تفتتح مملكة الرمال السعودية العام الجديد بتنفيذ حكم الإعدام بالشيخ المعارض نمر النمر ، ضاربة عرض الحائط بتمنيات ومناشدات هيئات دولية وأممية ومجالس العلماء لعدم تنفيذ الإعدام ، علما أن الشهيد النمر لم يكن في سجل حياته أي عمل عنفي ولا تشجيع على العنف بل إصرار على النضال السلمي ودعوة مستمرة للإصلاح نحو ملكية دستورية ، ترتكز إلى حكومة منتخبة تلغي التمييز الطائفي وتساوي بين المواطنين ، على الطريقة البريطانية ،وتحفظ لبني سعود نسبة من اموال الدولة تأكيدا لحسن النية .
قرار الإعدام مستهجن لحكم يخسر في كل مكان ، ويفقد السيطرة على حروبه واعصابه ، فيحفر قبره بيديه ، لأن من يستشعر الخسائر يتجه نحو البيت الداخلي لتحصينه وتعزيز التآخي فيه ، فمن يفقد المال مع إنهيار سعر النفط الذي لعب بأسعاره للكيد ضد روسيا وإيران ، يخسر مع الإفلاس المالي ورقة القوة التي كان يرضي بها شعبه الناقم أصلا ، فكيفو هو يرفع أسعار المحروقات في بلاد النفط ، ويتوقع العالم أن تنفجر بوجهه إنتفاضة المازوت والبنزين ، فهل يفكر بإشعال عود كبريت لينفجر الحريق الكبير ؟
قرار الإعدام مستهجن لحكم يخسر حربه في الجوار اليمني ، وينهزم عساكره بعد عشرة شهور من الحرب التي وضع كل ثقله فيها ، ولا يجد جيشا يحمي حدوده في نجران وجيزان وعسير حيث يهاجمه اليمنيون فيستعين بالمرتزقة ، ويضطر لمفاوضات يعلم أنها ستنتج حكما للحوثيين كلمة وازنة فيه ، وسيكون اليمن بعدها خارج يد السعودية ، لأن الذي عادوا لليمن بوقة التدخل السعودي سيخرجون في النهاية معه عندما تتوقف حربه الفاشلة ، ومن يفشل في اليمن عليه أن يعود لمواطنيه يراعيهم ويداريهم ويقف على مطالبهم ليصالحهم ، فهل يقتل زعيم معارضتهم السلمية ، وزعيم الطائفة الثانية في البلاد ليشعل حربا طائفية ؟
قرار إعدام الشيح نمر النمر مستهجن من حكم يرى نفوذه يتلاشى في سوريا بدعما ربط مصير حكمه بالفوز بحربها وجند كل الإرهابيين لهذا الغرض وها هو يرى كيف يتهاوى مشروعه ، وبدلا من الرهان على تسليم الإرهابيين بطاقات عضوية في الحوار السوري السوري ، ينتظر منه أن يسلم بطاقات دعوة للشيخ نمر النمر وأمثاله لحوار سعودي سعودي ، وبدلا من البكاء على مقتل الإرهابيين في سوريا من أمثال علوش ينتظر منه الإمتناع عن قتل المعارضين السلميين في السعودية أمثال الشيخ نمر النمر .
قرار إعدام الشيخ الشهيد مستهجن من حكم يدعي حربا على داعش والإرهاب ، ويعلم أن هؤلاء يستعدون للسيطرة على السعودية بعدما قام بتربيتهم وتمويلهم وتسليحهم للنيل من سوريا ، وهاهم يستعدون للنيل من السعودية ، فبدلا من أن يقتل أبرز عدو للإرهاب يمثله الشيخ النمر ، يفترض أن يستقوي به لمواحهة الإرهاب وبدلا من يقدم لداعش فرصة التحريض الطائفي وتصعيد الحرب الطائفية ، والظهور كمدافع عن مذهب وطائفة يفترض بالحكم كان أن يهدئ التوترات الطائفية ليقطع الطريق على داعش وأمثال داعش .
قرار إعدام الشيخ النمر مستهجن من حكم يدعي سعيا لتطبيع العلاقات مع العراق وإيران بإعادة فتح سفاراته وتعيين سفراء فيها ، تقربا من المرحعية فيهما ، وهو يعلم أن المرجعية في قم والمرجعية في النجف ستضع دماء الشيخ النمر عائقا بوجه اي تطبيع للعلاقات وتعتبره عدوانا عليها ، كان يفترض بدلا من الاعدام ألا يكتفي بعدم التنفيذ بل بإصدار العفو وإطلاق السراح كبادرة حسن نية ، ليصير الإعدام قرارا بتأزيم العلاقات وتفجيرها .
غباء مملكة الرمال دليل الذعر والهيستيريا ، وقرار القفز إلى الهاوية بعد الوقوف طويلا على الحافة .
هكذا ينتحر الأغبياء .
2016-01-02 | عدد القراءات 11461