على طريقة البازل بتجميع الصورة الكاملة والتي لا تفصل أي جزئية عن المشهد العام ، فإن متابعة التصريحات الإعلامية المتلاحقة الخاصة بالمشهد الفلسطيني ربما تشي بتطورات مستقبلية ، وترسم التحالفات خطوات جريئة غير مستبعدة ولا تخرج عن سلوكيات الأطراف المعنية والتي تتعاطى مع ما فجرته انتفاضة الشعب الفلسطيني من مستجدات غيرت قواعد اللعبة خلال الأشهر الماضية.
لا يمكن إبقاء التراشق الإعلامي الأخير بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ،ورئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار المهاترات الكلامية ،فلا انتخابات إسرائيلية ولا فلسطينية مقبلة حُكماً على الأبواب ،ولا جديد في وضع السلطة الفلسطينية المهزوز والآيل للسقوط يتطلب تخوفاً إسرائيلياً وعناداً فلسطيني يجعل من الحفاظ عليها نصراً يستحق الوقوف عنده.
أعطى نتنياهو طرف خيط يمكن التوقف عنده لرسم مشهد ما يُرسم تجاه القضية الفلسطينية من أنقرة إلى الرياض مروراً بتل أبيب ،وليس بعيداً عن توجه رام الله وقطاع غزة ، بدأت بتسريب بنود الاتفاق التركي الإسرائيلي وما تلاه من تسريبات بزيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة غزة من البوابة الإسرائيلية بما يرفع أسهم أردوغان في القطاع بعد إغلاق القاهرة الأبواب بوجه السلطان العثماني الجديد وبالتالي تكمل حركة حماس الانضواء في العباءة التركية الإخوانية.
اللافت في تصريح عباس وقوفه المطلق مع السعودية في كل ما تفعله لأنه الصواب برأي محمود عباس الذي لم يكمل جملته بالقول بأن إيران على باطل وبالتالي ينضم رئيس السلطان الفلسطيني للسلطان العثماني بالسير في الركب السعودي الذي يرى في القضية الفلسطينية شعارات لا أكثر كونه عراب التسوية مع العدو ومارس التطبيع المفضوح.
المعادلة الفلسطينية القادمة يبدو أنها على النحو التالي تتولى تركيا رعاية حماس والسعودية السلطة بموافقة ومباركة إسرائيلية خاصة في ظل ما كشفت عنه صحيفة هآرتس من ارتفاع مستويات التنسيق الأمني بين السلطة والعدو حيث نشرت السلطة الفلسطينية عناصرها بالزي الأمني في مواقع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي منعاً لتقدم الشبان الفلسطينيين إلى ما تعتبره خطوط تماس. وبناء عليه فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل على بلورة اقتراحات سياسية لتقديم ما تصفه " مبادرات حسن نية" تجاه السلطة الفلسطينية تؤدي إلى "خفض مستوى العنف" بحق الفلسطينيين وهو ما يظهر السلطة كصاحبة إنجاز للشعب الفلسطيني ما يعني أنها ستمنح الشعب امتيازات من دمه وكأن المأزوم هو الشعب الفلسطيني المنتفض لا العدو الإسرائيلي وهو ما يبرر استماتة نتنياهو في الدفاع عن السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها لتبقى كشرطي إسرائيلي بوجه الشعب الفلسطيني.
التحالف التركي السعودي بدأت ثماره بالنضوج فبعد إعدام الشيخ نمر النمر لافتعال مواجهة مع إيران تأتي المرحلة التالية والتي ستكون تقارب فلسطيني فلسطيني بين فتح وحماس كخطوة لاحقة لتفاهم عرابي الطرفين يسبقها حملة إعلامية شرسة تستهدف طهران حيال القضية الفلسطينية بأنها المعرقل لتفاهم الأطراف الفلسطينية ليبدو التفاهم القادم كناتج للجهود التركية السعودية بمباركة إسرائيلية خفية.
قادمات الأيام قد تشهد تقارب حركتي فتح وحماس و تتوج بتفاهمات وحكومة مشتركة تواكب التحالف السعودي التركي والتركي الإسرائيلي.
2016-01-07 | عدد القراءات 3657