من يقف بوجه رياح الطائفية إن ثارت الرمال الراكدة ..... مقدمة نشرة توب نيوز بقلم سعد الله الخليل

كعادتها وللخروج من أي أزمة إقليمية كانت أم داخلية .. تنفث مملكة آل سعود في نيران الطائفية سلاحها الأوحد في وجه من يناصبها العداء أو الخلاف أو من ترغب المملكة بافتعال أي منها مع دولة أو جماعة أو حتى أشخاص وفي زمن باتت تلك البضاعة مطلوبة ورائجة السوق وزبائنها في العالم العربي والغربي كثر فإن السعودية تمكنت من تصدر المشهد لما تملكه من منصات جاهزة بالفطرة والنشأة والتكوين أو مجهزة مسبقاً لقيادة هكذا معارك رسمت لها قوى دولية وإقليمية كبرى. تتسلح المملكة بسلاح الأماكن المقدسة من مكة والمدينة والموروث الديني والصورة المرسومة في نفوس المسلمين بصفتها خادمة الحرمين الشرفين لتكرس نفسها كمرجعية لأهل السنة في العالم كله وتنشر مشاريعها الخاصة سياسياً ودينيا تحت هذه الراية منذ نشأة المملكة كقاعدة للفكر الوهابي المتطرف , إلا أنه اشتد قوة في سبعينيات القرن بالتزامن مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وعدائها للعدو الإسرائيلي وواشنطن والتزامها بالقضية الفلسطينية قولاً وممارسةً بالدعم المادي والمعنوي لكل الفصائل المقاومة والمناهضة للمشروع الصهيوني بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية , وغلبت الشعار على التوجه الطائفي عبر دعمها حركة حماس الإخوانية والجهاد الإسلامي بقدر دعمها لحزب الله اللبناني وسورية الدولة والجيش والشعب وهو ما فتح نيران المملكة بإيعاز أميركي عليها وتحولت طهران من صديق صدوق أيام الشاه إلى صاحبة مشاريع الهيمنة الشيعية في نظر الرياض وكأن الإمام الخميني من أدخل المذهب الشيعي إلى بلاد فارس أو أن الشاه سنياً معتدلاً من وجهة نظر أل سعود وانقلبت الآية بعد فراره فأوجدت مصطلحات الحرب السنية الشيعية والمشروع الصفوي وغيرها من مفاهيم سعودية لتبرر قيادتها حروبها بالوكالة ومشاريع تدخلها في بلدان العرب والمسلمين تحت وطأة الضخ المالي الذي تحول لتدخل مسلح في بلدان عدة من سورية إلى ليبا مروراً بالعراق واليمن ولبنان في بعض الأحيان واللافت أن نصرة أهل السنة لا تستوي إلا في البلدان التي ترغب واشنطن بزعزعتها وكأن البيت الأبيض أشهر إسلامه لا صهيونيته وبالرغم من رمي واشنطن شعارات المملكة وراء ظهرها عقب التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني وأجواء التقارب مع طهران قبل أيام استكملت السعودية حلفها السني لمواجهة إيران وحلفائها عقب تحالفها مع تركيا وأطلقت بإعدام الشيخ النمر شرارة المواجهة مع طهران على أمل إشعال حرب سنية شيعية تأخذ المنطقة إلى دوامات عنف جديدة استكمالا لحروب المملكة في سورية واليمن والعراق وانتظرت ردود الفعل في طهران للإسراع بقطع العلاقات معها وربما كانت تلك الردود متسرعة بالهجوم على السفارة إلا أن الرد الحكومي الصارم بإدانتها وتوقيف المشتبه بهم يفترض أن يبرد فتيل الأزمة لو لم تكن الخطوات السعودية جاهزة قبل جريمة إعدام الشيخ النمر وردود الفعل المتسرعة من الدول المتحالفة مع السعودية التي أشهرت نيرانها الطائفية لتمتين حلف الدول السنية بوجه طهران الشيعية. ردود الفعل الدولية الشاجبة للخطوة خصوصاً أميركياً وأممياً وثبات المواقف من الملفات اليمنية والسورية وهما المبتغى السعودي الأول والأخير ربما يدفع المملكة وحلفاءها للتراجع عن خطوات التصعيد لقناعة الغرب بأن رياح الحرب الطائفية التي تنشرها المملكة لن تقف عند الحدود السورية العراقية الإيرانية بل ستطال دولاً أخرى أولها المملكة والبحرين وتركيا ، ومن باستطاعته الوقوف بوجه رياح الطائفية إن ثارت الرمال الراكدة.

2016-01-06 | عدد القراءات 3898