بشكل مفاجئ دخلت روسيا الاراضي السورية بزخم عسكري معنوي اكثر ما هو فعلي امام العالم لاعلان موقف اعقب كلامها الحازم حول دعم القيادة الروسية للرئيس السروي بشار الاسد و على ما يبدو لم تدخل روسيا على خط الازمة السورية مباشرة لولا عدة امور ابرزها شعورها بالارتياح لوضعها و ظرفها الحالي في ازمات عدة لم تعد تشكل اليها خطرا و عقدة كانت تمنعها بالتحرك المباشر تجاه سوريا لانها تدرك انها كانت كلها عبارة عن عوائق من اجل ابعادها عن التدخل بالملف السوري و دعم الاسد ابرزها الازمة الاوكرانية.
لم تتوانى روسيا عن تقديم الدعم لسوريا بالمحافل الدولية و بالمقابل لم تتواني الولايات المتحدة عن فتح ملفات تزعج روسيا و تؤثر عليها بالقرارات الاستراتيجية منتظرة التغير بالموقف الروسي عكس الصورة السائدة في المشهد الدولي و هو انتظار التغيير من الولايات المتحدة فواشنطن تدرك ان لا شيئ يمكن تنفيذه في سوريا من دون تغير بموقف موسكو و بكين من بعدها خصوصا لناحية السعي للحصول على قرار دولي في مجلس الامن على غرار القرار المتعلق بليبيا و الذي ادركت روسيا خطورة قبولها بالتصويت عليه و خسارتها التي لا تنوي تكرارها.
مسؤول روسي رفيع المستوى اكد ان امن روسيا و امن سوريا و ان امن سوريا هو امن روسيا القومي و ان الارهاب في سوريا يعين ارهاب في روسيا و كل اوروبا و ان سوريا هي البوابة التي يجب اقفالها كي لا ينتقل الارهاب منها الى كل العالم و بالتالي فان تقدم روسيا نحو سوريا لدعمها عسكريا ليس سوى رسالة كبيرة الصدى بهذا الاطار .
نقلت روسيا الاشتباك مع سوريا الى اشتباك معها و استهداف سوريا الى استهداف لها و بالتالي يبدو واضحا ان القرار الروسي بالتواجد على الارض السورية احدث موجة قلق كبرى فتركيا تعرف ان روسيا اليوم اصبحت على حدودها و ان العبث بات اصعب و اميريكا تعرف ان التواجد هذا تحدي لخطة مكافحة الارهاب و رسالة صارخة بفشل التحالف الدولي عن التقدم بهذا الاطار و ان هناك تنسيقا ضروريا اوجدته الخطوة الروسية مع الاميريكيين بشان سوريا و الذي يعني بطريقة او باخرى تنسيق غير مباشر اميريكي مع سوريا و كل هذا استدعى تبدلا سريعا بالمواقف..
سلسلت تراجعات بالمواقف السياسية لناحية بقاء الاسد و القبول فيه بعد ان كان الحديث يتمحور حول استحالة قبول اي دور له في سوريا مستقبلا و اخرهما تراجع فابيوس و اردوغان بالقول ان لا مانع من دور له في المرحلة الانتقالية و هم يدركون انهم غير قادرين على التاثير بعد المرحلة الانتقالية التي من المتوقع ان تفرز انتخابات تعيد اختيار الاسد و هم يدركون هذا لكن رفع سقف مطالبهم في بداية الازمة وضعهم امام هذا التازم بالمواقف امام شعوبهم.
من اسبانيا للنمسا لبريطانيا لاميركا و فرنسا فاردوغان تركيا لم يعد الموقف هنا خصوصية علاقة مع سوريا كما قيل عند تصريح وزير خارجية اسبانيا من طهران حول ان الاسد هو القوة الشرعية الوحيدة في سوريا انما انقلاب موقف
ليبقى السؤال هل هناك فعلا فرق بين القول بالتفاهم مع الاسد والقول "لا للاسد" لكن لا مانع من دوره بالمرحلة الانتقالية و معروف الاجماع ان الفترة الانتقالية ستحمل انتخابات في سوريا وهل يضمنون سقوط الاسد بالانتخابات ولهذا السبب يقولون " لا مانع من لدور له بالمرحلة الانتقالية ؟
انهم يسلمون بل يستسلمون... و يبدو ان هناك استراتيجية تتقهقر و استراتيجية تتقدم في هذه المنطقة ..
2015-09-25 | عدد القراءات 2735