روسيا دخلت القمة من بوابة التموضع في سورية الى معادلة صياغة نظام عالمي جديد ،

روسيا دخلت القمة من بوابة التموضع في سورية الى معادلة صياغة نظام عالمي جديد ، التلكؤ السعودي بالاعتذار والتأخير بالمشاركة بالتحقيق في حادثة موسم الحج يزيد من درجة الارتياب بأن السعودية شريك في تدبر مؤامرة

تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان محاولة رسم سياقات تؤدي الى استنتاجات ومحاولة التقرب من الواقع للفهم اكثر ، ورؤية الافاق انطلاقا من اليقين بأن الحقائق والوقائع التي يفرضها محور المقاومة  وحلفائه على مستوى المنطقة منذ بداية الازمة وهو مصدر ثقة بأن الامور سوف تكون في خواتمها .

هنالك ثلاثة اقسام القسم الاول : ما يجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يجمع الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاللقاء المفترض الذي سيكون قيد الانعقاد ومن المتوقع ان يكون هنالك لقاءات اخرى بينهما قبل ان يغادر الرئيس بوتين نييووك ، وهذا اللقاء ليس من اللقاءات العابرة التي تجمع الرئيسين  . هنالك صراع مفتوح بين روسيا وامريكا له عناوين  متعددة . اما القسم الثاني : فهو الدينامية المستجد التي ولدته كارثة العلاقات السعودية الايرانية ، فهل يمكن الخروج منها بأمان ، وهل يمكن اعادة فتح مسار التفاوض بين السعودية والايران كطرفين  متقابلين على مساحة المنطقة وتعقيداتها وتناقضاتها ام اننا دخلنا بسبب مصادفة او عمل مدبر،  ونتوقع المزيد من التصعيد والمزيد من عناصر التجاذب وبالتالي انسداد الافق امام امكانية الوصول الى التسويات . القسم الثالث : الحوار الذي قدمه سماحة السيد حسن نصر الله لقناة المنار والذي تطرق من خلاله للكثير من العناوين الاقليمية والدولية والمحلية ولكن الاهم ان نقرأ ردود الفعل من الاسرائيلي والسعودي والكلام اللبناني الذي صدر عن النائب سعد الحريري.  

