رفضت مملكة آل سعود تسليم جثة الشيخ نمر النمر لذويه لدفنه خشية من أن يتحول تشييعه لموجة تظاهرات حاشدة كتلك التي عمت الأراضي الفلسطينية غداة تشييع الشهيدة أشرقت قطماني وعدد من الشهداء الفلسطينيين الذين أفرجت سلطات العدو الإسرائيلي عن جثامينهم والتي حاولت فرض شروط قاسية على ذويهم لإرغامهم على تشيع أبنائهم في الليل خشية تصعيد في صفوف الشارع الفلسطيني المنتفض.
لا يقلل من مقام الشهيد النمر أن تصر الرياض على دفنه بمقابر المسلمين مع من نفذ بحقهم حكم الإعدام في خطوة تعيد للذاكرة مقابر الأرقام الزاخرة برفات الشهداء الأبطال الذي سطروا ملاحم الشهادة والإباء.
بين قضية الشيخ النمر وأشرقت قطماني ثمة رسالة مقاومة العين للمخرز وتحول جبروت القاتل إلى خوف من دم يرفع صوت القضية عالياً وينادي بالثأر من جلاد يتمترس وراء آلة قتل جبارة.
يدعي آل سعود بأن رسالة الشيخ النمر المعتدلة أفكار متطرفة , في حين نشر أتباعها التطرف والإرهاب حول العالم من تنظيم القاعدة إلى تنظيمات داعش والنصرة وما تفرع منها ولعل توصيف آل سعود للإرهابي القتيل زهران علوش بالمعتدل يكشف معاييرهم التي تشبه معايير سلطات العدو الإسرائيلي بتوصيف الشهداء العزل بالإرهابيين.
تكشف لائحة الاتهام التي ساقها آل سعود بحق النمر والتي اشتملت على "اعتناق المنهج التكفيري وعقائد الخوارج المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ونشرها بأساليب مضللة والترويج لها بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية" ما يكفي لإثبات براءة النمر الذي لو اتبع منهج محمد عبد الوهاب لكان اليوم جليس ملك مملكة الرمال.
أخطر ما اقترفته المملكة بإعدام النمر أنها أشعلت نيران الداخل السعودي الذي لطالما عمل النمر على إخمادها بدعوة أنصاره لضبط النفس أمام تجاوزات آل سعود والظلم بحقهم ما يفتح أبواب التصعيد على مصراعيها بإشعال انتفاضه لا تقل عن انتفاضة الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين منذ عقود.
إعدام سعودي لعشرات المتهمين والخلط ما بين السياسة والإرهاب رسالة بالسير نحو التصعيد إلى حدوده القصوى في رسائل تتجاوز حدود المملكة , وما موجات التصعيد السعودي الإيراني سوى صورة لما أرادت الرياض إيصاله بالتزامن مع إعلانها وقف الهدنة في اليمن والمضي في حربها ضد شعب أعزل رفض التبعية للرياض التي تصر على مذهبة معاركها التي لا تعدو عن كونها صرخة إنسانية بوجه الظلم بعيداً عن الاصطفاف الطائفي , وكما رفع مشيعو قطماني صورة سماحة السيد حسن نصر الله رجل مواجهة العدو الإسرائيلي في نابلس وقبلها رفعت في مصر والمغرب وتونس , سترفع في أرض الحجاز لتعلن بأن صرخة الحق لا يعلوها صوت ولا يسكتها جلاد مهما تفاقم جبروته على الأرض ولتوكد بأن دماء الشهداء مصدر رعب لجلادها لا يقل تأثيره عن صدى صوتهم وهم أحياء.
2016-01-03 | عدد القراءات 4485