حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز الاخبارية ورئيس تحرير صفحة البناء اللبنانية يطرح فيها تحليل لأبرز احداث المنطقة والعالم.

.........بداية الحلقة.........

الصعود الروسي الصيني الإيراني يستعد لامساك البر الآسيوي والبحار الخمسة وسوريا والمقاومة في قلب ولادة النظام العالمي الجديد

تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز و رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية:  أن انكسار  النسخة الأمريكية الجديدة مع أدواتها المحلية أي إسرائيل وتركية والسعودية وقطر انشأ فراغ استراتيجي مع توجه أمريكي للخروج من البر الأسيوي بحصيلة ونتيجة حربي العراق وأفغانستان ، بدأت عملية إملاء الفراغ بفضاء  دولي وإقليمي جديد هو الروسي والإيراني هذا الثنائي الذي صمد في حرب اوكرانيا والمفاوضات حول الملف النووي وصمد في المواجهات الدائرة في سورية بصورة خاصة واستطاع أن يسبق قصب السبق وان يبدأ بإملاء الفراغ في البلاد الحيوي لبلاد الشام سورية العراق وفي هذا المدى من الواضح انه هو الذي يفرض الشروط ، وان المرحلة القادمة هي مرحلة تجزر هذا الفضاء الدولي الإقليمي الذي ينكفئ أمامه الأمريكي وحلفائه رغم المراوغة والمناورة لعدم وجود مشروع صاعد قادر أن يقدم  مكتسبات للقوى الحية في هذه المنطقة ، فمشروعهم ومنتوجهم هو داعش ، فنحن نعيش بمرحلة انكفاء وانسحاب تدريجي الذي يحاول رسم حدود الفضاء الدولي الإقليمي الذي أصبح لان مكرس نفوذه  وفاعليته في دائرة بلاد الشام لكن القتال يدور حول نفوذه وشركاته في الخليج فمن  الواضح أن الإيراني حاضر بقوة في الخليج عكس الروسي فاليمن والبحرين هما علامة التوازن بين الأمريكي وحلفائه من جهة وبين إيران كطليعة متقدمة لهذا الثنائي الدولي  الجديد،  ( ايران – وروسيا ) ومدى قدرتهما على فرض قدر من الحضور والفاعلية في الخليج ولكن الأكيد إذا نجح هذا الثنائي  بإنتاج نموذج  متقدم في بلاد الشام أي القدرة على الجمع بين الدولة الديمقراطية والدولة القوية ، المشروع الذي يتقدم في كل من سورية والعراق في رؤية الرئيس الأسد والقيادة العراقية المنضوية في خيار المقاومة هو مشروع المزج بين الدولة القوية وبين الدولة الديمقراطية دولة مستقلة لكنها تتمتع بفضاء حريات ودولة تقوم على العداء لإسرائيل وتبني خيار المقاومة والتمسك بالهوية الوطنية والقومية لكنها دولة قادرة على بناء تكوين مؤسسات السلطة فيها وفقا لصناديق الاقتراع في عملية نزيهة وشفافة تحترم مشيئة وإرادة الشعب والقاعدة الأساس في هذا هي أن تكون الدولة دولة الرعاية الاجتماعية وتطوير الاقتصاد وتنميته وتطوير الصناعة والزراعة والحرص على استقلال الاقتصاد ، فهذا المفهوم للدولة الآن يستطيع أن يقدم  نموذج متقدم كل من  العراق وسورية بشكل دولة اتحادية تجمع الكيانين السوري والعراقي .

.......... حلقة اليوم مخصصة للوضع الدولي.........

عندما نتحدث عن الوضع الدولي لابد أن نشير إلى انه من مطلع القرن الماضي أي منذ الحرب العالمية الأولى فقد عرفت البشرية نوعين  من أشكال التنظيم السياسي العالمي النوع الأول : الذي ساد في العصور الأولى أي عصور الإمبراطوريات الكبرى ، وفي هذه المرحلة كان العالم يشهد في إفريقيا وشرق أسيا نهوضا وحضورا لإمبراطوريات الأوروبية التي كانت بعيدة عن الشرق الأوسط فكانت أوروبا تتفادى أن تمر في هذه المنطقة منذ الحروب الصليبية التي تكسرت فيها رماح الغرب وأخرجت من هذه المنطقة وبالتالي بقيت أوروبا تتربص وتنتظر وتحاول أن تجد لحكومتها موطئ قدم ، وبعدها دخلنا في السياسة الدولية فالعالم كله للمرة الأولى بدا يصبح مع عصبة الأمم متحدا سياسيا ومنها دخلنا في الحرب العالمية الثانية و نشؤ الأمم المتحدة بديلا لعصبة الأمم والتي معها تكرس العالم متحدا سياسيا ومع هذا العالم ثنائية سوفيتية أمريكية مهيمنة على مجلس الأمن .