القسم الاول : العلاقة الروسية الامريكية

تحدث الاستاذ ناصر قنديل ان العلاقة الروسية الامريكية منذ عام 2000 في هذا العام دخل الى البيت الابيض  المحافظون الجدد مع خطة طموحة للسيطرة على العالم وهم لم يخفوا هذا على الاطلاق ولم يمارسوه في السر على الاطلاق ، فهم قالوا علنا انهم يريدون ان يحكموا العالم وقالوا ان حكم العالم يبدأ من حرب افغانستان والعراق والسيطرة على احواض النفط وممراتها المائية والبرية ، وضرب سورية ومحاصرة ايران ، لكنهم قالوا بالغة المباشرة ان اقصاء روسيا عن المسرح الدولي يشكل هدفا اول لهذه السياسية ، وذهب جورج بوش ومعه المحافظون الجدد الى النهاية في هذا الخيار فكانت الثورات من جورجيا واوكرانيا ومحاولة الدخول ما يسمى بالحدائق الخلفية  لروسيا والعبث داخل دول الاتحاد الروسي ، وتسليح وتحرك الارهاب ، ومحاولة لإضعاف  الامن الروسي من مواقع مختلفة ، بالتالي كان من عناوين الخطة والتي بدأت من مطلع القرن الواحد والعشرين ومنذ عام 2000 ووصول المحافظون الجدد الى الحكم في البيت الابيض تطويق روسيا واخضاعها ، وكما يعرف الامريكيون ان ما وفره عهد "بولس يلسن " في السلطة من انهاك لروسيا وتهميشها بدأ وصوله مع صعود نجم "فلاديمر بوتين" الذي تولى المسؤولية الاولى في الدولة الروسية بالتزامن مع وصول المحافظين الجدد ليبدأ سباق السياقات ، سياق محاولة اعادة فرض روسيا لاعب حاسم على الساحة الدولية و اعادة تجميع عناصر القوة الروسية الاقتصادية والسياسية الاجتماعية الثقافية والبحث عن عناوين ومفاهيم للأمن القومي الروسي وفي نظرتها للعلاقات الدولية ، هذا النهوض الروسي متزامن مع مشروع انقضاض على روسيا ، المحافظون الجدد الذين يتحدثون بأن لا مكان لروسيا في صناعة القرار على الساحة الدولية وترجم هذا بشكل مباشر في توسيع الحلف الاطلسي من جهة والدرع الصاروخي من جهة اخرى فبعد احتلال العراق  قيل لروسيا بالغة  المباشرة ان لا مكان لكي في الشرق الاوسط وهذا اخر المعاقل الروسية وتخرج منه روسيا وهي مكسورة الجانح ، وبالتالي كان الاعداد للحقبة الثانية ما سمي بالربيع العربي فكان الحرب على ليبيا والتي كسر فيها دولة كانت تشكل عنوان من عناوين الصداقة مع روسيا وبالمقابل بدء الاعداد للحرب الاكثر شراسة التي تريد ان تنهي اي نفوذ وحضور واي امتداد لروسيا على مساحة الشرق الاوسط وعلى حوض البحر المتوسط تحديدا وتستبق الخروج الامريكي من افغانستان والذي يتيح لروسيا فرصة ذهبية بالتواصل البري مع طرفي المثلث لعمالقة  اسيا الصين ايران روسيا ، ودعم  نظام "ببرك كارمل "في افغانستان وردت عليه امريكا بدعم القاعدة لإسقاط الحضور السوفيتي لتبقى افغانستان نقطة الفصل بدلا من ان تكون نقطة الوصل ، وفيما روسيا تستعد لما بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان بدأت الحرب على سورية لقطع الصلة والجسر الذي يمكن ان يوصل من الصين ومن روسيا عبر ايران العراق سورية الى البحر المتوسط ، اسقاط سورية كان جزء عضوي وحيوي من منهجية الحرب لتطويق واخضاع روسيا وهذا لم يكن غائب عن ذهن بوتين ولا القيادة الروسية ، الاصرار الروسي للوقوف الى جانب سورية كجيش ورئيس فكان هذا عبارة عن اشتباك عالي الوتيرة ،  والاستخدام التي مارسته امريكا للإرهاب من خلال تصعيد عمليته تستهدف روسيا وذلك بواسطة  دور معروف ومشبوه لبندر بن سلطان عندما كان رئيس للمخابرات السعودية ، وحرب الاسعار في النفط والغاز ، وحرب اوكرانيا من اجل تطويق روسيا واستدراجها ، والرد الروسي بالقبض على جزيرة القرم وامداد المقاومين في شرق اوكرانيا . فنحن نأتي الى لقاء القمة بين اوباما وبوتين بعد مبارزة مفتوحة بين  سياقين : سياق يقول ان لا مكانة لروسيا في  معادلة النظام العالمي الجديد القائم على الاحادية