منذ ان اندلعت المواجهات بين المستوطنين المتطرفين و بين الفلسطينيين جراء التصرفات الاستفزازية التي اظهرتها تل ابيب بالاتفاق مع التطرف الصهيوني توالت المعلومات المؤكدة ان اسرائيل تحاول الدخول على خط التسويات بالمنطقة بعدما ايقنت انها تتغير بسرعة و انها ليست الاولى على جدول اعمال الدول الكبرى بمعنى ان امكانية اقتناص فرصة حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بما يتناسب مع الاخيرة غير وارد بعدما فقد الاميريكيون الامل من اي تجاوب اسرائيلي كما اظهرت جولات كيري السابقة فاضطرت اسرائيل للدخول على واجهة الاحداث ..
هذا الدخول استدعى قلقا اسرائيليا اخذ نتنياهو نحو موسكو التي لم تكن قد حزمت حقائبها و توجهت نحو سوريا بعد محاولا الحصول على ضمانات عدم رد المحور الحليف اي ايران او حزب الله او حلفائهم في داخل الاراضي الفلسطينية من الفصائل على الاستفزازت القائمة لكنه لم يحصل على اي ضمانات و اليوم تشتد التطوارت بشكل اكبر يوما بعد يوم و تشير المعلومات الصحفية ان الملفت ان التحركات الشعبية ضد قوات الاحتلال هذه المرة ليست منبثقة عن فصائل منظمة لهذا الاحتجاج انما هي حركة عفوية ضاقت ذرعا مة ممارسات قوات الاحتلال و بالتالي فان زمان الامور قد افلتت هذه المرة من القبضة الاسرائيلية الى غير رجعة و هي التي لم تكن بوارد ان تصبح ازمة تطرف بامتياز .
الملفت ان نائب وزير الامن الاسرائيلي دعا المستوطنين الذي يحملون رخص سلاح الى عدم الخروج من منازلهم من دون سلاحهم و هذا الكلام يدل على نوايا داخل السلطة الاسرائيلية تاجيج الصراع اكثر فاكثر ضمن لعبة تصفية حسابات داخلية ايضا داخل الحكومة الاسرائيلية و اذا كانت اسرائيل تحاول اليوم الحصول على مكان لها في المعادلات الاقليمية الجديدة التي تطبخ على نار اميريكية روسية هذه المرة و اذا كانت اسرائيل غير مطمئنة للاتفاق الغربي مع طهران و غير مطمئنة لبقاء الاسد و اهتزاز الوضع بالمملكة العربية السعودية ,فان اختلاق الازمات في الداخل و اللعب بورقة الاقصى يحتم على اسرائيل تحمل اي رد فعل للفصائل الفلسطينية المقاومة خصوصا حركة الجهاد الاسلامي حليفة الايرانيين التي اذا رات في الرد مصلحة عليا فهي ستقوم به خصوصا
في ظل التواجد الروسي بالمنطقة الذي يقوي ورقة الحلفاء فهل تستطيع تل ابيب تحمل شن حرب بهذه الظروف هذه المرة ؟
هل يمكن لاسرائيل ان تتحمل حربا جديدة تحتم انهمار الصواريخ مجددا على الداخل ؟
اسرائيل اليوم امام تحدي اكبر من اي وقت مضى فهي الغير قادرة اليوم على رد الوضع الى ما هو عليه سابقا فانها غير مستعدة ايضا لتحمل ثمن باهظ لحرب ..
خلقت تل ابيب حدثا يفرض على العالم التدخل لكن ما يجري فاق التوقع و الشبان اليوم يقودون من دون قائد القضية الفلسطينية وضعت اليوم على نار حامية بخطيئة اسرائيلية اعتقدت انها قادرة على ان تحجز لها مكانة على طاولة التسويات و تعيدها الى واجهة الحدث و اذا بالفلسطنيين يسطرون اجمل مشاهد الثورات ..في ثورة الحقيقة الكبرى ثورة العرب الحقيقية ..
2015-10-09 | عدد القراءات 2236