فشلت غارات الطيران السعودية من الجو بتحقيق أهداف المملكة بالسيطرة على قرار وإرادة اليمنيين فدفعت وشركاؤها , بل وأتباعها بقواتها البرية لأرض المعركة , فكانت الضربة الكبرى من مأرب والتي تشير المصادر الغربية لسقوط ما يقارب 300 قتيل من جنسيات إماراتية وسعودية ويمنية , وبالتزامن مع الكشف عن هذه الأرقام المرتفعة لحصيلة القتلى انتشر بسرعة البرق مقاطع فيديوتظهر ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمدبن زايد يتفقد جنود الإمارات المصابين في مأرب والمشاركين بالعدوان السعودي على اليمن , وفي أحد الفيديوهات يبرزأحدالجنود يطلب من بن زايد العودة إلى اليمن لمشاركة زملائه ضمن قوات التحالف بالعمليات، انتشار الفيديو الذي أبرزت له كبريات الوسائل الإعلامية المساندة للسعودية في حربها المساحات الواسعة.
يأتي انتشار الفيديو بعد تلقي القوات المسلحةالإماراتية أكبرخسارة بشرية منذ تأسيسها بداية سبعينيات القرن المنصرم وفق البيانات الرسمية للخسائر والتي أعلنت عن مقتل اثنين وعشرين جندياً إماراتياً فقط , وذلك قبل الكشف عن أعداد القتلى , وبعيداً عن الأرقام فقد أثارت الحادثة في الشارع الإماراتي جملة تساؤلات حول مشاركةالإمارات المعلنة مع قوى التحالف في اليمن والتي كانت مقتصرةعلى الغارات الجوية لطيرانهاالحربي ولتعلن مسبقا القيادة الإماراتية عن أي وجود بري لجنودها على أراضي اليمن , ما يعني أن القيادة الإماراتية خدعت مواطنيها قبل أن تخدع الرأي العام ، وتفتح الباب أمام البحث في المصلحة الإماراتية في التدخل بالعدوان على اليمن والانسياق وراء المغامرات السعودية لبلد يعتبر نفسه بوابة الشرق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية صوب الغرب , خسارة الإمارات البشرية لم تتوقف على قتلاها وجرحاها ولعل أسر تنظيم القاعدة حلفاء حليفه السعودي على الأرض لجنود إماراتيين نجحوا في الفرار من قاعدة مأرب يشكل ضربة قد تفوق ضربة القتلى , كونها تفتح الباب أمام مفاوضات تتجاوز الحدود اليمنية وتثير ملفات لا ترغب دول الخليج إثارتها وتسمح للقاعدة بطرح صفقات تبادل للإفراج عن معتقلين للتنظيم لدى دول خليجية.
على الأرض تعتقد السعودية وحلفاؤها بإمكانية تحقيق إنجازات عجزت عنها في الجو بالسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء ولذلك حشدت أربعين ألف من مقاتليها من بينهم ألف قطري كما سربت المصادر المطلعة إضافة للقوات الإماراتية التي لم يفصح عن حجمها.
تدرك السعودية خطورة توغلها البري في اليمن في ظل تساقط الصواريخ على قواعدها العسكرية في المناطق الحدودية والخسائر البشرية التي تتكبدها بعيداً عما يحضره الجيش اليمني من مفاجآت ستظهرفي الأيام المقبلة وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد غالب لقمان عن جهوزية الخطط الاستباقية لمواجهة سيناريوهات المواجهة البرية ولاتكمن خطورة التدخل البري في أن ميزان القوة سيكون لمصلحة الجيش اليمني والحوثيين لإدراكهم طبيعة المنطقة الجغرافية التي لطالما كانت لصالح اليمنيين عبر التاريخ في المواجهات السعودية اليمنية وفي ظل القناعة الراسخة لدى المملكة بخسارتها المعركة البرية في اليمن
تسعى لتتقاسم خسارتها البشرية والمادية والمعنوية مع دول الخليج لتبدو مشاركة الإمارات وقطرفي الحرب السعودية على اليمن توزيع الدم على القبائل.
2015-09-09 | عدد القراءات 3475