القطبية التي تمثلها المصالح الامريكية ، والقبضة العسكرية الأمريكية وعلى روسيا ان تنكفئ نحو داخل حدودها . اما السياق الثاني فلم يكتفي فكان التطلع الذي يعبر عنه الرئيس بوتين قول ان روسيا تملك في الجغرافيا والمساحة والمقدرات والثروات الطبيعية وتملك على المستوى التقني وغيرها ما يلزمها بان تتصرف كدولة عظمى ، وكان يقول "بوتين" انه عليكم ان تدركوا بان التخلي عن الحلم الروسي هو خيانة  ، وبالتالي رفع بوتين التحدي الى هذا المستوى وجند كل طاقات روسية لحساب هذه الرؤية الطموحة ، وقال بوتين ان ما نقدم لسورية وايران من تضحيات هو مساعدة كي يبقوا واقفين على اقدامهم لان الحرب ستستفرد بنا ان لم يكن هنالك حلفاء يخوضونها على جبهاتهم ، فايران كدولة اسلامية تنظر الى استقلالها كقضية وتحدد هويتها ، وكل الدول التي تخوض حروبها من اجل تثبيت استقلالها تتقاسم مع روسيا الاكلاف التي لابد من دفعها ومن اجل ان لا تبقى امريكا مستبدة بقرار العالم ، ويقول بوتين ان ضمانتنا الوحيدة هي ان نتحقق من ان امريكا لن تكون قوية كفاية لتفرض منطقها في العالم ، لان لا ثقة بالتعهدات الامريكية ولان امريكا تعمل بلا اخلاق في السياسية ، وبالتالي على روسيا ان تكون اقوى ليكون حلفائها اقوى ولتفرض عبر معادلة القوة على امريكا ان ترضى لحسابات جديدة ، هنالك نظام عالمي جديد كان يسعى الامريكيون لصنع هوية له تقوم على احادية قطبية امريكية محورها تهميش واقصاء روسية ، ومفهوم اخر لنظام عالمي جديد تقدمه روسيا وكان يقوم على التعددية القطبية ويقوم على منع امريكا من التفرد واستنهاض قوى الاستقلال ومواجهة الهيمنة في العالم وعلى تشبيك مع هذه القوى لصناعة جسر حديدي لذلك تخطت روسيا خلافاتها مع الصين وتخطت المتمايزات بينها وبين ايران وتخطت العقبات دون ان تكون جزءا من معادلة ثبات ، وانتصار وصمود سورية وهي الان تفرض قمة من نوع خاص وتفرض جدول اعمال لهذه القمة،  وهذه القمة ليس مقدرا لها الا النجاح لان الامريكي الذي اضطر وفق ذات الحساب العجز عن الذهاب الى حرب والعجز عن تحمل كلفة المواجهة المفتوحة المدى مع ايران وسلم بالتوقيع على التفاهم النووي مع ايران ، والاقرار بان روسيا شريك لا يمكن تجاهله في المعادلة الدولية . فروسيا من خلال التموضع الاستراتيجي في سورية والتي امسكت  بأمن البحر المتوسط وحققت عبره حلم تاريخي للروس وهو التواجد في المياه الدافئة وهذا لم يحدث ايام الاتحاد السوفيتي ، فهي  موجودة بقوة في سورية وبصفتها سند للشعب السوري في الحرب التي يخوضها ،  فروسيا الان تمسك بأمن المتوسط لذلك كانت المناورات بالصواريخ على البحر المتوسط والمناورات بالطائرات في سماء سورية ، حرب الارهاب سوف تدخل عليها تعديلات جوهرية بعد التواجد الروسي في سورية وبالتالي على امريكا ان تختار احد امرين اما ان تنكفئ نحو الساحة العراقية بحربها مع داعش باعتبار علاقتها في الحرب عبر العراق مع الحكومة العراقية تجعل حربها شرعية وقانونية بينما تجاهلها للحكومة السورية يجعل حربها في سورية غير شرعية مقابل تعاطي روسي مع الحكومة السورية يمنح هذه الحرب شرعية وقانونية في سورية او ان تختار التشبيك مع روسيا على مساحة الحربين ضمن  مفهوم دولي جديد في قلب منظومة الامم المتحدة . دخلت روسيا هذه القمة من بوابة التموضع في سورية الى معادلة صياغة نظام عالمي جديد ، فالمشهد في الحرب على الارهاب يقول للأمريكي ان الجبهة تكتمل وعليكي ان ترتضي  ان تكوني جزءا منها او ان الخروج منها ، والان مشروع بوتين ينتصر ومشروع الامبراطورية الامريكية يهزم شرا هزيمة وبوتين الان يضع شروط المعادلة الجديدة على المستوى الساحة الدولية لولادة نظام عالمي جديد بمواصفات تلبي تطلعات روسية لمكانتها ودورها على مساحة العالم والمنطقة .

