حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل 2/11/2015

حلقة استثنائية بدأها الاستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء ورئيس شبكة توب نيوز الاخبارية حلقتة بالقول"هذه الحلقة سوف نبرمجها بطريقة مختلفة عن الحلقات السابقة واللاحقة امامنا في هذه الحلقة  حدث مفاجئ كبير هو فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات التركية بنسبة هو نفسة لا يتوقعها وانا لم اكن فقط من بين بل بطليعة الذين توقعوا فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على الاغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة وهذا الحدث هذة المفاجئة بالمقارنة مع التوقع فرصة ومناسبة لنخصص هذه الحلقة لمجموعة من العناوين التي تتكرر بين فترة واخرى اطر للنقاش والتساؤل والتعليم، ما هو التحليل الساسي؟ وما هو التوقع السياسي؟ وما هي مهمة المناضل والمحلل والناشط في الساحة السياسية والاعلامية عندما يقوم بعملية التحليل ويقدم التوقع؟ وكيف يمكن ان نتعامل مع هذه الحالة؟

في البداية طبعاً لا بد من ايضاح الصفة ثم ايضاح المهمة ثم ايضاح الية التعامل مع الحدث هذا الحجث بالتحديد كيف وماذا ولماذا جرى؟ وبالمقابل ما هو التقييم الذي ممكن ان نعطية للتحليل.

انا هنا لا احدث عن خاطبة شريحة من المتابعين الذين يدينون لمعسكر الارهاب لمعسكر الحرب والارهاب بسوريا والعداء للمقاومة يقفون خلف اردوغان كانوا لا يجرأون على التوقع حتى وبعد فوزه بالانتخابات اعتبروا ذلك فرصة للتدمير ولتسجيل المواقف والحديث عن الانتصار الباهر وكانت هذه مناسبة احتفالية لاستعراض وتسجيل المواقف هنا وهناك والشتائم وغيرها على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ولكن كل هذا لا يهمني ولا اخاطبهم او اتوجه لهم ليس لانني لا اخاطب الخصم بل لان هؤلاء عقول متحجرة لا ينفع معها النقاش وهناك شؤيحة اخرى او نوع ثاني وهو العبثي الذي يتسلى في العمل السياسي او النوع الذي لدية دائما ضد كل ما هو محلل سياسي انا اتكلم عن فئة جدية فئة تحترم نفسها فئة تهتم من موقع الحرص والوجع والالتزام بقضية هذه الفئة انا معني معها بان اكون مصداق وواضح وان اقول ان تقديرنا لم يكن دقيقاً لمسار الاحداث في تركيا وان الوقائع والنتائج جاءت بعكس ما كنا نتوقع نحن لا نريد ان نبحث عن تبرير ذريعة نحن لا ندعي اننا نضرب بالغيب انا لست بمتنبئ سياسي هذه ليست وظيفتي وليست مهمتي وهنا اريد ان ابدء بتعريف الصفة ثم المهمة ثم ندخل الى الموضوع التركي.

