قندبل: على السعودية ان تفهم المعادلة في سورية بأن الرئيس السوري باق فإما ان تكون جزءا من الحل او تكون خارج سورية

تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في هذه الحلقة  أننا نحتفل في مثل هذا اليوم بانطلاق شبكة توب نيوز وذلك بأول خدمة لها كانت على جهاز الموبايل ، في مثل هذا اليوم منذ 4 سنوات وصل الخبر الاول على شبكة الهاتف الخليوي في سوريا ل ربع مليون مشترك والرقم الان اقل من نصف هذا العدد بسبب الاعطال التي اصابت شبكة الهاتف ، والاشتراكات في مدن كبرى مثل حلب والرقة ودير الزور وحماه والقنيطرة  ، و لازالت الشبكة تحتل المرتبة الاولى بمسافة بعيدة بينها وبين من يليها في درجة الحب والثقة الذي يمنحهما المواطن السوري للشبكة ....

القسم الاول :

تحدث رئيس شبكة توب نيوز" انه في عام 1983 عندما كنا نخوض المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد المارينز واتفاق السابع عشر من ايار وضد نظام امين الجميل، وفي تلك المرحلة كنت أتولى مسؤولية التنسيق بين المكونات التي كانت تعمل في ساحة المقاومة والذين اصبحوا فيما بعد ضمن تشكيلة حملة اسمها المقاومة الاسلامية لحزب الله والذي كان  يتولى على عملية الاشراف على متابعته الشهيد القائد الحاج عماد مغنية ، والذين كانوا يعملون تحت عنوان حركة امل والافواج المقاومة اللبنانية وكان يتولى ادارتهم كل من الشهيدين "محمود فقيه ومحمد سعد" وبالاضافة الى مجموعات وطنية كانت على اتصال مباشر معي وتعمل بصورة خاصة في منطقة الزهراني والساحل الممتد بين صيدا وصور، وفي تلك المرحلة كنت اعتبر ان العمل العسكري هو القيمة المضافة التي يجب ان اشترك في صناعتها وادارتها وتقديمها ، وهذه مناسبة لاتوجه بالشكر والتحية لقادة كبار غادرونا كانوا سند وكان منهم الراحل "ابو موسى" القائد الاساسي لحركة فتح الانتفاضة  وكان في بدايات التأسيس عام 78 للمقاومة والشهيد الراحل "ماجد ابو شرار" ، وكان هذا العمل المقاوم هو الدأب والأساس والمهمة حتى انتصرت انتفاضة السادس من شباط ورحل المارينز وسقط اتفاق السابع عشر من ايار، وفي هذه الانتفاضة كان لي شرف ان اكون المؤتمن على التنسيق لأدير الاعلام وانسق المهام الامنية والعسكرية وأصوغ البيان السياسي ، وكانت ثقة غالية من الرئيس نبيه بري في تلك المرحلة اساس في ان اتولى هذه المهام ، ومن ثم كانت الفكرة الاولى ان القيمة المضافة باتت في مكان اخر وانه علي التفكير بأن تكون لهذه المقاومة ان تحقق الانجاز تلو الانجاز بصوتها وخطابها الاعلامي فكانت اذاعة المقاومة والتي تأسست علم 1948 والتي دعمها الرئيس نبيه بري يوم كان وزير للدولة لشؤون الجنوب وخصص لها موازنة 25 الف ليرة لبنانية كل شهر ، منذ تلك الفترة ادرك اهمية الحرب الاعلامية وادرك شخصيا بعد ان اديت مهمتي في العمل العسكري المقاوم اقتنعت بأن نقطة الضعف في جبهتنا المقاومة هي الاعلام ، عندما اندلعت الازمة في سورية لم يكن غائبا عني اهمية الاعلام بل كنت في قلب المعركة الاعلامية ، وبين عامي 2000و 2002 ناظرت اكثر من مئة شخصية ،وأي اسم في الخندق الذي كان يتموضع في مواجهة  سورية والعلاقة مع سورية ثقوا انه مر في جدول المواجهات والمناقشات والحوارات التي خضتها ، هذا الادراك العميق لمهمة الاعلام وفي الحرب الاعلامية كان بالمقابل وفي المعيار الاخلاقي لأداء الاعلام يظهر حاجزا وسدا كبيرا بيني وبين تحمل مسؤولية اصدار او تأسيس مؤسسة اعلامية حتى جاءت الازمة في سورية وقمت بما يجب ان اقوم به ، فقمت بجولة لمعظم المناطق السورية ، وقمت بأكثر من مئة محاضرة ، والتحدث مع الناس واطل عبر شاشات التلفزة حتى اب عام 2011 كان قد مر على الازمة في سورية قرابة 5الى 6 شهور وبدأت تتقطع اوصال المناطق وبدأت الاحداث الامنية تطل من وراء الجدار وبات واضحا ان ما يمكن فعله عبر التواصل المباشر قد انجز وكان لابد من التفكير بكيفية المساعدة لهذه القلعة العربية بما بين ايدينا فكانت الفكرة وكتبت للسيد الرئيس بشار الاسد رسالة وقلت فيها:

 " انك الان ياسيادة الرئيس وعلى طاولتك عشرات الملفات والمراسلات التي تقول لك ان الحرب اعلام وانت اجّل من ان تدل وانت تعلم هذا ، لكن كل من يقول لك هذا سيقترح عليك مشروعا مزيلا برقم مالي من اجل انجازه ، وانا مؤمن بأنه عليك ان توضئ شمعة خير من ان تلعن الظلام ، بمستطاعي دون رقم ان اضيئ شمعة بسيطة وهي تأسيس شبكة  على شبكات الهاتف الخليوي ترسل الاخبار والتقارير وتكون جزءا من الحرب الاعلامية والفكرة ببساطة هي ان نستقوي بمعادلة مراسل متطوع مقابل شاهد عيان مزور ، ونستكشف كل يوم حلقة الاشتباك التي يشتغل عليها الاعلام المضاد ونأتي برد اعلى مرتبة في الموثوقية منها ، وختمت الرسالة بالقول ان هذه الشبكة المقترح بالتحاور مع شركات الاعلام ، وبالمناسبة جاءت تسمية  الشبكة باسم "توب نيوز ناصر قنديل " وذلك عندما قالت شركات الهاتف ان الرقم الذي تريده لتحقق الحد الادنى من الكلفة يجب ان يكون حوالي 50الف مشترك وهذا الرقم يستحيل بلوغه مالم تضع اسمك ويصبح اسمك  " توب نيوز ناصر قنديل" وكانت بالنسبة لي تضحية بان اضع اسمي ولا اتردد في قلب معركة كهذه ، وتمنيت من سيادة الرئيس ان يعطيني البركة أي الضوء الاخضر للانطلاق ، وقبل ان ينقضي 24 ساعة على هذه الرسالة كان وزير الاتصالات و الاعلام يتصلان ويقولان انه لدينا بتوجيه من سيادة الرئيس بأن نقدم كل التسهيلات اللازمة لمشروعك على قاعدة ان لا نتدخل فيه ولسنا رقيبا عليه ولا نتدخل بمضمون ما ترسل و انت مؤتمن وليس في سورية من يستطيع الادعاء انه اعلم منك او احرص منك ، وانطلقت الشبكة وكانت محبة الناس الغامرة ..........

القسم الثاني :

أشار الاستاذ ناصر قنديل ان العنوان الابرز لا يزال هو التموضع الجديد لروسيا عسكريا في الشرق الاوسط  متابعا اننا نتكلم عن دولة عظمى بحجم روسيا ولم تكن موجودة عسكريا كان الجيش السوري ومقابله مجموعات مسلحة ، ولكن لم يكن هنالك دول ،أي لم يكن دولة موجودة بجيشها وقواتها العسكرية علنا ورسميا على الاراضي السورية ولم تتجرأ امريكا وتركيا والسعودية واسرائيل على ذلك ، متابعا منذ عام 2012قمت بالعد التنازلي لمئة يوم حول مبدأ تجرأ امريكا على اتخاذها قرار بالتدخل العسكري المباشر ومنذ البداية كانت القراءة على اساسها هذا العد التنازلي لا تدخل عسكري امريكي مباشر في سورية ،وعام 2016سيكون  لتكريس الحلول عسكريا وسياسيا و ستكون سورية قد تخلصت من كل بقايا الوجود المسلح وتكون دورة الحياة والعافية فيها قد اكتملت وتكون دورتها السياسية والامنية والاقتصادية على احسن ما يكون ، وبالتالي الان المستجد ان هنالك دولة عظمى عسكريا وعلنيا ورسميا.

