تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية عن ثلاثة اقسام ، القسم الاول : سورية التي شهدت خلال الفترة الفاصلة تطوران بارزان التطور الاول هو موقف وزير الخارجية الامريكي جون كيري والذي انضم الى جوقة المواقف الاوروبية المتأقلمة مع المتغير الجديد ورحيل اردوغان اي حزب العدالة والتنمية ، والمتأقلمة مع التموضع الروسي الجديد ، والمتأقلمة مع ايران و ما بعد التفاهم النووي ، والمتأقلمة ايضا مع الهزيمة السعودية في اليمن ، كل هذه العناصر التي انتجت مواقف اوروبية من اسبانيا الى النمسا وبريطانيا تتويجا بألمانيا ، فالأمريكيون يقولون انه لا مانع لدينا في المرحلة الانتقالية يكون فيها الرئيس بشار الاسد ، هذه المواقف ماهي ابعادها ودلالاتها ربطا بالتطور الميداني والعسكري ، واتفاق الزبداني والفوعة والذي يتضمن مجموعة القرى والبلدات المتبقية في منطقة القلمون ومضايا الى سرغايا وبالمقابل غرب منقطة ادلب اي الفوعة وكفريا .
القسم الثاني : زيارة نتنياهو الى موسكو وواشنطن هذه الزيارة لا تتم عبثا ، هذه الزيارة تدل على رسم استراتيجيات وسياسة يستدعي ان يكون على اتصال وان يضع كل من القيادتين الروسية والامريكية في اجوائه ويحاول الوصول الى تفاهمات تحمي ظهره وتضمن له امكانية السير في هذه السياسات .
القسم الثالث : لبنان التطورات التي نتوقف امامها تتصل بثلاثة عناوين متداخلة : الاول حالة التيار الوطني الحر والواضح انه له موقف قوي وثابت وذات صلابة في مسالة الرئاسة ، وكلام "العماد ميشال عون" بأنه سيكون للبنان رئيس قوي يلبي الطموحات وفقا معاير التيار الوطني الحر ، وكلام جبران باسيل لا يقل زخما ، والحديث عن التظاهرات .
القسم الاول : سورية
تحدث رئيس شبكة توب نيوز ان الموقف الروسي ادرك كيفية استخدام الوقت اي بمعنى الصمود السوري حتى نفذ الوقت الامريكي ، فالروسي لم يترك للأمريكي فرصة ان يكون هو من يرسم استراتيجية الحرب على الارهاب في سورية فهو بذلك يخرق القانون فأعمالهم غير شرعية وغير قانونية بينما اعمالهم في العراق شرعية لأنها تتم عبر الحكومة العراقية بالتعاون والتنسيق معها ، اما في سورية انتم خارج القانون الدولي ، لذلك الروسي لا يستطيع ان يبقى صامتا في سورية فيجب ان يتدخل ويرسم هذه الحرب من خلال حضوره المباشر ومن خلال دوره لأنه يتم بالتعاون مع الدولة السورية . متابعا قنديل ان هذه النقلة الروسية حاول الامريكي تعطيلها والضغط عليها ، فقول وزير الخارجية جون كيري ان لا مانع ان يكون الرئيس الاسد في المرحلة الانتقالية ، يدل هذا ان امريكا قد مزقت كل كلامها السابق وقبلت صيغة الحل السياسي في ظل الرئيس الاسد ، وما بعد الحل السياسي صناديق الاقتراع ، متابعا ان الامريكان هم ارباب سياسة الفوضى في العالم العربي ، ولكن استسلموا وقبلوا بألا تذهب الامور في سورية على هذا النحو وقبلوا على حل يكون فيه الرئيس ، فهم اجبروا على الانتقال من لعبة الفوضى الى الاصلاح ، وبالتالي هذا التحول الامريكي الكبير هو اعلان سقوط مشروع الحرب على سورية . وفي المقابل التركي كان يحاول ان يجمع أوراقه للانتخابات، لذلك حاول ان يحفظ ورقة الزبداني واطراف ما بقى منها من المسلحين ويضغط من خلال الفوعة ولكن بصمود اهل الفوعة منعوا هذا التقدم ، متابعا ان مؤشرات التقرب من الحل ونجاح الكفة العسكرية والتقرب من عقدة المسارين السياسي والعسكري في نقاط مشتركة كلها تدل ان سورية ذاهبة الى الافضل سياسيا وعسكريا ، وان العقدة السياسية الكبرى يبدو انها ازيلت من الطريق بالاعتراف الامريكي بحل سياسي يكون الرئيس الاسد جزء منه ، مضيفا انه في الجانب العسكري نحن امام تكريس لنصر الزبداني وتكريس لصمود ريف حلب الغربي اي الفوعة وكفريا ، وهذان انجازان متزامنان في آن واحد على خلفية التغيير التركي القادم بعد الانتخابات التي ستصبح قيمة كل ذلك اكبر بكثير .