في الصفة: بالعادة من يكان يقدم الصفة والاستنتاج ويقدم التوقع في سياق الحدث السياسي يجب ان يكون  له صفة لا يوجد شيئ اسمه محلل سياسي كي لا نغرق بكذبة اخترعتها قناة الجزيرة في كذبها الاعلامي وللأسف اكملت فيها بعض القنوات المندرجة في خط المقاومة وهي صفة اخترعت لمن لا صفة له اي بالعامية (عطال بطال) ليس لدية عمل وتم الدفع له من اجل ان يصعد على الشاشات وينافق لمصلحتها، بموجب هذه الصفة نبدأ بتكوين  فكرة ففي الصفة لدينا قسمين قسم مهني وهو شراء ناس تكتب بالسياسة يقبضون من موسساتهم الاعلامية وبالتالي تتراكم لديهم معارف ووقائع ويكونون على اتصال بصناع قرار او مع اطراف قريبو من صناع القرار توصل لهم المعلومات يبنون عليها استنتاجات وهي تحليلات نستنير بها ونأخذها بعين الاعتبار ان كانت في الواشنطن بوست او فيغارو او السفير او تشؤين او الثورة اينما كان هذا عمل المهني الذي مهمته ان يكتب قراءة في السياسة ولا يكتب خبر يتجمع لدية معطيات حدث معين ومن خلال لامواكبته المستديمة على فترات طويلة لمحور معين من الاحداث، النوع الثاني و الذي اطلق عليه اسم المقاتل السياسي والاعلامي يعني الذي ينطلق من الايمان بأن الحرب تدور في الميدان لكنها تدور اصلا في عقول وقلوب الناس لانه حتى الميدان وظيفته التأثير في عقول وقلوب الناس والمنتمي لقضية وصاحب هم في قضية معني بأن يخوض المعركة على عقول وقلوب الناس فأذا نحن نهتم بالتوقع نهتم بالرؤية لثلالث اسباب لها علاقة بالحرب الدائرة على العقول والقلوب السبب الاول هو الاستشراف اي بأن تستطيع ان نعلم ماذا سيحصل من باب علمي صرف لان المعرفة بالذي سيحدث تسمح بالاستعداد للملاقاته ان كان سيئ او جيد اما السبب الثاني انه في بعض الاحيان عندما يكون جيد يصبح جزء من رفع المعنويات ويصبح التأكيد عليه يسهم في تحصين الحالة النفسية لدى الناس وعدم صحته ممكن ان يفعل العكس ويصنع الاحباط لانه يعمل لدى الناس ردة فعل ليأتي بعدها السبب الثالث في سياق هذه الحرب على العقول والقلوب عدوك يخوض حرب تشبه حربك مثل ايام الاسد معدودة منذ متى وهم يتناقلون هذا الخبر وانا اليوم اتو ليتكلمون على حدث من اصل الف تناولتها خلال هذا الحرب بأن صاب او لم يصيب وهنا اطرح سؤال الرئيس اوباما كم مره صرح بأن الاسد ايامه معدودة هل كتبوا عنه؟ من هذا الباب اين حرب العقول والقلوب بالأصل برأيكم اذا اخذنا الامور من ظاهرها ببساطتها عندما انتصرت المقاومة عام 2000 هل كانت موضع انقسام على المستوى الاقليمي عندما تم النصر هل كانت بحاجة لحرب اعلامية لتحتل العقول والقلوب الجواب هو لا لماذا؟ لان الممهدات الصانعة للمكانة في العقول القلوب كلها مهيئة حتى العدو شارك في تهيئتها وعندما انتهى الامو لم يتناقش احد بأن اسرائيل هي عدو او لا، محتلة او لا، يجب قتالها اول لا، كان النقاش كله يدور صنع وعياً ومشاعر في القلوب واصبحت الناس جاهزة بان اذا ربح احد هذه الحرب سيتربع على العرش في القلوب والعقول هذا ما حصل مع السيد حسن نصرالله و المقاومة بعد انتصار 2000 بدأت من يومها المعركة على العقول والقلوب لانتزاعه منها وهنا بدأ العمل على الهويات المتعددة بدأ العمل على العصبية ولكنهم لم يستطيعون ان ينالوا منه بأنه انحاز الى مذهبية على حساب مقاومته كما فعلت حماس عندما حصلت الحرب في سوريا من هنا نعلم ان في حرب العقول والقلوب هناك  يوجد ادوات لصناعة النتائج منها التحليل والتوقع لذلك انا من بداية الاحداث اوكد بأن ليس عملي  التوقع السياسي انا اكتب مقال كرئيس تحرير لذلك في الصفة ناصر قنديل في التحليل السياسي ما الذي يجبره ان يعمل تليفزيون توب نيوز ويدفع من نفقته الخاصة عليها ونحن بعجز لماذا لانها اله من الالات الحرب على العقول والقلوب فكيف يمكن ان اكون صادقاً معكم وانا لا اضحي وانا لا امزح اذا قلت اقدم دمي للمقاومة ليس من اجل نجومية او غيرها من المناصب لكنت اتخذت مسلكاً اخر لا يعنيني منصب او مكسب هذا كله وراء ظهري لدي شيئ واحد ان لي رصيد عندكم فالشهرة ليس لها قيمة في محبة الناس وتاريخه يشهد له التحليل والتوقع هو جزء من عملية نشر الوعي وتعويد الناس بحقها في معرفة الوقائع ومعرفة الواقع وما عندي اضعه بين ايديكم هذا هو مفهوم الصفة والمهمة.

