"في هذه الحلقة سنعود مرة اخرى الى المسار السعودي وانجرافه على مجريات كل التطورات في المنطقة لانه يشكل في هذه المرحلة العقدة الاخيرة المتبقية في طريقة سلاسة مسار التسوريات التي كان يمكن ان تسير بسلاسة لولا السعودي لذلك لا بد من وقفة خاصة تبدأ من رسم اطار المكانة السعودية وعناصر القرار وماهي الرؤية التي تحكم العقل السعودي وماهي قابلية تأقلم العقل لاسعودي مع هذه المتغيرات واستيعابها وكيف ستعبر حالة الانكار عن نفسها وبالتالي في نهاية المطاف ماهو المسار الممن ان نتوقعه لسياق هذه المواجهة وتطوراتها.
في البداية لابد من العودة الى التنويه الى اننا قد توقفنا في حلقات سابقة عند ما اسميناه الحقبة السعودية، في هذه الحلقة نريد ان نخصص قراءة هادئة في صيرورة سياق تطور الموقف السعودي وصولا الى الحقبة التي نعيشها الان.
السعودية عند النشئة قبل الحرب العالمية الثانية في هذه المرحلة كانت مجردمحمية عسكرية بريطانية ممولة ومسلحة من المخابرات البريطانية ولم يكن لبني سعود هذا الشأن في صناعة السياسة خارج حدود الحجاز ونجدقبل ان يتحول النفط الى قوى اقتصادية وبالتأكيد ان العين البريطانية ومن ثم الاميركية كانت على هذ المنطقة مع اكتشاف النفط الذي تحول في عام 1919 الى مورد حقيقي في ارض الحجاز ونجد، التحول الكبير الذذي حدث في مرحلة لاحقة مع تبلور مرحلة الاستقلال الوطني في البلاد العربية الحاجة البريطانية الى تعظيم حكم بني سعود مع الحكم البحريني بينما باقي الدول الخليجية كانت تدور في الفلك البريطاني تحت الهيمنة البريطانية مثل الامارات الكويت قطر لكن لم يكن لها ذلك المكان الذي كان لشبة الجزيرة وكان البحرين هو الحاضنة المدنية.
النظام السعودي يعرف اهمته ومكانته فبعد سقوط نظام الشاه وانتصار الثورة الاسلامية ايران زادت اهمية هذا النظام زاد شعورة بأهميته وزادت اهمية مصر كامديفيد لم تعد تسمح لها بأن تكون جزء من منظومة قيادة على المستوى العري لان المزاج الشعبي العربي العام لا يمكن ان يتقبل هذا المستوى من الانبطاح امام اسرائيل فكانت السعودية تتفرغ بقيادة وضع عربي بحدود ماكان الرئيس حافظ الاسد ان يفرضه من امر واقع كان تسلم فيه ومع ذلك هي سيدة القرار وصاحبة اللعبة الاساسية بالمنطقة تركيا تلك الفترة مربكة تعيش ازمة اقتصادية وتعيش حرب مع الاكراد وبالمقابل ايران اربكت بحرب العراق لكن بقيت قادرة على ان تصمدوتعيد تكوين نفسها لذلك لا يوجد غير السعودية في المنطقة الي ترعى منظومة الطائف التي ولدت عندها فالعصر الذهبي كان للسعودية وكان موضوعه بموقع اكبر بكثير من حجمها، هذا الحجم المتورم للسعودية من عام 2000 بدأ بالتراجع اولا اسرائيل هزمت في جنوب لبنان وبالتالي الذراع التي دمرت التجربة الناصرية ترثها السعودية هذه الذراع اصيب اصابة بالغة وبات عندها قضية تخصها هي قضية استعادة الهيبة والردع، امريكا بعد عام 2000 اصبحت هي من تقرر وليس حلفائها في المنطقة وبالتالي بين 2000 و2006 تراجع الدور السعودي انطلاقا من الحضور الاميركي اولا والصعود التركي ثانياً والهزيمة الاسرائيلية ثالثاُ هذه العامل الثلاثة اضيف اليها صعود روسيا مع وصول بوتين لى الرئاسة في عام 2000 وخروج ايران من جراحات ونزيف الحرب في العراق بعشر سنوات من البناء وجاءت انتفاضة الاقصى ونهضة المقاومة في فلسطين....مجموعة عناصر بدأت بتهديد السعودية وجودياً وبالتالي بونين يصعد هذا يقابلة سقوط اميركي وبالتالي يسقط كل الوكلاء والتابعين لها.
اذا نحن امام مشهد من الواضح ان السعودية في خط انحدار وتحتاج شيئاً يرد لها الاعتبار فهي ذاهبة الى الانحلال والتلاشي وهي تمر بأزمة والاميركي يوم بعد يوم يشعر بانه يريد هو ان يدير الاسرائيلي يشعر بأن ازمتة تزداد.
2016-01-13 | عدد القراءات 2787