اعترفوا : ننتمي للمعارضة السورية و نعمل لصالح اسرائيل - روزانا رمّال

منذ بداية الازمة السورية و المعارضة فيها ترفض اعتبار نشاطها مشبوها معتبرة ان حلفاء ايران مهمتهم في هذه المنطقة تخوين كل ما هو معارض لسياساتهم و كان هناك دائما من يجد لهم حجة و يساعدهم و يؤازرهم في هذا التوجه حتى عمدوا الى التفريق بين المعارضة المسلحة و المعارضة القابعة خارج البلاد و التي تبين ان هناك من لا يوفر جهدا على استغلالها و تجنيدها مثل العدو الاسرائيلي .

جهاز الامن العام اللبناني بانجاز نوعي كشف خلية تجسس تعمل لصالح العدو الاسرائيلي في لبنان عملت لفترة بمجال جمع المعلومات الامنية المتعلقة برموز لبنانية مقاومة لتسليمها للعدو لكن المفارقة ان الشبكة اضافة الى ضمها لبنانيين تبين انها تضم اشخاص ينتمون للمعارضة السورية الذين تبين انهم و اسرائيل على تنسيق قديم منذ بداية الازمة و تبين انهم لا يمانعون من اعتبار المعركة واحدة و عدم فصل استهداف حزب الله عن استهداف سوريا عملا بتشابك الملفات و تقاطع الاهداف .

مفارقة اخرى ايضا كانت الاهداف التي اعترفت الخلية بتتبعها و التي تقاطعت بشكل مدهش مع شبكات لداعش كان الامن العام في لبنان قد القى القبض عليها ما اثار تساؤلات حول اجندة واحدة وزعت اسرائيل تنفيذها بين مجندين مباشرين يجمعون المعلومات على غرار هذه الشبكة و غيرها و منفذين تكفيريين على غرار داعش يعملون على تنفيذ العملية .

تشير المعلومات الى ان هناك اسماء كثيرة من المعارضة السورية  تعمل مع اسرائيل و تدخل  و تخرج منها اضافة الى عملاء سابقين من جنود   جيش انطوان لحد الذين لا يزالون من الداخل الاسرائيلي يحركون جماعات التجسس داخل لبنان و على هذا الاساس لا بد الالتفات الى خطورة ما يحاك على الحدود السورية خصوصا القنيطرة و الجولان و الحديث الذي كان يتمحور حول منطقة حزام امني جديد يشبه ذلك الذي كان في لبنان تبين اليوم ان عناصره متكاملة و حاضرة

لم يرق لبعض السوريين و اللبنانيين اتهام هؤلاء منذ البداية بالعمالة لاسرائيل لكن عليهم اليوم ان يجيبوا على الاسئلة التي رسمتها هذه الخلية :

باي اطار يضع انصار الحريات عمالة معارضين سوريين لاسرائيل ؟

باي اطار يضع انصار الراي و الراي الاخر تقاطع وظائف العملاء مع اهداف داعش جملة و تفصيلا ؟

اذا كان الامن العام اللبناني اكد بان الارتباط بين المعارضة السورية و اسرائيل هو واقع فان الربط بين المعارضة السورية و داعش هو تحصيلا حاصلا فعلى اي اساس اذا تسعى بعض الاطراف السورية  ان تشارك بالمرحلة الجديدة في البلاد باعتبار ان هناك من ينتمون لمجموعات سورية الاصل مثل الجيش الحر يمكن ان يتم انخراطها بالمفاوضات عبر مساعي ديبلوماسية غربية بالتهاون مع موسكو و الملف زاد تعقيدا باكتشاف قرب هذه المجموعات من اسرائيل ؟

كيف يمكن ان يكون شكل المرحلة الانتقالية في سوريا و هذه المخاوف كلها تشوب المشهد ؟

المسؤولية اليوم تقع على السلطات السورية الحريصة  اولا و اخيرا  على التدقيق في اي تطور او تقدم نحو اطراف معارضة عميلة يحركها الخارج  سواء عبر مصالحات تزيد الوضع شبهة او عبر نوايا غربية مخادعة لتسريع الحلول السياسية تؤدي الى انضمام من هم اصحاب باع طويل في خدمة العدو الاسرائيلي.

على اي حال يعقد نتنياهو في الولايات المتحدة اجتماعات و يحصد نجاحات بلاده بتفكيك المجتمعات العربية بمكافات اسلحة اميريكية سيوقع اتفاقات للفوز فيها و هو يعرف جيدا ان عملاء اسرائيل في الجوار باتوا اكثر عدد من اي وقت مضى  نتيجة الاحتقان  المتسشري من لبنان وصولا للعراق ما يزيد الاوضاع خطورة و يريح اسرائيل لاعوام لان الذي تاسس من كراهية و اصطفاف يحتاج وقتا طويلا لكي ينتهي .

الحذر و المسؤولية تقع على الجميع فداعش و اسرائيل و عملائها كلها اوجه لعملة واحدة ساقطة من اي قيمة انسانية او وطنية .

يقع على عاتق سوريا المتجهة نحو الحلول السياسية مسؤولية كبيرة و دقيقة لجهة فتح اليد لضم معارضين الى الحكم ربما تكون مهمة اصعب من المهمات الميدانية و على هذا الاساس ستكون مرحلة اختيار المعارضة الوطنية هي الاصعب و الاهم في تاريخ الدولة الحديثة .

 

2015-11-10 | عدد القراءات 2699