من كومفوشيوس إلى آل سعود الكعبة قبلة أمة محمد لا المتأمركين .... مقدمة نشرة توب نيوز بقلم سعد الله الخليل

للعام الرابع على التوالي يغيب الحجاج السوريون عن مشاركة إخوتهم في الإسلام بأداء الركن الخامس من أركان الإيمان بعد أن قررت مملكة آل سعود المستثمر الحصري للديار المقدسة منع السوريين من إتمام شعائرهم الدينية وقررت الاستثمار السياسي في ما هو ملك الله عز جلاله , وأضافت إلى قائمة المنع جيرانها اليمنين خصومها  الجدد الذين صنفتهم في خانة أعداء الدين رغم عقود من الجيرة والسيطرة على قرار بلدهم ومقدراتها , وكأنها لم تكتف طوال أشهر بأطنان البارود التي رمتها على الشعب اليمني , بل أصرت أن يستقبلوا العيد بمجازر مزدوجة من الجو وعلى الأرض تفجير مزدوج في أحد بيوت العبادة بالعاصمة صنعاء ليترك بصمة آل سعود الدموية على أجساد اليمنين.

حول آل سعود موسم الحج إلى مناسبة لإثارة الفتن الطائفية من منبر جبل عرفة وما يمثله لدى المسلمين من مكان جامع لمفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ , حيث وصف الحوثيين بالجماعة المجرمة الآثمة الظالمة ، والتي تحمل فكراً خبيثاً بما يخالف تعليمات الجهات الرسمية في السعودية لحجاج بيت الله الحرام توجيهاتها , بعدم استخدام هذه المناسبة في القضايا السياسية كما حصرت حج السوريين بمن يختارهم الائتلاف المعارض المعروف بولائه السعودي التركي.

لم يكتف آل سعود بالاستثمار السياسي لموسم الحج بل يعول عليه لجني مكاسب اقتصادية على أمل تعويض خسائرها  جراء خفض أسعار النفط , ولتعويض جزء من تراجع الاحتياطي المالي السعودي والبالغ 60 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية حيث يأمل آل سعود أن تدر مواسم الحج والعمرة ما يعادل 16 مليار دولار فيما تخطط المملكة لرفع تلك الأرقام مع انتهاء مشاريع توسيع الحرم المكي لاستقبال عدد أكبر من الحجاج بما يرفع أرباحها ومنافعها الاقتصادية لتعيد تدويره في معامل السلاح الأميركي لخدمة أهدافها في قتل المزيد من السوريين واليمنين.

من قبيل الصدفة أن يتزامن موسم الحج لهذا مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة وربما من المفيد أن يطلع آل سعود على تجربة العلاقات الاقتصادية والثقافية الصينية الأميركية , ونجاحها ببناء جسور ثقة رغم الخلافات السياسية والايديولوجية فحين ينجح الشيوعي الكافر من وجهة نظر آل سعود جين بين ببناء شراكة مع الأميركي البعيد كل البعد عن الأديان ويقر بأنه ربما لا تكون الدول المختلفة لديها نفس الحلم أو نفس الطريق لتحقيقه بالضبط بسبب اختلافات في التاريخ والثقافة والتنمية، فإن جميع الطرق تؤدي إلى روما , فإن في ذلك درس للملكة لتفتح طرق مكة أمام أبناء أمة محمد بغض النظر عن الخلافات في السياسة والاقتصاد وغيرها من القضايا الخلافية

ربما يصعب على مملكة قائمة على احتكار الدين أن تمنح ما لقيصر وما لله , كونها تربط بين قيصرها خادم الحرمين الشريفين والله , ولكن أضعف الإيمان ألا تجعل من كعبة المسلمين التي توحد أمة محمد حكراً على الدائرين في الفلك السعودي ..... من كومفوشيوس إلى آل سعود الكعبة قبلة أمة محمد لا المتأمركين  .

2015-09-24 | عدد القراءات 2362