تحدث الاستاذ ناصر قنديلرئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل

"في اطار سلسة الاحداث وتليها في الطريقة التي اعتمدناها حتى نهاية هذه السنة ونحن تناولنا النظام العالمي الجديد ايضاً في حلقة اخرى تناولنا العرب الى اين؟ مقارنة الحقب التي مرت على الدول العربية ايضاً ما هي المتغيرات التي حدثت وتناولنا في الحلقة الاخيرة اغتيال الشهيد سمير القنطار وموقع استهداف المقاومة ووضعها في اطر جديدة انطلاقا من المعادلات التي حاولنا رسنها في حلقات سابقة واليوم سنكمل قراءة الحدث التركي السعودي الإسرائيلي وبين ان اتناول مفهوم النظام الاقليمي لندخل الى حقيقة واحدة وهي حقيقة المعادلات الاقليمية .

عندما نتحدث عن النظام الاقليمي فأن مضمون ما نريد ان نقوله بأن النظام الاقليمي تغير مراراً ومع تغير النظام العالمي يتغير الاقليمي والذي حكم منطقتنا  منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكن منفصلا عن الحقب التي يمكن ان نميز فيها البلاد العربية لكن عندما نتحدث عن النظام الاقليمي يكون ابعد من البلاد العربية ولا نستطيع ان ننكر ان النظام الاقليمي الذي حكم المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبالتالي اذا اردنا ان نوصف النظام الاقليمي فنحن حتى عام 2000 كنا ي منظومة اقليمية اطرافها المهيمنة لم تستطع اسقاط مقاومة لبنان لم تستطع اسقاط سوريا لكنها كانت تهيمن على المنطقة وتصنع السياسة فيها منذ عام 2000 دخلنا في نظام عالمي جديد يقوم على تجاذب جديد فيه ايران روسيا سوريا قوى صاعدة تبدأ بتلمس امكاناتها لكنها غير قادرة على فرض حضورها في هذا الاقليم تحاول ان تسعى الى ان تكون موجودة بخفر الصين منكفئ وبالتالي كان النظام الاقليمي قوامه هذه الثلاثية سوريا المقاومة ايران وهذا القطب في النظام كان مقابلة السعودية التركي المصري الاسرائيلي تحت المظلة الاميركية وبالتالي في قلب الاشتباكات التي شهدتها المنطقة مع حربي العراق وافغانستان وحرب تموز لم يحسب لتسويات تحكم ولا انتصار احد القطبين على الاخر وبقيت الحرب سجال، جاء الاميركي الى العراق وافغانستان فلم يفلح دخلت اسرائيل في حرب تموز وحروب بعدها ولم تفلح جاء ما سمي بالربيع العربي اطاح بمجموعة من العناوين الاميركية ليحل مكانها الاخوان المسلمين بقلب العباءة التركية العثمانية الجديدة ومن ثم اطيح هؤلاء لصالح منظومة اقرب الى التي كانت من قبل منظومة السيسي في مصر ومنظومة السبسي في تونس ومعها ما شهده اليمن من متعغيرات فإذا نحن في قلب مخاض ولادة نظام اقليمي لم يتبلور بعد ولا يزال اللامستقر هو السائد لكن بدأت ترتسم معالم الحروب وهنا نتحدث عن معالم هذا النظام يجب ان نعود الى صراع الرؤى لأن ثمة رؤيتين تصارعت حول مفهوم النظام الاقليمي، كان امامنا ثلاثة مشاريع  في الحقيقة اولا مشروع تركي ليس سعودي او اسرائيلي اما النظرية الثانية وهي الاخونة التي تقوم على دولة مركز اسمها تركيا وحكم الاخوان في البلاد العربية وبالتالي المنظموة الاخوانية تكون هي الحاكمة في البلاد العربية ويكون الوبي الذي تديره اسرائيل كذراع ثقيل عسكرياً التي لا تحتاج الى ان تتسول من اميركا التي تسهم في انتاج الرئيس الاميركي وتدير الانتخابات في فرنسا وتقرر من يكون رئيس الحكومة في بريطانيا هذا المفهوم كقلب ومركز لإسرائيل وهذه الطريقة استنسخ منها في التجربة في التاريخ العثماني بأن يكون الاخوان المسلمون هو الصنم او التئم للحركة الصهيونية ضمن مفهوم تبادلي اذا لدينا نظرية تقوم بالاساس على التفتينت المذهبي والعرقي لكن جوهرها حرب شيعية سنية لتنئ مجموعة دويلات متناحرة هذا فشل  اما الثاني قلنا الاخوانية العثمانية ومعها الصهيونية القائمة على دور اليهود في قلب اللوبيات الحاكمة في بلاد الغرب وروسيا هذا اختبر وايضا فشل والعقبة التي اسقطتت المشروعين هي سوريا وبالتالي بقي مشروع ثالث الذي هل هذا المشرو ع الذي كان مطروح قبل الازمات والحروب وجاءت الحروب لمحية وهذا المشروع طرحه الرئيس الاسد وهو لم يلقى حجم الاهتمام والعناية التي يستحقها من قبل المنظمين الاستراتيجين وهي منظمة البحار الخمسة وهي تقوم على مجموعة قواعد وعن تسميها البحار الخمسة هي البحر الابيض المتوسط والاسود والاحمر والعرب وقزوين.

ماكينة عمل المقاومة عوضت خسائر بحجم شهداء كثيرون مثل عماد مغنية والسيد عباس والشهيد سمير وهذا يرفع ما اسسوه في المقاومة واقع الحال ان اسرائيل تعرف ان المقامة لا تنتهي بأستشهاد قائد فالوظيفة هي خلق شغب ورفع وتيرة التوتر وجعل اسرائيل طرف في خلق حالة من التوتر والتجاذي الامني والعسكري وليس دافعه الوحيد ان يذهب الى ما تريد روسيا من فرض سلام قائم ودائم ودولة فلسطينية على حدود 67  من المؤكد ليس كذلك ولكن المرتجى هو تدويل المنطقة وهو انشاء قوات دولية واستدراج انتشار هذه القوات الدولية بعناوبن عديدة  والاختبار لاول سيتم اسرائيلياً هذا هو مفهوم التصعيد الاسرائيلي كما قلنا في الحلقة الماضية واذا في هذه المرة لن يكون غبياً وان لا يتوقع ان المقاومة لن ترد فأذاً انه على ثقة ان المقاومة سترد، وبالتالي نحن امام الاختبارات الاخيرة لفرص حجز المقاعد لثلاثي تركي سعودي اسرائيلي بأي منزلة بأحتماء بقدر من التدوين اليد العليا في النظام الاقليمي ستكون لقوى الحلف المقاوم  اي ان مصر ليست بالحلف المقاوم لكنها دولة وطنية ايضا الجزائر دولة وطنية واليمن دولة وطنية ولكن القلب سيكون سوريا العراق المقاومة ايران  في مظلة روسية صينية  يدها اعلى من القوى الغربية التي تقودها اميركا".

2015-12-26 | عدد القراءات 2963