عندما ننظر إلى الخارطة السياسية والإقتصادية الأوروبية لن يكون صعبا إكتشاف ان الدولتين المحوريتين لا تزالان ألمانيا وبريطانيا
كانت قيمة فرنسا وقوتها دائما في اوروبا مستمدة من كونها قوة الإعتدال و الإستقلال التي تمنع أوروبا من التطرف في اللحاق بالسياسات الأميركية
فقدت فرنسا هذه الميزة وفقدت صلتها بحوض المتوسط الذي يشكل العرب الشريك المقابل لأوروبا فيه ففي بلاد المغرب تتحمل مسؤولية الخراب الأمني بشراكتها الكاملة في الربيع العربي وفي بلاد المشرق تتولى قيادة الحرب على سوريا فصارت أهمية فرنسا مثل أي صوت ببغاوي يردد وراء أبشع نظامين في المنطقة ما تقولان إسرائيل والسعودية
ألمانيا وبريطانيا نجحتا في التعبير عن سياسة أوروبية جديدة تجاه سوريا لا يمكن أن تتم بالتحدي مع اميركا ومن وراء ظهرها - الأميركيون يتفرجون على غرق فرنسا ويضحكون لإهانة رئيسها وينسقون مع الألمان والإنكليز
الإنفتاح على الرئيس السوري بشار الأسد يتبلور كسياسة أوروبية وفرنسا تبني إستراتيجياتها مع حكومة أوغلو الراحلة إلى غير رجعة بعد شهرين
حكومات فرنسا وتركيا ذاكرة الإستعمار لشعوبنا تلتقيان حتى بالغباء