المفصل الأساسي هو انهيار الاتحاد السوفيتي  وبعدها دخلنا إلى حالة التفرد الأمريكي وأصبحت أمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أي بعد سقوط جدار برلين ،و ضعف إيران وروسيا ، فباتت أمريكا هي الدولة الحاكمة في العالم وهيمنة أمريكية ترجمة بعاصفة الصحراء التي استردت الكويت من العراق ، بالإضافة  لعدم اتخاذ روسيا أي موقف، وبعدها جاء مؤتمر مدريد للسلام والتي أرادت أمريكا من خلاله أن تطوي  صفحة الصراع العربي الإسرائيلي ولولا صمود سورية الأسطوري المدعوم من إيران في تلك المرحلة لكان مؤتمر مدريد فرض استحقاقاته وفق منطق نجاحه في وادي عربة  ، وأوسلو أي سلام مع الأردن ، وأراد أن ينتقل إلى لبنان بهجومه على المقاومة ، وفي عام 2000 استنفرت أمريكا لتبدأ غزوتها الإمبراطورية وذلك بناء على ماأوسس  فكان في هذا العام تحولان  ، التحول الأول هو في جنوب لبنان والانتصار المزلزل  الذي حققته المقاومة  والذي أطاح فرصة تسوية فلسطينية إسرائيلية ، فبعد الذي جرى مع إسرائيل  والليكود في جنوب لبنان لن تقوم قائمة لإسرائيل إلا إذا حضرت أمريكا ، بالتالي العلاقة مكشوفة .

اما التحول الثاني فهو بدء نهوض الدب الروسي .  

ففشلت أمريكا بتطويع إيران وسورية ، فسورية لن تستسلم ، وهي مع العراق فعندما يكون الأمر بين احتلال ومقاومة فسورية مع المقاومة

تقرير  "بيكر هاملتون " يضع موضع التسليم والتنفيذ لروسيا بالدور ، والتفاهم النووي مع إيران وإيران دولة نووية ودولة عظمى فهي امن أفغانستان والعراق  والخليج والطاقة ، وسورية أيضا ، والتسليم بمكانة متقدمة لحزب الله في لبنان والمنطقة فهذا المشهد يجعلنا نرى أن في السنوات القليلة القادمة أمريكا من الحرب العالمية الثانية إلى عام 2015 هي القوة المهيمنة وبقيت إلى سنة التسعين مشاركة ومن التسعين تفرد وظفته في أوروبا ومن عام 2000 إلى عام 2007 محاولة إعادة ترميم للتفرد  وبعدها التموضع على المشروع العثماني فينهار هذا المشروع وهي الآن ترتضي أمام الشراكة مع روسيا ، فروسيا والصين قوى عظمى وهما منتصرين في سورية والعراق فهذا الوضع الدولي الجديد عنوانه إننا أمام نظام عالمي جديد وهذا سيعني ثلاثة أشياء في نظام عالمي جديد قيمة المداخلة الروسية أنها حرصت دائما على التأكيد على أنها تتم تحت السقف  القانون الدولي وسيرد الاعتبار للقانون الدولي ، فنحن نذهب إلى تقنين نظام العالمي جديد أنها ستحول بفرض الهيمنة الاستعمارية وستفتح الطريق أمام نهضة الاستقلال فمن يريد أن يعبر عن ذاته المستقلة سيشهد عالم جديد فإذا راقبنا الخط البياني  سوف نرى أن أوروبا الشرقية بكل قدراتها وإمكاناتها لم تقدر أن تلعب هذا الدور في التحول فقد انكسرت أمام المشروع الأمريكي فقد تعثر هنا وتعثر بصمود إيران وسورية  وبطولات حزب الله في جنوب لبنان في حرب تموز وانتفاضة شعب فلسطين ومقاومتها والبطولات التي يكتبها اليمنيون في المواجهة الوحشية السعودية وتعثر بنهضة روسيا و شجاعة الرئيس "بوتين " الذي اتخذ الإقدام العسكري لإنشاء فضاء جديد على مساحة العالم ، ومهابة إيران وقوتها ، فهذا الذي يكتب عالما جديدا .

...........نهاية الحلقة ..........

 

2015-12-17 | عدد القراءات 3167