السعودية هو عزل لمصر واستهدافها وانشاء لدولة الاخوان المسلمين على حدود مصر لان دولة غزة لن تكون دولة فلسطينية ولا لحماس ، ستكون دولة الاخوان العرب الذين لا يستطيعون ان يحكموا في تونس او مصر او سورية او الاردن او ليبيا ، سيتجمعون في غزة تحت العين الاسرائيلية التركية وسوف تكون قاعدة الانطلاق غزة وسيمنحون بعض من العمق باتجاه سيناء اي باتجاه فلسطين المحتلة ليكون لهم تماس مع سيناء او مدخل خلفي على مصر غير المدخل المرتبط من جهة العريش ، والخطة اصبحت واضحة ، فهل يمكن ان يؤسس لنقلة استراتيجية في موقع مصر في معادلات المنطقة ، لانفصال مصر عن الخيار السعودي ، وهل يمكن في هذا السياق ان نقرأ زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى موسكو وما رافق هذه الزيارة من مؤشرات تتصل بالوضع في سورية والمنطقة والحرب على داعش ، فهل مصر عادت لتحل مكان تركيا والسعودية في تسويات المنطقة وتفاهماتها ؟ والرئيس بشار الاسد يؤكد على المثلث (العراقي المصري السوري) بدلا من المثلث المزيف الذي كان يقوم في المنطقة بثلاثية سعودية سورية مصرية ، وكان للرئيس الاسد اكثر من مقاربة ان للمثلث السوري المصري السعودي بأنه فشل وانتهى وان القوى الاستراتيجية التي صنعت تاريخ العرب هي القوى التي صنعت الامبراطوريات الثلاث امبراطورية فرعونية انطلقت من مصر ، وامبراطورية اموية انطلقت من دمشق ، وامبراطورية عباسية انطلقت من بغداد ، ولم نسمع امبراطورية انطلقت من السعودية فالإسلام عندما انطلق من سورية والعراق وليس من الجزيرة ، وبالتالي هذا التراث التاريخي الذي صنع للعرب امجاد هل ثمة امل بقيامته ؟ اما القسم الثاني والثالث فهو لبناني ولكن من زاوية محددة اي السيناريو الذي يمكن ان تسير به الاحداث.
القسم الاول :
أشار الاستاذ ناصر قنديل الى الموقع الاسرائيلي" ديبكا فايل " الذي سوف نجد به تقرير مفصل عن اسباب الانعطافة المصرية باتجاه روسية ، و ان الامور قد حسمت بين تركيا واسرائيل وهذه الامور لم تتخطى أزمة مرمرة فقط ، او ان تركيا تعيش ارهاصات ما قبل الانتخابات والقلق والخوف من السقوط لحزب العدالة والتنمية ، فهنالك مجموعة من التقارير تقول ان خالد مشعل وطوني بلير يديران بين اسرائيل وحماس مفاوضات جدية وقطعت مراحل متقدمة لم تصل الى نهاياتها ولكنها تجاوزت منتصف الطريق وهي تؤسس لتطبيق الاتفاق حول غزة اي وقف مديد للأعمال العدائية المتبادلة اي وقف القتال واعتبار المقاومة كالعدوان الاسرائيلي ، اي جيش غزة يدافع فقط عن حدود غزة ، والجيش الاسرائيلي والارض الموجود عليها هي لإسرائيل وليس لفلسطين ، بالتالي فالرهان ان مظلومية شعب غزة ومأساتها ومعاناتها سوف تؤدي الى ان ينطلي كل ما يمكن ان يتم في السياسة في الخفاء ، ويقول هذه هدنة 25 سنة ، هذا المشروع يصفق له الاسرائيلي ،
فهذا المشروع الخاسر فيه هو حركة فتح وحركة الجهاد ، حركة حماس تتعهد لإسرائيل الدخول بحرب أهلية فلسطينية من اجل توفير شروط اقامة دولة الاخوان المسلمين على ارض فلسطين في غزة ، ويصبح للإخوان المسلمين مطار ومرفئ خاص بهم وكيان خاص بهم ، ولإقامة هذا الكيان يجب ان تضرب حركة فتح وتسحق حركة الجهاد وقبل ان يقوم هذا الكيان سوف ستسحق مصر لان قبلة الاخوان المسلمين سوف تكون مصر وقاعدتهم في غزة وامتدادها بأطراف الجنوب الفلسطيني اي حدود سيناء ستكون مصر ، وفي مصر الاخوان الى اليوم وبعد وصول السيسي قادرين على ان يقوموا بإرباك حقيقي يومي ، وبوجود داعش المحتضنة من قبل تركيا فمن الواضح ان هنالك مشروع ينقل التركي خارطة عملياتها من مكان الى مكان فهنالك مصالح مشتركة بين الاخوان وداعش ، فمصر سوف تكون تحت منظار التصويب .
