من السوريين إلى الرياض "رفقاً بما تبقى من سوريتكم" ...... مقدمة نشرة أخبار توب نيوز بقلم سعد الله الخليل

حسنا فعلت موسكو حين قبلت وسهلت منح السعودية مهمة تشكيل وفد المعارضة السورية إلى الجولة القادمة من مباحثات فيينا والتي رحلت إلى نيويورك فالوفد الذي من المفترض أن يكون وازناً وشاملاً لكل أطياف المعارضة السورية فهمت السعودية بأن اختياره سيتم من بين المشاركين في لقاء الرياض الذين تم استدعائهم من دول الشرق والغرب وفق مقاييسها الديموقراطية والعلمانية والسياسية , واستثنت من لا يحققون الشروط المطلوبة للدخول إلى نادي المعارضين السوريين ولتسهيل مهمة المجتمعين استبعدت الرياض كل من يدعى الديمقراطية والتعددية ولو بالشعارات والعناوين العريضة فهم بنظرها كفار وزنادقة , كما رفضت الاعتراف بالأحزاب والهيئات الكردية فهم دعاة مشاريع تقسيمية قومية لا تصلح كنموذج يحتذي بالديمقراطية , كما أن مشاركة المرأة في القتال إلى جانب الرجل لا ترقى لمستوى جهاد النكاح السعودي فضربت عصفوريين بحجر أقصت الأكراد وتفادت إغضاب السلطان العثماني وإحراج رئيس الائتلاف الإخواني خالد الخوجة مع سلطات بلاده في أنقرة بالتنسيق مع الأكراد.

استبقت الرياض اجتماع المعارضة السورية بحركتين ديموقراطيتين حتى النخاع الأولى بإعلان مشاركة المرأة السعودية ولأول مرة في الترشح والتصويت في انتخابات المجالس المحلية مع بعض التحفظات , حرصاً على سلامتها كمنعها من الحملات الانتخابية وللحفاظ على خصوصيتها منعتها السلطات من الاختلاط بأعضاء المجلس من الذكور وفصلت بين الطرفين بستار شرعي وكأن النقاب من الرأس إلى أخمص القدمين عورة يتوجب إخفاؤها , فيما تجلت الخطوة الديمقراطية الثانية بالحكم بالإعدام على الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بعد استئناف حكم سابق يقضي بسجنه اربعة سنوات وجلده 800 جلدة بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات

الإلهية والمملكة لإصداره ديوان بعنوان "التعليمات بالداخل" ولم تقصر المملكة بإكرام ضيوفها الباحثين عن الديموقراطية فابتهاجاً بقدومهم قتلت سلطات آل سعود عدداً من الموقوفين اليمنيين في سجن الترحيلات في الرياض في خطوة غاية بالديموقراطية.

حسناً فعل هيثم مناع حين رفض المشاركة في مهزلة باسم السوريين يجتمع فيها ثلة من الإخوان المسلمين وجماعات إرهابية على شاكلة أحرار الشام وجيش الإسلام لتبييض صفحتها , فخلال يومين وبمباركة جورج صبرا وخطيب بدلة الشيوعيان المسيحي والمسلم والفاتنة بسمة قضماني ترغب السعودية بتحويل زهران علوش من قاتل الدمشقيين بقذائف الهاون في أبسط مجازره إلى معارض ديمقراطي وربما يتحول فصيله من جيش الإسلام إلى المنبر الديمقراطي العلماني السوري ويحاضر بالتعددية والماركسية.

يدرك المجتمعون في السعودية أن البحث عن سورية التعددية والديمقراطية التي ينشدها السوريين عبر عملية سياسية بعيدة كل البعد عن البحث في أروقة المملكة الساعية لإنتاج طائف سوري يُصنّع عبر الاجتماع شخصية سورية مشابهة ل رفيق الحريري من بين الشخصيات المتواجدة في قاعة الاجتماع لأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه ،وليس لديهم أدنى شك بأن اجتماعهم كزجاجات الماء التي أمامهم لا طعم ولا لون ولا رائحة كما أن ما تبقى من ذكائهم السوري الفطري يجعلهم على يقين بأن عليهم أن يكسبوا ما أمكن من زيارتهم للمملكة من مال وسلاح وموقع كل حسب ما يبتغي , أما مصير السوريين ومستقبل سورية الموغلة في الحضارة والتعددية والديمقراطية فهم على قناعة بأنهم لم ولن يستطيعوا تحديده لأنهم والمملكة أعجز من هكذا دور .

من السوريين إلى المجتمعين والمجموعين في الرياض رسالة "رفقاً بما تبقى من سوريتكم أوقفوا هذه المهزلة يكفيكم إساءة لاسم وتاريخ وحاضر ومستقبل سورية".

 

2015-12-09 | عدد القراءات 2209