القسم الثاني : زيارة نتنياهو الى موسكو وواشنطن
اشار الاستاذ ناصر قنديل في هذا القسم الى اتجاهات الموقف الاسرائيلي ، هنالك مجموعة معطيات واسئلة ، السؤال الابرز اذا كانت كل المسارات التي نشهدها على مستوى المنطقة تقول انه ثمة ما يحضر على كل هذه المسارات باتجاه خطوط التسويات واذا كان كلام كيري هو اخر القول فيما يتعلق بسورية قد حسم النقاش حول ان الحل السياسي في سورية هو الطريق ولا بديل عنه ، وهذا الحل لروسيا لها دور حاسم فيه بعد وجودها العسكري على خلفية كل مواقفها السابقة ، وايران ايضا لها دور حاسم بعد التفاهم حول ملفها النووي ، وهذا الحل السياسي كان الخلاف مع روسيا وايران حول دور الرئيس الاسد ، فقد سلم كيري بدور الرئيس الاسد ، حل سياسي في اوكرانيا واليمن مع الملف الاضخم في المنطقة الملف النووي، فهذه حلول سياسية ستخرج قوى المقاومة مرة اخرى في موقع القوة ، فماذا ستفعل اسرائيل فهل يمكن ان تتحمل هذا الوضع ، فإسرائيل تترقب وتعرف ان الحرب ليست في صالحها فمنذ عملية القنيطرة ورد المقاومة الرادع في مزارع شبعا ، وهم يعلمون منذ صمتهم على تنامي الملف النووي الايراني وتقدمه وصولا الى اعلى درجات الانجاز، وهم يعلمون من عجزهم عن المداخلة العسكرية الواسعة النطاق في سورية ان الحرب ستجلب الوبال عليهم ، لذلك لا يمكن ان يفكر الاسرائيليون بالحرب بالتالي هم ليسوا مشمولين بالتسوية وليسوا قادرين على الحرب ، فهم لديهم ثلاثة مسارات افتراضية ، المسار الاول التركي اي دولة غزة بالتفاهم مع حماس اي خمس وعشرين سنة بالهدنة دون اطلاق نار بمعنى المقاومة انتهت مقابل مطار او مرفئ ، واغراق غزة بمال القطريين واستغلال معاناة الشعب الفلسطيني في غزة بالحصار والضيق وغيرها من مشاكل صحية والبطالة لكي تقبل بالخيار الذي عرض عليها ، وهذا الخيار بالنسبة للإسرائيلي انجاز تاريخي يستدعي تصفية الجهاد وضرب فتح ويستدعي كلفة تهويد الضفة والقدس بمناخ شعبي غاضب ، ونسيان قضية اللاجئين وتدمير عين الحلوة وتهجيرها بعد ان دمر اليرموك وهجر اغلبه بالإضافة الى اغضاب مصر بما لها من تأثير ، فالإسرائيلي صرف النظر عن ذلك ، اما الخيار الثاني عند الاسرائيلي هو التعايش والقبول فهو ليس جزء من التسوية وعاجز عن الحرب ،و الخيار الثالث هو استعجال الحاق اسرائيل بالتسويات فكيف تصل ان تفرض شراكة اسرائيلية في الحل والتسويات من دون ان تذهب الى الحرب وهذا السؤال الذي وضع على طاولة البحث الاستراتيجي في اسرائيل ، فالحرب لها شروط وشرطها الاول هو الحماية الخارجية من قبل امريكا او بريطانيا ، ثانيا يجب ان تكون الحركة الصهيونية شريك اي هذا المجموع اليهودي المنتشر في العالم والمنظم بالحركة الصهيونية ، الشرط الثالث هو الجسر الجوي وامداد بالسلاح والذخيرة المتطورة ، بالتالي لا يستطيع الاسرائيلي بالذهاب الى حرب بما لديه فقط في مستودعاته من المخزون فعلى الجسر الجوي الامريكي ان يقوم بتعويض ما تفقده اسرائيل في ساحات القتال سواء من آليات تدمير او من ذخيرة تستهلك ، لكن وبصورة خاصة من صواريخ الطائرات والقذائف النوعية للدبابات والمدفعية ، بالتالي من دون هذه الشروط الثلاثة لا يوجد حرب ، فهذه مخاطرة لا تملك اسرائيل قدرة التحكم في مسارها ، ولكن الخيار الثالث الذي نشهده في الميدان ( التحمية ) من خلال الاشتباكات بين المواطنين العرب و المستوطنين الصهاينة عنوانها القدس والمسجد الاقصى فيرتفع مستوى التوتر في كل انحاء الاراضي الفلسطينية ، وفي توقيت مدروس ويكون الاسرائيلي على يقين بأن ليس هنالك حرب تشن عليه فهو ضامن اذا وقع حادث كبير يعادل حربا وليس بالحرب فأن مجلس الامن سيضع يده على الامر ، فالإسرائيلي يسعى الى 1701 على كل الجبهات ، مضيفا ان اتفاق يحمي اسرائيل ووقف القتال هو بالنسبة للإسرائيليين افضل بكثير من اتفاق سلام فهذا تحول استراتيجي في العقلية الاسرائيلية ،
الاسرائيلي يريد ان يضمن ان هذا لا يشجع سورية وايران الى التفكير بالمبادرة الى الحرب وهو يعلم انه سيرتكب شيئا ما قد يجعل خيار الحرب مطروحا على الطاولة ، وسيذهب الى امريكا ويقول اذا حدث هذا الشيء فان امريكا سوف تكون جاهزة للتحرك السريع من اجل ان ينعقد مجلس الامن ويتخذ قرارات بالفصل وفك الاشتباك وتعميم نموذج 1701على جبهتي الجولان وغزة ومعهما القدس ، والحدث الذي يمكن ان يقلب المعادلة هو التهديد بالمسجد الاقصى ، الاسرائيلي الان يطلق يد المستوطنين للعبث والتخريب في المسجد الاقصى ويرفع وتيرة الاشتباك من العرب المواطنين وبين الصهاينة من المستوطنين من اجل ان تصل الامور الى لحظة ما وذلك خلال ثلاثة اشهر يصبح فيه الغليان على اعلى درجاته ليصل الى حدث مزلزل سيكون المسجد الاقصى عنوانه.