القسم الثاني وهو كيف نحلل وما الذي نعتمده للتحليل لو شبهناه بالتشخيص لنستنتج منه مسار مثلا في سوريا نقول لا يمكن ان يهزم الشعب والجيش والقائد لماذا لاننا نحبه؟ كلا هناك وقائع كثيرة تثبت هذا الشيئ الثبات في بنية المدن السورية لم يخترقها التطرف وغيرها من المشاريع التي استهدفت الدولة كبنية وشعب، بالتشخيص اقرب شيئ للعملية السياسية هو الطب فطبيب يجري فحوصات عديدة لكي يشخص المرض ويحدده لييخرج معه وقائع ويبني على اساسها اقتراح هذا الاقتراح في السياسة يدعى شعار وعندما يشخص الطبيب ويبني مقترح لكنه عندما يرى النتائج اتت معاكسة ماذا يفعل يترك المهنه؟ لا بل يقوم بإعادة الفحوصات ليرى ما الذي طرأ على الحالة  فهناك عامل لم يكن منظوراً وهذا العامل غير مسيطر عليه فعلينا الانتباه له ونعدل في وجهة القاربة بناءً على العامل الجديد.

في القضية التركية لا اخجل ولا يضيرني ولا يزعجني وبكل جرءة اقول نعم تقديرنا لم يطابق الوقائع وهذا امر عادي فنحن لسنا انبياء نحن نتكلم علم والسؤال هنا هل اعتمدنا قواعد العلم في استنتاجاتنا وجاءت النتيجة مفاجئة؟

لنجيب على هذا السؤال يجب ان نضع مجموعة عناصر اولها هل كلن هناك اي احد يقول ان اردوغان سيأتي بفوز كاسح كانوا يقولون ان هناك امل في ان يسترد الاغلبية وان لم يتم ذلك لا مانع من الحكومة الإئتلافية لانه سيكون الحزب الاول البيانات التي صدرت اوغلو واردوغان وافتتاحيات القنوات عناوين الصحف كلها قبل بجمعتين وشهر تقارير عن الفشل المتوقع او المحتمل واليوم تصدرت كلمة المفاجئة الكبرى بالنسبة للانتخابات التركية اذا لم يكن هناك منافسة بين تيارين ونحن كنا في طرف لنقول غلبنا الرغبة على الوقائع لم نستطيع ان نرى تغيرات دخلت على الخط وصنعت اشتراكات هذا صحيح وبقينا نقول ان اردوغان سيفل واذ به يأتي بفوز كاسح صحيح  ومن يدعي انه يعلم كل الاحداث ويحلل بدقة ولم يخطئ ابداً يكون كاذب ومن يذهب ليعرض الاحتمالات ويقول هناك احتمالات عديدة هذا ايضا يكذب على الناس لماذا واجبنا ان نرفع الى مستوى تبني استنتاج ما على الاقل في الترجيح لان الناس يهمها ان تكون على بينة من الاستقراء وبناء على ذلك هل اصبنا على مدار السنوات الاربعة الماضية منها مواصلة الاميركا الحرب وبذل كل جهودها لتنتصر، 2015 سيكون عام للسياسة ، الملف النووي سيصل الى النهاية السلمية بالتفاوض ، قطر يرحل الامير او تنتهي الامارة ، وعندما وقفا في ساحة الامويين بالموعد الذي حددوه لضرب الصاروخ الاول سوريا اذا بقلب هذا المسار عندما يأتي حدثاً ما بالمعطيات المتوافرة تقول باستنتاج نهرب منه لنحمي نفسنا من المسائلة ... ناصر قنديل لا يفعل كذلك ابداً انا مهمتي ان اضع بين ايديكن كل المعطيات هذه مهمتي وانتم عليكم ان تحللوا وتستنتجوا وعندما تأتي وقائع معاكسة لما توقعتم لانها غير مرئية وتفرض استنتاج بالواقع يجب ان تراجعوا الاسباب اذا كان مفاج لكي لا ترتكبون الشيئ نفسه لنقول نحن انه عامل دخل فجأة او انه كان عاملاً اصيلاً لكن هنا يجب ان نعلم ما هو هذا العامل نقول ان اردوغان وحزبه نظموا نفسهم ونجحوا في الانتخابات فحققوا هذه النتيجة هكذا نكون نغلط ويجب ان نسأل اين هي استطلاعات الرأي التي قالت غير ما حدث وكانت تتوافق مع توقعاتنا وبالتالي حدث شيئ اخر وهنا تكمن مهمتنا ان نحلل ما الذي حدث وما الذي صار هل هو تغير مفاجئ وبأي اتجاه؟

