تصعيد سعودي خطير وتفهم ايراني لافت - روزانا رمّال

تتصدر السعودية المجموعة المؤلفة من تركيا و اسرائيل في قائمة رفع الاعتراضات للبيت الابيض في محاولة لاظهار ان القرار الاميريكي بالخضوع لايراني في تسويتها النووية هو قرار غير مرغوب فيه حتى الساعة من قبل جوارها كله و انه زاد الوضع سوءا بدل ان يمهد لتسويات و يسرح القضايا و الحلول بدليل ما فتحته السعودية من حرب مع اليمن و شعبه في محاولة لبث الغبار ليلة التوقيع على الملف بين ايران و الدول الغربية و كل متابع يتذكر مفاجاة الحرب اليمنية التي لم تستطع حتى الساعة تحقيق شيء من مبتغاها .

السعودية التي تبدو انها لم تستفق من كابوس التوقيع النووي مع ايران يبدو انها ليست لوحدها و هي لا تريد ان تتقبل الواقع الجديد الذي يعني بكلام او باخر انها ستتحجم من موقع الخاضع للمتغيرات و ليس صانعه او صانع الحدث كما كانت و هنا يلفت النظر ان كل هذا المسار يصب بنهاية المطاف في خانة لفت نظر الاميريكي بشكل مباشر و هنا جمعت المملكة العربية السعودية وزراء خارجية الدول العربية بشكل طارئ من اجل تسجيل اعتراض على تدخل ايران في شؤون دول خاصة و كانه تدخل اجنبي في شؤون دول عربية كلها تماسك و حرص على حفظ الكرامة مسجلة اعتراضها على حرق السفارة السعودية في ايران مستغلة في الوقت عينه التصويب على حزب الله و هو حليف ايران الابرز .

السعودية التي تريد تمديد الوقت قبل ان يحين موعد قطار التسويات تعرف ان العودة الى الوراء مستحيلة لكنها بالوقت عينه تعرف ان اي تسوية على حسابها هي دمار لنظامها و بداية عده العكسي من هنا فان اي تفاؤل بخضوع سعودي في تمرير حلول جدية هو حتى الساعة مستبعد بدليل ان نواياها في الحل خاصة في اليمن لم تكن جدية على الاطلاق على فهي تجتمع مع خصومها في سويسرا من دون ان تقدم اي جديد او متغير و كانت قد اعلنت منذ الشهر الاول عن نهاية عمليتها العسكرية و اذ بها تمدها لعشرة شهور و بالتالي فانها غير جادة لا في سوريا و لا في اليمن و لا في العراق لان اي اقدام من هذا النوع هو بدء العد العكسي لنظامها الذي سيعتبر انه قد هزم هزيمة نكراء فاتحة الباب امام اي خضة داخلية .

ايران يبدو انها تتفهم بشكل كبير و واعي جدا لقيمة ما جرى بالنسبة للملكة و لهذا السبب فانها تتلقف كل الخضات التي تصيبها المملكة في عمق ايران و تبقى حادثة منى الاكثر تعقلا في سلوك الايرانيين و لو اصدروا مواقف غاضبة قليلا لكنهم ما يلبثون و يتجهون فورا نحو تهدئة الاوضاع نفس الامر هو الذي حدث اليوم مع اعدام الشيخ النمر الذي تدرك ايران ان كل ما تبتغيه السعودية من اعدامه ليس الا فتح نافذة جديدة او ملف جديد من التعقيد لتهرب من الحلول حتى و لو كانت اخطرها على الاطلاق و هو اللعب بالملف الطائفي و المذهبي .

السعودية تنازع و ايران تتفهم وقع الهزيمة السعودية امامها بحكمة و ثبات مع توقعها الاسواء من مملكة مستعدة هذه المرة للقيام بكل شيء يثبت ارجل نظامها .

 

 

2016-01-11 | عدد القراءات 4170