القسم الثاني : العلاقة السعودية والايرانية

أشار الاستاذ ناصر قنديل اننا  نحن امام مأساة وكارثة حلت بإيران وادت الى مقتل اكثر من مئة من كوادرها القياديين وفقدان عدد موازي وهذا الامر غير عادي بالنسبة لدولة مثل ايران ، الذي حدث مع الوفد الايراني والذي خسر جزءا اساسي من كوادره ، فهذا  يطرح  الكثير من التساؤلات  المستوى الاول السعودية تصرفت كمن اقام وليمة  ودس السم في صحن خصمه بين الضيوف ، فمسؤولية السعودية عن موسم الحج استعملت من اجل عمل استخباري عدائي ومكيدة انتقامية لإيران هذه الفرضية الاولى ، الفرضية الثانية هي ان تكون قد زود المخابرات السعودية المخابرات الإسرائيلية بلائحة بالوفد الايراني ، اما الاحتمال الثالث قد يكون الحادث قدر او ناتج عن استهتار واهمال سعودي وفشل في ادارة وتنظيم المسؤولية عن موسم الحج ، وأشار قنديل ان الايرانيين ارتكبوا خطا تكتيكي بزيارتهم ككوادر قيادية  لموسم الحج وخصوصا في الظروف التي تمر بها ايران  ، متابعا  ان من حق ايران ان تبدا بالتفكير بالأسوأ بمعنى من ان هنالك شيء قد دبر ضد حجاجها وخصوصا انهم على هذا المستوى من الاهلية والمواقع ، فمن واجب السعودية ان تبدا بتعزية والاعتذار للقيادة الايرانية لأنه اذا كان جرما فقد وقع على ارضهم واذا كان حادثا فقد كان من وراء فشلهم واستهتارهم ، فايران ليست ملامة اذا اتهمت السعودية ، والسعودية اذا دافعت عن نفسها دون ان تبدا بالاعتذار والتعزية فلا حق لها في ان تتنكر للمسؤولية ، واذا قالت السعودية بان الذي جرى قضاء وقدر وتريد ان تقدم بادرة حسن نية في ظل الغضب من هذه الحادثة فيجب ان تقوم بالتحقيق فكل تلكؤ سعودي بالاعتذار والتأخير بالمشاركة بالتحقيق  فهذا يزيد من درجة الارتياب بأن السعودية شريك في تدبر مؤامرة ، وكلما تمادى السعودي بلغة الصد والرفض للتحقيق المشترك ستجبر ايران ان تذهب الى الاتهام ، فهذا يؤشر ان الرهان على جسر الهوى يصبح اصعب والرهان على التقريب وايجاد مناخات تسمح بفتح ملفات التسويات في المنطقة تصبح اعقد ، ولفت قنديل اننا سنكون امام فرضية المزيد من التوتر والتصعيد في لبنان بالتالي التجاذب الايراني السعودي الذاهب الى " الحماوة " يعني ان لبنان على ابواب المزيد من " الحماوة " لأنه امام سقوط اوراق السعودية بالتالي ابوابها ستكون مسدودة الا من اللبنانيين الذين يطيعونها وبالتالي سنكون امام مزيد من التصعيد في لبنان .

القسم الثالث : قراءة كلام السيد حسن نصر الله في حواره على قناة المنار

تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في كلام سماحة السيد  الى عدة نقاط النقطة الاولى ان المنطقة تدخل مرحلة تحالف جديد في مواجه الحلف التي اسسته واشنطن والتي تقوده في المنطقة سمته حلف الحرب على داعش لان حلف الحرب على سورية لم يعد قائم ، فحلف الحرب على داعش هو حلف القصف الجوي فهو عاجز على رؤية سياسية واحدة حول امن المنطقة وهذا الحلف يستثني اسرائيل التي هي الحلف الرئيس لأمريكا في الشرق الاوسط وحلف يستثني السياسة لأنه عاجز عن تقديم حلف في الازمة في سورية واليمن وعاجز عن حل الصراع في القضية الفلسطينية ، بالمقابل نحن امام حلف صغير لكنه متصل جغرافيا امام حلف متماسك ويملك قدرة التأثير ويملك الاتصال الجغرافي ، مشيرا اننا الان امام حلف اشد قوة روسيا قوة حاضرة مباشرة وايران بثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري والنووي حاضرة مباشرة ، والعراق قوة حقيقية متماسكة بمكوناتها الرئيسة تحت عنوان ومظلة عريضة للحرب على الارهاب وفي التكامل مع ايران وسورية وحزب الله القوة المضافة لحلف المقاومة في ميزان الردع الذي صنعه في وجه اسرائيل ، فالنصر الاتي في سورية ، في استشراف قائد المقاومة ، ليس الا اول غيث الانتصارات لان وجود حلف بهذا التماسك والتواصل الجغرافي والقدرات امام الحلف الاخر المتهالك والمتباعد والعاجز عن الرؤية السياسية، فهذا يعني سلسلة لا متناهية من الانتصارات. 

