من جديد تعود البروباغندا الأميركية لتدلو بدلوها في الحرب على سورية فليس بغريب عن معركة رصدت لها أموال وعقول وقامت في جزئها الأكبر على عالم الميديا أن تشهد فصول من التهويل وضخ الأكاذيب لم تشهدها مجتمعة حروب ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وعبر السنوات الخمس الماضية فشلت تلك البروباغندا في تحقيق غايتها المرجوة بتغير مجريات الأحداث على الارض كما فعلت فعلها في بلدان الثورات الملونة بنسخها العربية والغربية وفي حين تفردت الجبهة السورية بالمناعة ضد حروب الدعاية والتضليل وأبطلت مفاعليها فقد ارتد جزء منها في اتجاهات لا تشتهي رغبات مطلقيها كمحاولات شيطنة الفرقة الرابعة وادعاء حربها على امتداد الجغرافيا السورية والتي حولتها إلى مصدر رعب لأعداء سوريا , وكذلك محاولات النيل من هيبة الرئيس بشار الأسد والإصرار على زج اسمه في كل ما يدور على الساحة السورية مما رسخ حضوره كحجر زاوية لأي حل للقضية السورية.
سبقت البروباغندا الإعلامية التطورات الميدانية بمراحل فمنذ الرصاصة الأولى التي رافقت المشهد السوري كان حزب الله حاضراً على الشاشات مشاركاً رئيسياً في قمع حراك سلمي قبل أن يدخل على خط المواجهة الفعلية في معارك القصير , وسرعان ما صور حزب الله كقوة ضاربة تجوب الأرض السورية من درعا جنوباً إلى أقاصي الحسكة دون أن تثبت أي من نشرات الأخبار أو مراكز الأبحاث البراهين والأدلة القطعية على وجود لم يخجل قيادة الحزب ولا القيادة السورية , بل اعتُبر واجباً أساسياً للتحالف ومهمة سامية ودفاعاً استباقياً عن أمن المقاومة المستقبلي ومواجهة للإرهاب على الأراضي السورية تمنع مواجهة تالية على الأرض اللبنانية ، وأعادت تلك الوسائل التجربة بالترويج لتسلم الحرس الثوري الإيراني دفة المعركة السورية بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي أكدت نشرات الأخبار تواجده في درعا والحسكة وريف دمشق والعراق وربما في بوارج بحر قزوين لإدارة منصات إطلاق الصواريخ الروسية والتي تستهدف تجمعات الإرهاب على الأراضي السورية بعد أن أضاف دخول الجيش الكوبي وقبله الكوري الجنوبي معركة سوريا بعداً عالمياً جديداً بحسب ما تؤكده مراكز الدراسات الأميركية أمثال معهد الدراسات الكوبية الأمريكية التابع لجامعة ميامي الأميركية الذي نسب لمصدر لم يكشف النقاب عنه رصد قوات كوبية في سوريا لدعم الجيش وهو ما كررته فوكس نيوز بأنه نقلا عن مسؤول أمريكي لم تنشر اسمه قبل تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بأن الحكومة الأمريكية لم تجد دليلا يشير إلى صحة هذه التقارير فقد واظبت تلك الوسائل على السير في الرواية.
بالرغم من أن الهدف واضح ومكشوف من وراء هكذا روايات يتمثل في تقزيم إنجازات الجيش السوري وحلفائه ونسبه لأطراف خارجية وتحويل مسار الحدث السوري إلى أبعاد إقليمية عالمية ربما يخلق مبررات لإدخال مئات الألوف من
الإرهابيين إلى الساحة السورية ومحاولة رسم صورة مشابهة لما يقوم به الغرب في سورية.
بعد الدخول الروسي على خط المواجهة في سورية وتشكيل غرفة العمليات المشتركة الروسية السورية العراقية الإيرانية للحرب على الإرهاب فإن الفرصة تبدو مواتية لرد تلك الأسلحة النفسية نحو معاقل مطليقها بالسعي الجدي لتوسيع التحالف الرباعي ليشمل كل القوى المناصرة للقضية السورية بما يتماشى مع الفرز العالمي الذي أحدثه الشأن السوري بين محورين غربي في المقلب الأميركي وشرقي في الضفة الروسية فوسط غياب أي إمكانية للتموضع في الوسط والنأي بالنفس عن تلك المحاور بات من الأجدى التفكير بتحالف عسكري يجمع تلك القوى المحبة للسلام والمدافعة عن قراراتها السيادية لدعم صمودها بما يستثمر في الظرف التاريخي الذي خلقته الأزمة السورية كما استثمر الأميركي في ظروف المواجهة مع الاتحاد السوفيتي وأنشأ حلف شمال الأطلسي كقوة تهدد باسمها استقرار الشعوب فإنه من شأن أي تحالف عسكري مواجه أن ينهي تلك الأحلام ويضمن الاستقرار للعالم المعاصر ويبني على القوة العسكرية والتفاهم السياسي لدول تتشارك الرؤية والطموح من موسكو إلى أميركا الجنوبية مروراً بمنطقة الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا ، حينها تحصد الولايات المتحدة نتائج "البروباغندا" التي روجتها وعلى نفسها تكون قد جنت براقش ، وقد تلتقط راداراتها صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بحر قزوين بلباس الحرس الثوري الإيراني وسيجاره الكوبي يدير عمليات محور المقاومة ضد النسخ الأميركية المحدثة من تنظيم داعش في مكان ما في الشرق ربما أو في الغرب فهل ستجرؤ على الرد أم تكتفي بالامتعاض والاستنكار.
2015-10-18 | عدد القراءات 1991