متابعا قنديل ان امريكا في حالة ضياع ولا تملك الان رؤية ، ولا تملك الا شيء واحد انها ازاحت من طريقها العقبة الاساسية وهي خطر الحرب مع ايران ، او خطر امتلاك ايران لقنبلة نووية ، والسياسية الامريكية تنظر في المنطقة الى ماذا يمكن ان يفعل السعودي والتركي في المنطقة ، فهي قامت ببناء خطوط حماية لها ، فلا مانع لديها بأن ينتصر الرئيس الاسد في سورية ولكن ليس قضيتها بأن ينتصر ، ولا مانع لديها بأن تنجح السعودية واسرائيل بإضعاف الرئيس والجيش في سورية ، فهي قادرة على تلقي اي احتمال ، ولا مانع ان يرجع الاخوان المسلمين الى مصر ، وبالتالي مصر عليها ان تقلع شوكها بيدها فالأمريكي لن يقدم لها شيء، ومصر فعلت ما يجب ان تفعله في التواصل مع الامريكيين والسعوديين ، وحاولت لاستدراج دعم امريكي سعودي يضغط على التركي والاسرائيلي لفرملة الاندفاع باتجاه هذا الخيار، فمن الواضح ان مصر فشلت في الوصول الى اي نتيجة ذات قيمة ، فعلى القيادة المصرية ان تفتح حوار مع موسكو عندما رأت ان الامريكي والسعودي غير قادر على ذلك ، فحرب مصر مع داعش حرب جدية، والعلاقات بين مصر وسورية الامنية جيدة ، وسورية تتقبل برحابة صدر دورا مصريا في العلاقة مع المعارضة يساعد في الوصول الى حل سياسي ، ولكنها لا تتقبل السعودية لأنها طعنت وخانت وخالفت العهود والمواثيق ، الروسي يرى بأن ثمة ثنائية سورية مصرية اذا فتح لها الباب ، فهذه الثنائية المصرية السورية تنضج بهدوء بشكل جدي و استراتيجي ومعطيات تلقيها حقيقية ، وهذه الثنائية لها ميمنة وميسرة ، حيث تكتمل بثنائية سورية والعراق فتمسك بلاد الشام وثنائية مصر والجزائر فتمسك شمال افريقيا ، فهذا مؤشر على خيار استراتيجي جديد في المنطقة فهو يبدو الاتجاه الذي ستسير فيه الامور ونراه يدعو الى الاستثمار عليه ودعمه ودفعه الى الامام .
القسم الثاني :
تحدث قنديل انه عندما تكرس محطتين عملاقتين مثل ( new tv ) وlbc)) جهودهما على مدار الساعة خلال ثلاثة اسابيع متصلة لدعوة الناس للنزول الى الساحات ، فالشعب اللبناني في حالة غضب ، ويشعر باحتقار السياسيين له ، فالحكومة لن تتخذ قرارات ، فالشعب غير قادر على تحمل هذا الوضع لأنه شعب يشعر بكرامته وحقه بالاحترام . متابعا قنديل ان يوم الثلاثاء على موعد بالتصعيد والمواجهة ، في الحلقة الاولى سترفع معها مستوى المطالب واستقالات من الحكومة ، وفي الحلقة التي تليها الدعوة الى انتخابات مبكرة وفورية لمجلس النواب ، فهذا المسار ومعه مواجهات .