وتساءل قنديل انه اذا انتصر الارهاب في سورية هل سيكون العراق ولبنان في وضع افضل ، واذا سقط نظام المقاومة في سورية هل تستطيع فلسطين بإعادة حقوقها، واذا سقطت معادلة الدولة المدنية الوحيدة في المنطقة في سورية وهل سيكون هنالك امل في نشأت دويلات طائفية عرقية مذهبية و يقع التقسيم وتنتشر الحروب الاهلية ، وبالتالي من موقع قراءة ماذا يجري في سورية تقرأ المنطقة ، واذا كان لدينا هذا الحضور الروسي العسكري ، دولة وحيدة من خارج سورية موجودة في سورية ، فالدور الروسي هنالك له ثلاثة اشكال في التعامل معه : اما ان تراهن على كسره وإلغاءه وهذا يتطلب حرب عالمية فلا احد يجرأ على خوضها ، ثانيا اما التفاعل الايجابي معه محاولة انتاج تفاهم يؤدي الى تسريع الاهداف التي ارادتها روسيا وهي القضاء على الارهاب وإعادة هيبة وسيادة الدولة السورية على ترابها الوطني الموحد وإعادة انتاج المؤسسات السياسية والدستورية السورية من خلال عملية ديمقراطية ومن خلال مصالحة وطنية وهذا التصور الروسي بالتفاهم والتنسيق مع الرئيس بشار الاسد وهذا ايضا موقف ايران وفنزويلا والصين ، اوانك لا تستطيع المراهنة على كسره لان كسره الوحيد هو ان تعلن التبني الكامل للقاعدة ، متابعا ان آليات المواجه غير متاحة لامباشر ولاغير مباشر ، فبقى الطريق الوحيد الثالث وهو التفاوض مع روسيا والتي ستعطيك شكلا من المخرج .

 وان على السعودية ان تفهم المعادلة في سورية بأن الرئيس السوري باق فإما ان تكون جزءا من الحل او تكون خارج سورية وبالتالي عليها بالانفتاح على سورية وان تقبل الصيغة الروسية في اليمن ، فعليها بالبحث عن سلم نجاة لن يقدمه لها الا الروسي وهذه المعادلة التي تحكم البعد السعودي، اما البعد الامريكي الذي يقول ان روسيا ستدفع الثمن وان هذا المناخ سيثير التطرف وان هذه افغانستان مرة اخرى سيقف الاسلاميين بوجه روسيا فهذه توقعات بدون اساس وتهديد بدون تنفيذ  متابعا ان فكرة الجهاد الاسلامي لم تكن مختبرة بعد ، بالتالي الامريكي مدرك ان التهويل والتهديد لا ينفع ، فوجد نفسه مضطر مرة اخرى للتفاهم على نقطتين : الاولى ان في العراق كان يحاول الامريكي ان لاتكون روسيا وان لايكون العراق من ضمن التحالف ، ولكن اصرار روسيا على ان يكون الحلف رباعيا ، فصيغة روسيا ان يكون العراق عضوا في التحالفين التحالف التي تقوده امريكا والتحالف التي تقوده روسيا ولكن امريكا ترفض هذا وتضغط على الحكومة العراقية لتنسحب والان حسم الامر وبقيت الحكومة العراقية وبقيت غرف عمليات بغداد وسلم الامريكي بهذه الواقعة ، اما الامر الثاني كان يحاول ان يضغط ليفني الروس عن استهداف تنظيم القاعدة ،ولكن روسيا بدأت باستهداف لكل اهداف التنظيمات  التي تدين بالولاء لفكر القاعدة ، والآن على الامريكي والأوروبي  ان يعلن اما انه حليف رسمي للقاعدة وهو لن يجرأ عليه ، او ان يقبل الدخول بالتنسيق العملي والميداني والسياسي وهذا سيؤدي الى ان الروسي حقق انجازات اكثر من الامريكي بعشر مرات وسيفضح نفاقه وعجزه وفشله وغياب القوة البرية الحليفة له فيذهب الى حيث يستطيع ، وأشار قنديل انه ومع نهاية العام سنكون مع انجازات عسكرية كبرى وسنكون في مشهد مختلف تماما في المنطقة فالمناطق الكبرى ستكون بيد الجيش السوري مثل "حلب وادلب وجسر الشغور وحماه وريف حمص ..وسيكون محسوما مع نهاية العام ، وبالتالي الاستقرار الامني سيكون قد وفر الارضية لانطلاق في العملية السياسية والتي من خلالها حكومة وحدة وطنية واستفتاء على دستور جديد ومن ثم انتخابات ، وختم قنديل انه في مثل هذه الايام من العام القادم سنحتفل بعيد شبكتنا وعيد برنامجكم ستون دقيقة وبعيد النصر لسورية والمقاومة ،ولأطفال وشباب فلسطين الف تحية وسلام .

تحرير: بشرى الفروي  

2015-10-13 | عدد القراءات 4119