حلب يا برتقالة العيد، سيعود إليك النبض من جديد، وستهزمينهم ويفرّون كالعبيد. لم يعد يهم العدد وقد جاءك المدد ألوفاً مؤلّفة وجيوشاً متولّفة، وفي كتابك قال سيف الدولة وكتبَ المتنبي وأنشد أبو فراس لا يفل الحديد إلا الحديد.
بين حلب وفلسطبن حبل سرّة، تنتفضان معاً و«الداعش» واحد. تقولان ماؤنا لا يُشرب ونارنا لا تُقرب وأطفالنا قنابل وأظافرنا معاول ونساؤنا قادة ورجالنا سادة، وقد دقّت ساعة الفداء إلى السلاح. قد جاء نصر الله… افهموها.
لا تستهلكوا أوقاتكم بمواقف تعرفون نهاياتها. وإذا حسبتم ما أنفقتموه عليها خلال سنة، تقولون ألف ساعة بلا طائل. ولكم المثل بما فعله بنو سعود في سورية وها هم يعودون إلى حيث كان ممكناً أن يكونوا من زمن، فذهب مالهم ورجالهم والوقت والمواقف هباء.
كأن لقاء الأسد بوتين هو لقاء روزفلت ستالين عشية حملة النورماندي التي قضت على النازية وجلبت خلاص البشرية، لكنها أسست لعالم جديد بقطبين جديدين. من قال أن أحداً عشية حملة النورماندي كان يأبه لغير النصر بينما هو بنصره يغيّر العالم.
قد ينظر العالم كله إلى الحدث وصنّاعه بعين الحسابات. لكن التاريخ أمس كان ينظر بعينَي رجلين يخبّئ لهما هداياه الكبيره. للأسد معادلة «الصبر العظيم يصنع النصر العظيم»، ولبوتين «الصداقة العظيمة تصنع الدولة العظمى»… ولكليهما «ما توفرت للحق قوة ورجال إلا وساد العالم». هكذا حكمت فينيقيا قبل آلاف السنين. وفي زمن زوال أحجام الدول في صناعة مكانتها «يصير عالمياً من يختصر وجدان البشرية في الانتصار لحق بائن، ومن يصمد كالأبطال في وجه ظلم بائن»… الأسد يدخل نادي الكبار والأيام شواهد.
لعرب يحلمون بأمجاد الماضي قدّم الأسد وصفة العظمة لأمة عظيمة بأن الدول تقاس بحجم ما تنجز للبشرية جمعاء. سيسأل هولاند ابنته غير المسجّلة على خانته العائلية يوماً من هو بطلك يا ابنتي فتقول بشار الأسد، لأنه خلّصنا من شياطين الموت. ويسألها ما حلمك فتقول: صورة تذكارية معه ومصافحة يده. وهذا ستقوله ابنتا أوباما وكاميرون. فالأطفال هم كتّاب تاريخ العظماء وكبار السن يكتبون لمن يدفع لهم أكثر.
2015-10-23 | عدد القراءات 4906