مملكة الرمال تحترق – ناصر قنديل

تفتتح مملكة الرمال السعودية العام الجديد بتنفيذ حكم الإعدام بالشيخ  المعارض نمر النمر ، ضاربة عرض الحائط بتمنيات ومناشدات هيئات دولية وأممية ومجالس العلماء لعدم تنفيذ الإعدام ، علما أن الشهيد النمر لم يكن في سجل حياته أي  عمل عنفي ولا تشجيع على العنف بل  إصرار على النضال السلمي ودعوة مستمرة للإصلاح نحو ملكية دستورية ، ترتكز إلى حكومة منتخبة تلغي التمييز الطائفي وتساوي بين المواطنين ، على الطريقة البريطانية ،وتحفظ لبني سعود نسبة  من اموال الدولة تأكيدا لحسن النية .

قرار الإعدام مستهجن لحكم يخسر في كل مكان ، ويفقد السيطرة على حروبه واعصابه ، فيحفر قبره بيديه ، لأن من يستشعر الخسائر يتجه نحو البيت الداخلي لتحصينه وتعزيز التآخي فيه ، فمن يفقد المال مع إنهيار سعر النفط الذي لعب بأسعاره للكيد ضد روسيا وإيران ، يخسر مع الإفلاس المالي ورقة القوة التي  كان يرضي  بها شعبه  الناقم أصلا ، فكيفو هو يرفع أسعار المحروقات في بلاد النفط  ، ويتوقع العالم أن تنفجر بوجهه إنتفاضة المازوت والبنزين ، فهل يفكر بإشعال عود كبريت لينفجر الحريق الكبير ؟

قرار الإعدام مستهجن لحكم يخسر حربه في الجوار اليمني ، وينهزم عساكره بعد عشرة شهور من  الحرب  التي وضع كل ثقله فيها ، ولا يجد جيشا يحمي  حدوده في نجران وجيزان وعسير حيث يهاجمه اليمنيون فيستعين بالمرتزقة ، ويضطر لمفاوضات يعلم أنها ستنتج حكما للحوثيين كلمة وازنة فيه ، وسيكون اليمن بعدها خارج يد السعودية ، لأن الذي عادوا لليمن بوقة التدخل السعودي سيخرجون في النهاية معه عندما تتوقف حربه الفاشلة ، ومن يفشل في اليمن عليه أن يعود لمواطنيه يراعيهم ويداريهم ويقف على مطالبهم ليصالحهم ، فهل يقتل زعيم معارضتهم السلمية ، وزعيم الطائفة الثانية في البلاد  ليشعل حربا طائفية ؟

قرار إعدام الشيح نمر النمر مستهجن من حكم يرى نفوذه يتلاشى في سوريا بدعما ربط مصير حكمه بالفوز بحربها وجند كل الإرهابيين لهذا الغرض وها هو يرى كيف يتهاوى مشروعه ، وبدلا من الرهان على تسليم الإرهابيين بطاقات عضوية في الحوار السوري السوري ، ينتظر منه أن يسلم بطاقات دعوة للشيخ نمر النمر وأمثاله لحوار سعودي سعودي ، وبدلا من البكاء  على مقتل الإرهابيين في سوريا من أمثال علوش ينتظر منه الإمتناع عن قتل المعارضين السلميين في السعودية أمثال الشيخ نمر النمر .

قرار إعدام الشيخ الشهيد مستهجن من حكم يدعي حربا على داعش والإرهاب ، ويعلم أن هؤلاء يستعدون للسيطرة على السعودية بعدما قام بتربيتهم وتمويلهم وتسليحهم للنيل من سوريا ، وهاهم يستعدون للنيل من السعودية ، فبدلا من أن يقتل أبرز عدو للإرهاب يمثله الشيخ النمر ، يفترض أن يستقوي به لمواحهة الإرهاب وبدلا من يقدم لداعش فرصة التحريض الطائفي وتصعيد الحرب الطائفية ، والظهور كمدافع عن مذهب وطائفة يفترض بالحكم كان أن يهدئ التوترات  الطائفية ليقطع الطريق  على داعش وأمثال داعش .

قرار إعدام الشيخ  النمر مستهجن من حكم يدعي سعيا لتطبيع العلاقات مع العراق وإيران بإعادة فتح سفاراته وتعيين سفراء فيها ، تقربا من المرحعية فيهما ، وهو يعلم أن المرجعية في قم والمرجعية في النجف ستضع دماء الشيخ النمر عائقا بوجه اي تطبيع للعلاقات وتعتبره عدوانا عليها ، كان يفترض بدلا من الاعدام ألا يكتفي بعدم التنفيذ بل بإصدار العفو وإطلاق السراح كبادرة حسن نية ، ليصير الإعدام قرارا بتأزيم العلاقات وتفجيرها .

غباء مملكة الرمال دليل الذعر والهيستيريا ، وقرار القفز إلى الهاوية بعد الوقوف  طويلا على الحافة .

هكذا ينتحر الأغبياء .

2016-01-02 | عدد القراءات 11461