استبداد الجغرافيا وذكاء التوقيت يصنعان نصر سورية

- يجمع علماء الاجتماع السياسي منذ إبن خلدون على أنّ التاريخ تكتبه الجغرافيا بقوة تشكل المخزون الحضاري لما يتجمّع عليها من موجات سكانية، تتشكل منها المدنية، والقصد هنا ليس نقيض العسكرية، بل إطارها المجتمعي، فالنسبة للمدن، وليست للترادف بين اللباسين المدني والعسكري، والمدنية هي الانتقال بالمجتمعات إلى السياسة، حيث القوانين والدواوين والحكم، والجغرافيا التي تستبد بالتاريخ وتصنع ملامح حركته، تستقوي بإرادة الإنسان في ترويض الطبيعة وكوارثها ومصادر هيمنتها بوفرة وشح الموارد وقسوة الطقس ومرونته، وملاءمتها لمراكمة الثروات والتعاقب السلس للفصول، وانتظام دورة الحياة الهادئة التي تتيح التنقل والتجمع، وبالتالي حركة الأسواق والتعليم والشرطة، وهي ملامح المدنية. والحروب بطبيعتها وأصل نشوئها، زحف الموجات البشرية من الأسوأ إلى الأفضل في الجغرافيا، ومخزون الموارد المتراكمة، وملاءمة الطبيعة للحياة الأشد وفرة وسلاسة واستقراراً وانتظاماً........تتمة

2015-10-08 | عدد القراءات 2174