غباء أوباما وتذاكي سلمان وخبث أردوغان .... مقدمة نشرة ترب نيوز بقلم سعد الله الخليل

ربما يفسر ما كشفه الصحفي الأميركي سيمور هيرش قبل أيام من خلاف بين البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات الأميركية حول تعاطي واشنطن مع الملف السوري بعضاً من التناقض في المواقف الأميركية حول سورية , خاصة فيما يتعلق بالمسار العسكري منها في ظل القناعة الأميركية والدولية المطلقة بأنه في السياسة لا إمكانية لواشنطن وحلفائها بتصنيع قوى وشخصيات قادرة على لعب أدوار سياسية مقبولة لدى الشارع السوري أكثر جاذبية من رضوان زيادة ومرح البقاعي وميشيل كيلو بأجمل صورها.

كلام المستشار السابق في البنتاغون والذي كشف عنه هيرش يتطابق مع التحليلات الروسية والسورية , لما تصر واشنطن على تسميته برنامج سري أميركي لتسليح "المعتدلين" والذي تحوّل بمساعدة تركية إلى دعم للمتطرفين المسيطرين على المشهد المسلح في سورية بعيداُ عن التصنيفات والمسميات كما يثير تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء إصرار أوباما على التمسك برأيه بوجود معتدلين يمكن لأميركا أن تدعمهم في سوريا، وبإمكانية التحالف مع تركيا الداعم الرئيسي للأصولية ما وضع الرؤية الأميركية في المسار السعودي التركي بمضاعفة دعم تنظيمات النصرة وداعش تحت مظلة الرئيس الأميركي ابو حسين أوباما.

ربما سقط أوباما في فخ ثعلب تنظيم الإخوان المسلمين رجب طيب أردوغان فتحركت جذوره الإسلامية لدعم فاتحي القرن الحادي والعشرين وانبهر برواية أردوغان عن أمجاد السلطنة , أو أغرته الأموال السعودية ففعلت الدراهم فعل المراهم في تليين عقله , وربما أتت التعليمات من تل أبيب حيث تلتقي مصالح الأطراف الثلاثة ليتخذ أسود البيت الأبيض قرارات تخالف معطيات هيئة الأركان المشتركة ووكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية وروسيا التي التقت على نقطة واحدة بأنه "لا توجد معارضة معتدلة في سورية فكلهم إرهابيون يهددون أميركا وروسيا وأوروبا".

على مدى السنوات الخمسة من الأزمة السورية التقت توجهات أوباما بوجهات النظر التركية والسعودية بشكل تام ونجحت جهود الدبلوماسية الأميركية بمنح الرياض ورقة تشكيل الوفد المعارض إلى المباحثات المقبلة مع دمشق فكان مؤتمر الرياض رصيداً إضافياً من الجعبة الأميركية فشلت بالحفاظ على مكاسبه بالإصرار على حصر التمثيل المعارض بأتباعها ما دفع موسكو لإعادة الخطوة لكواليس الأمم المتحدة وتكليف الأمين العام المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديميستورا بمتابعة الملف.

آخر إبداعات المملكة السعودية التي باركها أوباما حلفٌ إسلامي لمكافحة الإرهاب يضم 32 دولة في الشكل انقسمت بين متورط بدعم الإرهاب ومكتوية بناره لا حول لها ولا قوة في مكافحته على أراضيها والباقي لا إمكانية لها لمواجهة عصابة ولا تمتلك ثمن ما يسد رمق مواطنيها وليكتمل المشهد ادعى ملك الزهايمر سلمان دعم مكافحة الإرهاب واصفاً الإرهاب بأنه لا دين له ولا وطن متناسياً جهود مملكته بإلباس الإرهاب لبوس الإرهاب.

خمس سنوات من عمر الأزمة السورية أثبت التورط الأميركي السعودي التركي في ما يجري في سورية إلا أن الأشهر الأخيرة كشفت أن رؤوس الحربة في الحرب على سورية وقادتها رئيس غبي وملك يحاول التذاكي وسلطان أحمق.

2015-12-24 | عدد القراءات 2161