القسم الثالث : لبنان
تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان كل حدث في لبنان له علاقة بالأمن او له علاقة تتصل بالمواقع السيادية المقررة اي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقيادة الجيش يجب ان نتذكر عن البلد الذي يحتضن الجسم الاعظم للمقاومة في العالم العربي اي حزب الله فهذا الجسم المؤرق لإسرائيل وبسببه يتهدد امن اسرائيل وهذا الجسم الذي يحمل على عاتقه مسؤولية القيمة المضافة في الحرب على الارهاب هو الجسم الذي يلحق الهزيمة بأجسام القاعدة التي اريد لها برعاية امريكية وبتمويل سعودي وبحضانة تركية وبدعم اسرائيلي ان تغير وجه المنطقة ، اذا هو في عين الاستهداف المباشر ، لا يجوز ان يضحك على عقولنا بالقول ان ثمة شيء يمكن ان يمس الامن في لبنان وله صفة الاستدامة والصيرورة يمكن ان يطال التأثير على مواقع السيادية المقررة في لبنان في تقرير مستقبله , متابعا انه في انعقاد خطوط التسويات كل شيء يتوقف على هذا الجسم الذي يشكل القيمة المضافة للمقاومة بوجه اسرائيل وللحرب على الارهاب ، فالمطلوب ما بعد التسويات ان يكون حزب الله طليق اليدين مؤسسا على طرق الانتصارات وقادر على ان يراكم على مزيد من اوراق القوة وعلى التهيؤ لاستحقاقات القادمة سواء بعد الحرب على الارهاب او بعد المواجهة مع اسرائيل ، المطلوب ان يكون تحت ضغط الاحتياجات وضغط مشاكل وارباكات ومضطر ان يساوم ، وستكون المحاولة هي الا يخرج حزب الله من هذه التسويات وهو يشعر بانه مرتاح ومطمئن وواثق من ان بنية خلفية في لبنان قد انشئت تكون حامية له .
وأشار قنديل ان الذي يرسم مسار انفجار الغضب الشعبي هي وسائل الاعلام ووسائل الاعلام الممولة قطريا تقف ورائها ، فهنالك من الواضح ايادي تريد ان تكون اداة ضغط .
وهنالك مشروع وهو المرشح العماد عون وهو مرشح مفهوم الرئاسة التي تستطيع ان ترضي المسيحيين وتطمئنهم الى ان ما يسري عليهم يسري على غيرهم ، وبالتالي هم جزء من معادلة واحدة مع سائر الشركاء في البلد ، بالتالي يلبي طلبين طلب الاطمئنان للمقاومة وطلب الاطمئنان للشارع المسيحي ،وواضح ان لديه خطة ايضا رفع السقف السياسي والتأكيد على التمسك بالترشيح ورفض المساومة على هذا المبدأ والابتعاد عن طاولة الحوار منعا لاستنزاف والتحضير للشارع للمزيد من الجولات التصاعدية ، فهذان المشروعان مع الحراك في الشارع ومع طاولة الحوار تشكل اجمال المشهد ، وفي مواجه هذا قال قنديل اننا ندعو الى عدم الوقوع في وهم عنوانه (شاركوا في الحراك) فهذه لعبة سطحية غبية
موجها الى الشيوعيين اذا هم ارادوا ان يكونوا جزء من عملية التغيير المقبلة فموقعهم الطبيعي هو التحالف على برنامج وجوهر هذا البرنامج هو قانون انتخاب على اساس التمثيل النسبي دولة الرعاية الاجتماعية التي تعزز ضمانات لذوي الدخل المحدود دولة القطاعات الانتاجية على حساب الريع العقاري والمصرفي .
تحرير: بشرى الفروي
2015-09-22 | عدد القراءات 3073