منذ بداية الأزمة السورية والمساعي الأميركية تدور حول محور واحد هو إكتشاف مرجعية يمكن عقد لواء الدعم لها وتفويضها المهمة ، والمهمة هي الصل عند الأميركيين والباقي تفاصيل ، وهوية الحليف أو المرجع السوري المعتمد تتبدل بوء حسابات ومعطيات القدرة على تنفيذ المهمة ، والصورة لم تكن يوما أن واشنطن تتطلع إلى إرادة الشعب السوري وتوازناتها ونسب المؤيد والمعارض بينها وداخل كل تشكيل فهم التمايزات وعلى ضوء الحصيلة تبني النظرة التي تنسجم مع معادلة السعي لتكون أميركا على رأس أصدقاء سوريا ، والقصد يكون صداقة الأغلبية السورية .
العكس هو الذي جرى فواشنطن لا تنظر إلى الصملحة الأميركية في سوريا بعين السعي لإنشاء أطيب العلاقات مع اوسع شراءح من السوريين بإعتبارها ابقى من اي نظام حكم ، وبالتالي عندما وجدت أن الأغلبية السورية في ضفة سياسية معينة قامت بمساندتها ودعم مطالبها وتبني رؤيتها السياسية .
العكس الذي جرى هو أن واشنطن حددت أجندة سياسية لها وراحت تبحث بين السوريين عن الجهة التي تتقبل تبني هذه الأجندة وتقدم لها الوعود بالدعم والمؤازرة وصولا لتصوير أن ما تريده واشنطن التي تشتغل دول إقليمية اميركية لخدمة أهدافها ومصالحها هي قدر لا يرد فما تقرره سيحدث ومن يقفز إلى المركب الأميركي سيربح بالتأكيد ، والمشكلة أنهم في واشنطن كما عند الذين تسند إليهم واشنطن المهمة ، عندما يقع الفشل في تنفيذ المهمة لا يترب ذلك مراجعة المهمة بالذات ومدى تناسبها مع الوقع السوري بل يصير البحث عن بديل يمكن ان تسند إليه المهمة نفسها ويحسب الفشل لسوء إختيار الولكيل المعتمد وليس لسوء البضاعة المنوي تسويقها .
الهدف وفقا للتعريف الميركي كانت منذ عام 2011 تغيير موقع سوريا بين مربعات الصراع الإقليمي ونقلها من ضفة تساندها إيران وروسيا وتتولى دعم حزب الله بوجه إسرائيل إلى ضفة تساندها تركيا ودول الخليج وتقف وراءها دول الأطلسي وتهتم لأمن إسرائيل .
المهمة تلخصت بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد لتحقيق الهدف والآلية تكرار موجات الربيع العربي بنماذج تونس أو مصر عبر شارع وإعلام يرحلان رئيس البلاد أو نموذج ليبيا معارضة مختلطة المكونات تستولي على نصف البلاد ويتقدم الأطلسي ليكمل المهمة أو النموذج اليمني بدفع الرئيس للتنحي لتركيبة بديلة تناسب الهدف مقابل ضمانات لشخصه وعائلته .
إعتمدت واشنطن في البداية على ناشطين أفراد وجماعات صغيرة سمتهم بالتنسيقيات ، ولماو جدت محدودية قدرتهم إنتقل روبرت فورد من العاصمة السورية دمشق حيث كان يدير التنسيقيات شخصيا إلى حماة ليعلن بدياة مرحلة الإعتماد على الأخوان المسلمين ، ولما فشلوا بتنفيذ المهمة ، جاء الجنرال ديفيد بتريوس إلى تركيا وتولى إستخدام نفوذه في تنظيم القاعدة الذي أدى لضرب مرحلة ابومصعب الزرقاوي في العراق عبر تنأسيس جبهة النصرة ليعقد الصفقة مع النصرة مقابل توليها املهمة وبعد سنتين وفشل النصرة عاد روبرت فورد ليطل بمشروع دمج الأخوان المسلمين والتنسيقيات وبعض مجموعات القاعدة وتسميته أحرار الشام والسعي لتسويقه وبعد فشل الرهان على تنفيذ المهمة أطل بتريوس وفورد ومشروعهما واحد قبل أيام دمج النصرة وأحرار الشام بمسمى جيش الفتح و لكن من دون أن يكون لندائهما صدى كبير ليس لمجرد أنهما متقاعدين وخارج الخدمة بل لأن معركة الزبداني التي إنتهت بسيطرة الجيش السوري والمقاومة على المدينة كاملة قد أنهت الرهان على جيش الفتح بعد اقل من يوم واحد على نداءات الرجلين فتبخر الرهان قبل أن يولد .
2015-09-04 | عدد القراءات 2314