في حزيران انخفضت نسبة اردوغان ما هو السبب سنة من الانشقاق داخل الحزب خرجت مجموعة غولن لها علاقة بأميركا وتزامن الانشقاق مع منطق اروغان  المنفتح على داعش والممسك بالنصرة والرافض الدخول الحرب على داعش وحتى كعنوان وبعده يحلم بفكرة الاخوان بمصر ويرفض في سوريا اي عمل سياسي لا يتصدره سقوط الاسد انشق غولن ولم تصل الرسالة وكانت توقعاتنا ان غولن ممكن ان يبادر بأن يبدأ بعد هزيمة اردوغان ان يستجلب جزء من كوارد الحزب الباقيين لتأسيس حزب برئاسة عبدالله غول ولسنا الوحيدين الذين كتبوا عن ما بعد اردوغان واوغلو ، الذي حدث انه خلال الشهر كان التدخل الروسي قد قلب الاوضاع في المنطقة وسرع الروزناما  بتسريعها بدأ ظهور ان الحركة الميدانية للجيش السوري وروسيا يقترب من انجاز تحرير حلب وغيرها من المحافظات خلال اشهر هذا فرضها عقد فيينا وتفرض المعادلة الروسية وتقبلها اميركا وفي اجتماعات فيينا بدى ان هناك تحول وبدأ بتبين نتائجه بنتائج الانتخابات التركية هذا التحول يبدوا انه الارجح الذي حدث ان اردوغان فضل الهزيمة السياسية على الهزيمة الانتخابية هذا التحول جدير بأن تقوم اميركا بدعم اردوغان ليبقى تحت يدها بدلا من ان يأتي احداً لا يكون شريك مع اميركا في القرار.

نحن نخوض حرب وفي هذه الحرب يوجد استشهاد فلن يهمنا امر كل يقوم بشتيمتنا فلا تقلقوا ان يعني اي من ذلك انا يهمني الناس وانا احاول ان ارى لأخبركم عنها وبالتالي الامور التي رأيتها اقصر من الوقائع احلل معكم ما هو الخطأ الذي ارتكبناه.

السؤال هنا هل يتمكن اردوغان  بهذه القوة ان بعدل الدستور؟ لا لان ليس لدية النسبة التي تسمح له بذلك وغير ذلك لاول مره المكون الكردي موجود ب 60 نائب بوجود حزب العدالة والتنمية في الحكم وهذا يعني ان هناك حوار كردي سيكون بين الحكومة والكتلة النيابية وهذا الحوار واضح انه التزام من اردوغان امام الاميركيين وسيترجم هذا اول النتائج ان تبدأ المسألة الكردية على طاولة الحل السياسي حدها لا يستطيع ان يصعد في سوريا وان يدعم النصرة وداعش لا لان هذا يعني ان اريكا وحلفائها على ضفة انه النصر سيكتب لسوريا وروسيا وايران لان ليس من مصلحته ان يصنع حرب واسوء شيئ يستطيع فعله ان يكمل كما كان سابقاً ومع ذلك لا يؤثر إلا انه يؤخر الحسم وليس اكثر من ذلك ولكن ان هم البشرية الاول داعش والنصرة تنتهي على ايدي سوريا وروسيا وايران هذا يعني ان تركيا والسعودية لن تقم لهم قائمة والوصفة الاميركية تقول ان النصر يكتب وتدعي لكي يكون لها كرسي فيه والان الهم الاميركي ان لا تصل القوات السورية لتبدأ الحرب على داعش وان لا ينجح الجيش العراقي ببدأ الحرب في الموصل والاميركان ليس له مكان لم يأتي اردوغان بهذا الفوز الا لانه وقع على وثيقة الاستسلام للمخابرات والقرارات الاميركية والالتزام بالبنود التي وضعوها لإدارة الحرب".

2015-11-03 | عدد القراءات 2941