الاشارة الثانية هي ان ما يجري ويعد اسرائيليا على قاعدة المعادلة الاسرائيلية اعتبار الذي يقومه الان بالنسبة لإسرائيل نموذجيا اي التشتت والضياع العربي والقدرة على الاستفراد وبالمقابل القلق من  المعادلات الاستراتيجية التي تتأسس اي ان الزمن يضيق على اسرائيل بين واقع راهن ترتاح اليه ومستقبل تخشاه ، الخشية الاسرائيلية من اشعال ثقوب الحرب قائم لان ما بعده ليس ما بين ايديهم ، فتدمير الاقصى حدث دراماتيكي ينتج مفاعيل الحرب بدون ان تنشب الحرب ، فكلام سماحة السيد الذي قال اننا جزء من معادلة لا تستطيع المقاومة ان تقف مكتوفة الايدي تجاه اي خطر يتعرض له الاقصى ،واننا سنكون جزءا من اي حراك  سينشئ في المنطقة ، والإسرائيليين قرأوا بعضهم جزء من هذه الرسالة ، متابعا قنديل ان رغم كل ما يجري في لبنان ومحاولات الارباك والاستنزاف وكل الذي يجري في سورية ، على إسرائيل ان تضع في حسابها انه اذا ما تعرض الاقصى للتدمير او للعبث فأن حزب الله لو كان وحده سوف يكون معنيا بشن حرب كاملة وعلى إسرائيل ان تضع في حسابها ان هذه الصواريخ التي تختزنها المقاومة لن تترك لتصدأ من اجل ميزان ردع وهمي افتراضي والاقصى يتعرض للتدمير ، وهذا تحول اكثر من استراتيجي اذا اقدم عليه الإسرائيليون فالرسالة واضحة يجب ان يفهمها الإسرائيليون بأن العبث بالأقصى الى هذا المدى سيعني اشعال الحرب 

الرسالة الثالثة هي في الداخل السياسي اللبناني فمن الوضح ان سماحة السيد كان قاطعا في ترشيح العماد عون فالعرض  الذي يقدمه سماحة السيد للطرف الاخر هو الكتلة الاكبر لبنانية واشد استقلالية وليس جزء من محور داخلي فالطريقة التي قدمها سماحة السيد معادلة قراءته لترشيح العماد عون للرئاسة فهو يقول ان لا بديل عن العماد عون  رئيسا للجمهورية ، فحل سريع للرئاسة لا بد من التسليم بالعماد عون للرئاسة والبديل هو الانتظار الطويل ، واشار ان النسبية هي المدخل الذي يمكن الرهان عليه في اي عملية تصحيح واصلاح سياسي ، ودعي كل الاطراف الى ائتلاف اسمه حراك النسبية لكي تفرض كمدخل لعملية بناء النظام السياسي الجديد .

النقطة الاخيرة اشار الى بعض الحلفاء الذين تقدموا بحماس في مسألة الحراك  فيقول سماحة السيد ان حزب الله اذا تصدر هذا الصف ودخل بالتسميات فان 99% من التسميات عند تيار المستقبل وعندما يكون حزب الله هو العنوان فهذا يعني اشتباك سني شيعي . الرسائل التي حملتها كلمات سماحة السيد كانت اصابات مباشرة في التحديد الاقليمي عبر حلف جديد سيغير وجه المنطقة ، الداخلي عبر قانون النسبية هو مدخل للإصلاح السياسي الشامل في بنية النظام اللبناني اما بالنسبة لجماعة الحراك فمارسوا حماسكم ودعوا المقاومة في التزاماتها .

تحرير : بشرى الفروي

2015-09-29 | عدد القراءات 3329