مقدمة نشرة أخبار توب نيوز بقلم سعد الله الخليل (وصلت رسائل قمة موسكو وديمستورا امتلك شجاعة البوح بها)

لم تجافي الحقيقة ولم توارب شبكة ال CNN  الأميركية حين وصفت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمثابة "زلزال سياسي" لما تبعها من اتصالات مكثفة بين القيادة الروسية وعدد كبير من قادة دول المنطقة.

شبكة بحجم ال CNN  بما لعبته في الحرب على سورية من دورٍ كرأس حربة عالمية , تاريخها يشهد بريادتها بإطلاق الدعاية والتضليل والتي أسقطت بغداد إعلامياً قبل سقوطها الفعلي وقادت العمليات لحين إسقاطها على الأرض , وعلى نهجها سارت مواخير الإعلام الخليجي في التعاطي مع ما أطلقته من ثورات ملونة حين تصف الزيارة بالزلزال السياسي فهذا في حده الأدنى يعني أنها لم تستطع تجاهل هذا الزلزال , بالطبع لا يشير الوصف لتغيرٍ في وجهة النظر الأميركية حيال الشأن السوري ولا حيال القيادتين السورية والروسية مما يدفعها لتُحمِل القمة ما لا تحتمله , فتطلق أوصافاً من باب التفخيم ترفع من قيمتها , الشبكة الأميركية لم ترغب بالخوض بالأسباب الحقيقية لهذا الزلزال , والذي يعود لحجم الرسائل التي أرسلها الكرملين إلى العالم فور إعلان الزيارة وقبل أن يُبل�'ُغها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيادات المنطقة في الوقت الذي ترك فيه الكثير من التفاصيل للقاء الرباعي الروسي الأمريكي السعودي التركي على مستوى وزراء الخارجية في فيينا والذي أعلن عنه وزير خارجيته سيرغي لافروف فور انتهاء القمة.

جملة ردود الأفعال التي أطلقتها القمة بدت أقواهها من واشنطن التي اعترض المتحدث باسم البيت الأبيض "إريك شولتز" على استقبال الرئيس السوري بشار الأسد على السجاد الأحمر في روسيا واعتبر الموقف منافياً لهدف موسكو المعلن بشأن التوصل إلى حل سياسي , ولعل الرسالة الحقيقية لواشنطن في الاستقبال وما يمثله من تمسك روسي بالموقف من الرئيس الأسد وحجم الجرأة الكبير الذي منحته الزيارة للرئيس الأسد بحسب قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بعيداً عن ما يروج عن مدد زمنية وأشهر معدودة سبق أن أطلقها قادة الحرب على سورية.

في السياسة واشنطن التي لم تفاجئ من الزيارة قرأت الرسالة وفهمت المغزى في الوقت الذي صعب على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قراءته أو ربما تعمد السير في اسطوانة رفض أي دور للرئيس الأسد في مستقبل سورية وعلى منواله سار الرئيس التركي رجب طيب آردوغان الذي لم ينتظر الرئيس بوتين للاتصال به فسارع هو للاتصال معبراً عن قلقه من الزيارة والتي ربما أعادت حسابات الرئيس الروسي كُرمى لعيون والي العثمانية الجديدة.

بعيداً عن التهويل والوعيد وبعكس ما سار ويسير قادة الغرب , أقر المبعوث الأممي بأهمية الزيارة ورحب باللقاء بين الزعيمين واعتبرها خطوةً تخدم التسوية السياسية في سوريا معبراً عن إيمانه المطلق بأن المسألة تم بحثها في موسكو، ورغم إيمان ديميستورا المطلق بأن الأمم المتحدة غير قادرة على التسوية السياسية و المسعى السوري الروسي الأول والأخير , يبقى اليقين بأن العرقلة في مكان بعيد عن دمشق وموسكو , قد لا يجرؤ على قوله بصراحة ,  إلا أنه امتلك شجاعة إعلان الحقيقة ونقَلَ رسالة السياسةِ والحربِ الحقيقيتين

2015-10-22 | عدد القراءات 2164