منذ مطلع الشهر الحالي ونجم روسيا ومواقف مسؤوليها وحرفيتها في تصنيع الأحداث والمنصّات، الشغل الشاغل للمتابعين والإعلام معاً، فقد تحوّلت الدولة التي كان الكثيرون يعتبرونها، في الصف الثاني من قوى صناعة السياسة في العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، إلى القوة الأولى التي تفرض جدول أعمال الأحداث، فقد فعلت روسيا تقنياً وعسكرياً ما لم يجرؤ عليه الذين جاؤوا بأساطيلهم وتراجعوا، وأقدمت على ما تهيّب الإقدام عليه الذين شكلوا حلفاً ومؤسسات للحرب على الإرهاب وظهر نفاقهم وتردّدهم وتلاعبهم بمصطلحات الإرهاب والحرب ومعاييرهما في آن واحد.
تفوّقت روسيا على أميركا أخلاقياً في الحرب السورية وترجمت تفوّقها الأخلاقي بقراءة مدروسة لموازين القوى التاريخية والقانونية قبل الموازين العسكرية، لأنّ روسيا لا تريد حرباً مع أميركا، بل تريد النصر في الحرب التي خشيت خوضها أميركا، بعدما مهّدت لها أميركا كلّ أسباب العالمية وجعلت الخصم جبروتاً لا يُقهَر، والنصر عليه خلاصاً للإنسانية.........تتمة
2015-10-24 | عدد القراءات 1808