اليمن يحسم
مقدمة نشرة توب نيوز روزانا رمال
بدا للكثيرين من المراقبين مع بدء العدوان السعودي على اليمن أن الحوثيين قد فتحوا على أنفسهم أبواب جهنم ، فاليمن ليس سوريا حيث تصمد الجماعات المسلحة بوجه جيش الدولة لأن حدود سوريا مفتوحة على خمسة إتجاهات من تركيا ومن الأردن ومن قوات داعش في العراق ومن حدود لبنان ودعم تيار المستقبل هذا عدا عن الدعم الإسرائيلي المعلن ، ومن وراء الحدود إمداد مالي وتسليحي لا ينقطع عدا عن تدفق المسلحين بعشرات الآلاف من تنظيم القاعدة ، بينما اليمن محاصر من كل إتجاه برا وبحرا وجوا بالسعودية ، والسعودية تملك قدرات مالية لا تنضب وبالتالي لا مشكلة لديها في حشد السلاح والرجال من جيشها و جيوش غيرها بقوة هذا المال ومعهما تحشد الدعم الذي تجلى بقرار من مجلس الأمن لم يستطع الروس منع صدروه رغم أن غطاء الشرعية الذي تسترت به السعودية يعود لرئيس هارب من بلده ولم يقف يدافع عنه جندي من جنوده حاله كحال زين العابدين بن علي وحسني مبارك ، وليس كحال معمر القذافي الذي إستصدر ضده قرار برر تدخل الناتو رغم بقاء جزء من شعبه وجيشه معه ، بينما ذهبت السعودية إلى مجلس الأمن تطلب قرارا معاكسا للشرعية يدعو لإسقاط الرئيس بشار الأسد وهو الشرعي فعليا وليس بقياس منصور هادي ، وهو الذي وقف معه اغلب شعبه ولا زال جيشه يقاتل دفاعا عن شرعيته وعن دولته . وفقا لهذه الفوارق التي تظهر قوة السعودية وصعوبة صمود الحوثيين صاغ الكثيرون إستنتاجاتهم بأن السعودية ستنتصر وأن الحوثيين سيهزمون شر هزيمة . دارت رحى الحرب وإستخدمت السعودية كل ما لديها من قوة ، وبطش ووحشية ، ودمرت جسور ومنشآت ومدن و مبان سكنية وسقط آلاف الشهداء وعشرات ألوف الجرحى ، وبقي صمود الحوثيين أسطوريا وبقيت سيطرتهم على المدن والمناطق التي دخلوها فأثبتوا ان من يقاتل معهم ليست عصبية مذهبية بل وطنية يمنية عابرة للطوائف والقبائل والأقليم . قام السعوديون بإنزال قواتهم وقوات الإمارات مزودين بكل السلاح من المدرعات الحديثة ودبابات الأبرامز الأميركية وطوافات الأباتشي ودخلوا مدينة عدن وسط مناشدات للحوثيين بمنح السعوديين فرصة حفظ ماء الوجه لوقف العدوان فظن السعوديون أن جبروتهم ينتصر وتوسعوا نحو تعز ومأرب وأعلنوا الزحف نحو صنعاء . منذ شهر والسعوديون يتجرعون الكأس المرة ، فتحترق دباباتهم في كمائن دبابير الكورنت ، ويسقط منهم القتلى والجرحى ويوم تجمعوا في المعكسرات تفجرت الصواريخ وسقط المئات قتلى وجرحى في موقعة صفار ، وتساقطت الصواريخ البعيدة المدى خلف الحدود وأصابت القواعد الجوية والبحرية السعودية . التظاهرات التي خرجت في صنعاء بمئات الآلاف تقول أن الشعب اليمني بكل طوائفه وحزم أمره بسلوك طريق النصر وأنه يقف وراء قيادته في هذه الحرب وأن ما أعلنه السيد عبد الملك الحوثي عن بدء التوغل البري في السعودية يعبر عن رأيهم ولم ينسوا ولم ينس زعيمهم أن العنو ان والبوصلة هما فلسطين وأقصاها
2015-09-22 | عدد القراءات 2580