تبدو العمليات الروسية العسكرية في سوريا محور العمليات العسكرية في الشرق الاوسط و هي اول مؤشرات التغيير الدولي تجاه مكافحة الارهاب اولا و بقاء الاسد رئيسا ثانيا و اليوم يقر الاتحاد الاوروبي و عبر مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، التي دعت الى أن يكون الاتصال بالأسد عبر الأمم المتحدة، في حين كرر وزير خارجية إسبانيا وجهة نظر بلاده، بأن الغرب سيحتاج إلى التفاوض مع الأسد لتحقيق الاستقرار في سوريا.
الملفت ان المواقف الدولية المتتالية التي تحدثت عن القبول بمرحلة انتقالية بقيادة الاسد جاءت قبل التدخل الروسي باسابيع و بالتالي فان المفاجاة الروسية بناحيتها السياسية السياسية بالدخول العسكري في اخذ الامور على عاتقها و بالرغم من القلق الذي افردته في المنطقة بتدخلها العسكري الا انه يعتبر ضمانة حل سياسي قادم ترعى روسيا فيه موقف الاسد و تساهم بفعالية بحل الازمة.
اما ميدانيا فان التقدم العسكري السوري على الارض بدأ ياخذ اوسع مداه فالمعلومات تشير الى تقدم ملحوظ على كافة الجبهات منذ بدء العمليات العسكرية الروسية و على ما يبدو ان الخطة الروسية ستداهم الغرب و العرب بمعادلة ان لا شيء للنقاش الا الحرب على داعش بفترة قريبة جدا بعد انتصارها على جبهة النصرة التي تعتبر صلو وصل استخبارات المنطقة و الجهة الاكثر ارتباطا بالسلطات المجاورة و هي الجهة الاخطر سياسيا لما كانت قد خضعت له من محاولات شرعنتها في المحافل الدولية ابرزها لدى الكونغرس الاميريكي و هي اليوم الجبهة المنضوية تحت الوية المعارضة السورية و ليس الارهابية هكذا تصنفها وسائل اعلام السعودية رسميا و بالتالي فان خطورة النصرة تكمن في تركها ورقة عسكرية وحيدة البست ثوب السياسة و انتقلت الى طاولة المفاوضات ليبقى فقط ملف داعش المتفق عليه دوليا بوجوب القضاء عليه.
تملك جبهة النصرة ثلاث خلفيات: اولا الخلفية التركية ثانيا الخلفية الاردنية من جهة درعا و ثالثا الخلفية الاسرائيلية من جهة القنيطرة الاسرائيلية التي لا تمنح فرصة توسع اما الاردنية فلا تتحمل مواجهة بانسحاب تركيا اما انقرة او الجبهة التركية فيستحيل تحركها بدون غطاء اطلسي لاستكمال الطريق فكيف اذا تسريب المسلحين على الحدود اصبح اصعب بظل كثافة الحضور الجوي الروسي ؟
التقدم العسكري السوري الميداني يتقدم بسرعة و هي يحقق انجازات اكبر في كل ساعة من الساعة ال 24 باليوم هذا مع ما اكد عليه خبرا مضطلعون على سير المعارك و هو يندرج تحت اهمية خاصة و هي انه منذ دخول الجيش الروسي الى محور العمليات و عدد الضحايا بالجيش السوري الى تقلص هذا ما سيعطي زخما اكبر و معنويات اكثر تنعكس على اقدام الجيش و ثقته بالنصر و اقترابه منه في كل يوم اكثر هذا كله بالاضافة الى الثقة التي منحتخا روسيا للجيش السوري بقتالها معه جنبا الى جنب باعتباره جيشا قادرا على اخذ المهمات الصعبة على عاتقه من منطلق تحالفها مع جيش منظم ليس من باب الوصاية انما من باب التعاون و قد لفت خبير امني بهذا الاطار الى ان مجمل داتا المعلومات التي جمعها الجيش السوري قد اصبحت بيد الجيش الروسي لتسريع الضربات و الانجازات ايضا.
2015-10-13 | عدد القراءات 2276