وأشار قنديل ان الرئيس بري قام بمبادرة اسمها هيئة الحوار لمناقشة رئاسة الجمهورية ، فالسيناريو الوحيد هو تسريع انتخاب رئيس جمهورية تحت شعار الشعب لم يعد يحتمل وان خطر الانفجار يقترب ، ومنطقيا يكون قد ادى شعار الطبقة السياسية الفاسدة الى مساواة كل المرشحين السياسيين اي انتهى وضع ميشال عون كمرشح وبالتالي تكون الحملة قد ادت الهدف الاول وهو ازاحة ميشال عون من قائمة المرشحين الاساسيين ، ولن يناقش على بديل سياسي ولكن سيقال ان هنالك حل واحد وهو الرئيس العسكري لقائد الجيش ليصبح رئيس جمهورية .
وقال قنديل ان السيناريو الوحيد لو كان التحرك بريئا وليس ورائه احد، والشعب حامل مطالب فوضى ، ومقابل هذه الفوضى الشعبية النابعة من غضب وعفوية والاحساس بالقهر سوف تصطدم برموز السلطة ، فما هو الحل الذي سينتجه هذا الانفجار وما هو السيناريو الذي يمكن ان نصل اليه ، ليس هنالك غير سيناريو واحد ضغط دولي واقليمي على الاطراف اللبنانية بتسهيل المفتاح الذي من خلاله تعاد فتح مؤسسات الدولة والمفتاح هو رئاسة الجمهورية .
وأضاف قنديل نحن الان لسنا امام ثورة شعبية ، نحن الان امام استغلال براءة عاطفة الناس وغضبها لتشغيلها خدم في حربها الانتخابية لإيصال قائد الجيش لرئاسة الجمهورية ،ولاغتيال فرصة وصول العماد عون لرئاسة الجمهورية ، واغتيال فرصة المقاومة في توظيف انتصاراتها ضد الارهاب برئاسة جمهورية تحمي لها ظهرها ، فهذا مشروع امريكي كامل مصمم ومركب ومبرمج .
القسم الثالث :
تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان رئاسة جمهورية لقائد جيش تعني ضياع فرصة المقاومة في صرف فائض قوتها الناتج عن حربها على الارهاب في معادلة رئاسة جمهورية تريح الشارع المسيحي وتشعره انه حقق حلمه التاريخي بأن يوصل أحد ابرز زعمائه لرئاسة الجمهورية وتحمي ظهر المقاومة بسند شعبي حقيقي وبقوة دستورية ، وبنية سياسية في الدولة تجعل هذه المقاومة قادرة للتفرغ لمواجهة الارهاب على مساحة المنطقة وليس فقط في سورية .
وأضاف قنديل انه لا نستطيع ان نكون نحن والامريكان في خندق واحد ، ...وبالنسبة لموضوع النفايات يتسأل قنديل هل موضوع النفايات صدفة ؟ فهل لدى الامريكيين خبرة ان قضية النفايات ممكن ان تشعل ثورة ؟ الجواب نعم فالنفايات في عام 2008 اسقطت رئيس وزراء ايطاليا الذي لم يكن مطواعا بيد الامريكيين وجاءت " ببرلسكوني" رئيس للحكومة عندما مضى اشهر على النفايات في جنوب ايطاليا ، وكان البند الاول في برنامج برلسكوني حل أزمة النفايات ، بالتالي النفايات مبرمجة ، وهنالك اعلام مبرمج و غضب شعبي كبير .
وقال قنديل انه ليس جزءا من نفاق يريد ان يكسب التصفيق و يقول انه فجر لبنان الجديد ، وهذا ليس فجر لبنان الجديد ، بل هي محاولة لاغتيال فجر لبنان ، والفجر الجديد في لبنان هو ان تتمكن المقاومة من تتويج انتصاراتها بإيصال رئيس جديد للجمهورية ، مضيفا ان الباطل يراد ان يقام بسيوف الحق فانتبهوا .
تحرير : بشرى الفروي
2015-09-01 | عدد القراءات 2804