نتنياهو الى روسيا واشنطن يستجدي ضمانات لعدم الرد على "اعتداء" مرتقب في القدس روزانا رمّال

 

تبدو كل المسارات على مستوى المنطقة تشير الى ان ثمة ما يحضر لها و ابرزها كلام كيري حول ان الحل السياسي في سوريا لا بديل عنه على خلفية حل عسكري روسي حاسم مع الارهاب و حل ايراني حاسم للملف النووي فسلم الاميريكي لدور الرئيس السوري بشار الاسد الاساسي.

برز بالمشهد حل سياسي في اوكرانيا وفي اليمن حل سياسي و في ايران حل سياسي يعني حلول سياسية تخرج منها قوى المقاومة مرة اخرى من موقع القوة فهل يمكن لاسرائيل ان تتحمل هذا؟

تعبير اسرائيل اليوم ليس سوى جزء من تهدئة اعلامية لحرب نفسية على قوى المقاومة لكن حساباتها مختلفة فهي تنتظر و تترقب و تعرف اشياء لا يمكن تجاهلها بمصيرها و اهمها ان الحرب ليس في مصلحتها منذ اعلى درجات الانجاز بالملف الايراني و عجزها عن تقدم عسكري في سوريا و انها غير مشمولة بالتسوية لذلك ليس امامهم الا ثلاث مسارات .

المسار الاول : خيار اردوغان و هو دولة غزة بالاتفاق مع حماس اي نهاية المقاومة مقابل استغلال معاناة الشعب الفلسطيني فتقبل بالذي يعرض عليها و هو خيار تاريخي بالنسبة للاسرائيلين يستدعي تصفية الجهاد و كلفة لتهويد الضفة و القدس و نسيان قضية اللاجئين و تدمير مخيم عين الحلوة في لبنان مع كلفة اغضاب مصر و مخاطرة اشتباك مع فتح و الجهاد و المخيمات الفلسطينية لان حجم التعقيدات اكبر من حجم التغطية .و بالتالي لا يمكن لاسرائيل ان تذهب لهذا الوهم و تعتبره حلا سينفجر مستقبلا.

المسار الثاني : ان يتعايش مع فكرة انه ليس من التسوية و هو عاجز عن الحل و الانتظار

المسار الثالث: هو الذي ذهب نحوه نتنياهو اليوم و هو استعجال الحاق اسرائيل بالتسويات و المفاوضات و لكن السؤال كيف هذا اذا كانت اسرائيل غير قادرة على الدخول بحرب ؟ و حتى اذا دخلت حرب تعرف ان هناك خشية من انهيار سريع غير مسيطر عليه .

لا يمكن اتخاذ قرار الحرب بدون شرط الحماية الخارجية اي الولايات المتحدة و بريطانيا و الامم المتحدة فاسرائيل لا تذهب لحرب ليست جزء من تفاهم كامل معها اضافة الى موافقة القوة الضاربة الصهيونية التي تغطي و تخاطب الراي العام و تضغط على حكومات الدول و هي شريك ايضا بالاضافة الى جسر جوي تقدمه الدول الداعمة باكلاف عالية و بمعايير عالية كلفتها ملايين الدولارات ليوم حرب تكلفته باقل تقدير 20 مليون دولار عدا الخسائر الاقتصادية و بالتالي على الجسر الجوي الاميريكي القيام بتعويض ما يدمر و يستنفذ بالاخص للصواريخ النوعية و المدفعية .

تعيش اسرائيل قلق وقوع حرب و يذهب نتنياهو لروسيا اليوم في محاولة ضمان ان الصواريخ و الاسلحة التي سلمت لحلفائها مثل اس 300 لا تشجع سوريا و حلفائها على مبادرة الحرب و هو يعلم انه ينوي ارتكاب "شيء ما" قد يؤدي لحرب يستخدمه ذريعة لقلب المعادلة و دخول التسويات فكان تهديد المسجد الاقصى فرفع وتيرة الاشتباك بين العرب المستوطنين من اجل ان تصل الامور للحظة ما يصبح فيها الغليان باعلى درجاته لا يستبعد فيها تدمير جزء من الاقصى او مجزرة و غيرها لكن اولا و اخيرا يجب ان يتطمئن ان الاميريكي سيكون بظهيره فيذهب معه لمجلس الامن من اجل الحل على غرار 1701 في لبنان و بالتالي على القوى المقاومة و الوطنية و السياسية الانتباه الى اخطر مراحل المنطقة و دراسة موقفا حاسما.

 

2015-09-21 | عدد القراءات 2331